نشرت وسائل إعلام عراقية محلية، اليوم الجمعة، نص رسالة سابقة مكتوبة بخط اليد موجهة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني، تضمنت موقف الصدر من القصف الإيراني على مدينة أربيل منتصف مارس/آذار الماضي.
وكانت إيران زعمت أنها استهدفت مقرات للموساد الإسرائيلي في إقليم كردستان، مخلفة قتلى وجرحى بين المدنيين العراقيين.
وسربت وسائل إعلام معروفة بقربها من طروحات التيار الصدري، اليوم الجمعة، الرسالة بالتزامن مع اتساع الانتقادات الشعبية في الشارع العراقي، لموقف القوى السياسية التي آثرت الصمت حيال القصف الإيراني الأخير لمناطق في كردستان العراق الذي خلف 18 قتيلا ونحو 60 جريحا الأسبوع الماضي.
نص رسالة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى قائد فيلق القدس الإيراني اسماعيل قاآني في آذار 2022#الشرقية_نيوز pic.twitter.com/4UkklRdbDJ
— AlSharqiya TV - قناة الشرقية (@alsharqiyatv) October 7, 2022
وجاء في الرسالة الصادرة بتاريخ 18 مارس/ آذار الماضي، أن "العراق سيبقى ملتزماً بألا تكون أرضه وسماؤه منطلقاً للاعتداء على بلدكم، كما نتمنى عليكم أن تلتزموا بذلك، فإن عدم الالتزام سيحرجنا كثيراً وسيكون باباً لاعتداء الآخرين عليناً بحجة أو بأخرى وهذا مالا ترتضونه".
وأضاف أن "العراق دولة مستقلة، واستهداف العدو في الأراضي العراقية لا يكون بهذه الطريقة، بل بالطرق الدبلوماسية المعمول بها دولياً".
وجاء في نص الرسالة "عزيزي الحاج إسماعيل قاآني.. أبارك لكم مولود إمامنا وقائدنا ومؤسس دولة العدل والحق في ربوع العالم.. وأسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم على نصرته. أما بعد، فإن من أفضال الله تعالى علينا نحن العراقيين أن مَنَّ الله علينا بجارتنا جمهورية إيران الإسلامية ليكون العراق وإيران جارتين يدافع بعضهم عن بعض في السراء والضراء.. وخصوصاً بعد سقوط الدكتاتور الظالم الذي عانينا الويلات منه وإياكم".
وأضاف "سيبقى ملتزماً بأن لا تكون أرضه وسماؤه منطلقاً للاعتداء على بلدكم، كما نتمنى عليكم أن تلتزموا بذلك، فإن عدم الالتزام سيحرجنا كثيراً وسيكون باباً لاعتداء الآخرين عليناً بحجة أو بأخرى وهذا ما لا ترتضونه، بل وكما تعلمون فإن العراق بلد التشيع الأصلي وفيه سبعة من الأئمة الأطهار، وهناك من يتربص لقصف مراقد من استشهد منهم سلام الله عليهم أجمعين".
وتابع "لا نريد أن تكون الجمهورية الإسلامية سبباً وذريعة للآخرين من الجنوب أو الشمال أو حتى الكيان الصهيوني لقصف العراق ومقدساته، فإننا إذا رضينا بقصفكم لنا، سوف تُعيينا الحجة بقصف الآخرين لنا، ثم إن العراق دولة مستقلة كما أنتم كذلك حماكم الله من كل سوء.. واستهداف العدو في الأراضي العراقية لا يكون بهذه الطريقة، بل بالطرق الدبلوماسية المعمول بها دولياً".
ومضى قائلاً "إذن فتغليب لغة الحوار مع الحكومة ومع الأطراف المعنية ليبقى البلدان سنداً منيعاً بوجه الأعداء، ونحن على أتم الاستعداد للتعاون بهذا الصدد، أعني السعي للحوار ولغلق جميع مناطق العــدو التي تستهدف الأراضي الإيرانية بالطرق الرسمية والحكومية والبرلمانية وترك القصف العشوائي من دون تنسيق مسبق مع الحكومة".
وختم بالقول "أنا على يقين أن قائد الجمهورية الإسلامية (أدام الله ظله) من الداعين لقوة العراق والتشيع وعدم الإضرار بهذا البلد المقدس من حيث تعلمون أو لا تعلمون".
ولم يصدر عن مكتب الزعيم الديني مقتدى الصدر، في مدينة النجف أي تأكيد أو نفي للرسالة التي تم تداولها على شكل واسع من قبل وسائل الإعلام العراقية، بالتزامن مع تظاهرة نظمها عشرات العراقيين اليوم الجمعة، أمام السفارة الإيرانية في بغداد، تنديداً بالقصف الإيراني المتكرر على مناطق شمالي العراق.
ووُجهت انتقادات واسعة للصمت الذي آثرته الأحزاب الرئيسة على القصف الإيراني، على عكس موقفها من عمليات القصف التركية الأخيرة، والتي صعدت فيها لهجتها، وضغطت على حكومة مصطفى الكاظمي للتدويل.
وتواصل المدفعية الإيرانية منذ عدة أيام قصف مواقع متفرقة في شمال أربيل وشرق السليمانية، ضمن إقليم كردستان شمالي العراق.
وأمس الخميس، قال مسؤولون محليون في الإقليم إن قصفا مدفعيا نفذته إيران صباح الخميس واستمر أكثر من ساعتين على نحو متقطع طاول مناطق مختلفة من مدينة سيدكان وضواحيها شمالي أربيل، مؤكدة تسجيل عمليات نزوح جديدة بتلك المناطق نتيجة القصف الذي لم يسفر عن خسائر بالأرواح.