أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم السبت، أن القوات القتالية للتحالف الدولي ستنسحب من العراق بعد أيام، مشدداً على أنّ القوات العراقية قادرة على حفظ الأمن في البلاد.
وقال الكاظمي، في كلمة له بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الدولة العراقية الحديثة، "بعد أيام، سنشهد انسحاب جميع القوات القتالية للتحالف الدولي من العراق، في نطاق الاتفاقية الاستراتيجية مع الجانب الأميركي، وسيكون دورها في مجالات الاستشارة"، مؤكداً أنّ الانسحاب يثبت قدرة القوات العراقية بكل صنوفها على حفظ أمن العراق، واستقرار شعبه، وتطورها المستمر في هذا المجال".
ولفت الكاظمي إلى أنه "آن الأوان أن ننظر إلى دولتنا بموضوعية، وأن نفتخر بمنجزاتها، ونعترف بأخطائها"، داعياً إلى "المضي إلى الأمام".
وأشار إلى أنه "وسط تجاذبات واجتهادات سياسية أفرزتها الانتخابات الأخيرة، يجب أن يطمئن الجميع، فلن نسمح بمسّ أمنكم واستقراركم"، مؤكداً أنه "رغم كل الخلافات، فإن القوى السياسية والتيارات الجديدة والمستقلين والنخب هم أبناء هذا الوطن، وهم حريصون عليه وعلى أمنه".
وأكد الكاظمي أنّ "الاختلاف في وجهات النظر والتوجهات يتلاشى أمام إيمان الجميع بأن العراق هو مظلتنا وهو بيتنا، وأنّ العبث به وبمستقبله خط أحمر".
وبخصوص محاولة الاغتيال التي تعرّض لها، أكد أنّ "حياتي ليست أغلى من حياة أي عراقي، ولكنه طريق الدولة"، مشدداً على أنّ "طريق الدولة العراقية قد يكون صعباً ومؤلماً، لكنه الطريق الوحيد لنا".
نائب قائد العمليات المشتركة: دور المستشارين الفرنسيين ينحصر بتقديم المشورة
في غضون ذلك، أكد نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق أول ركن عبد الأمير الشمري، أنّ دور المستشارين الفرنسيين ينحصر بتقديم المشورة والتدريب لقواتنا الأمنية.
واستقبل الشمري، اليوم السبت، رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية، الفريق أول تييري بوركارد، في مقر قيادة العمليات المشتركة ببغداد.
ووفقاً لبيان للعمليات المشتركة، فإنّ "الجانبين ناقشا سبل التعاون المشترك بين البلدين، وعمل المستشارين الفرنسيين العاملين ضمن التحالف الدولي في مساعدة القوات المسلحة العراقية وسبل تعزيز التعاون والتنسيق في مكافحة الإرهاب"، مشيداً بـ"جهود القوات الفرنسية في عمليات التحرير، ودورها الفاعل كجزء من قوات التحالف الدولي طيلة السنوات الماضية".
وبعد أربع جولات حوار بدأت العام الماضي بين بغداد وواشنطن، توصّلت الحكومة العراقية والإدارة الأميركية إلى اتفاق يقضي بانسحاب القوات القتالية في التحالف الدولي في 31 ديسمبر/كانون الأول الحالي، والإبقاء فقط على المستشارين التابعين للتحالف، لتقديم الدعم والمشورة للقوات العراقية.
وكان مستشار الأمن القومي في العراق، قاسم الأعرجي، قد أعلن، أول من أمس الخميس، انتهاء آخر جولات الحوار مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، التي بدأت العام الماضي، مؤكداً نهاية المهام القتالية وانسحابها من العراق، على أن تستمر العلاقة مع التحالف الدولي في مجال التدريب والاستشارة والتمكين.