ذكرت قيادة الجيش العراقي، اليوم السبت، أنها اتفقت مع الجانب الأميركي على تطبيق مخرجات الحوار الاستراتيجي الذي جرى بين البلدين بما يخص وجود قوات التحالف في البلاد، مؤكدة أن آليات وتوقيتات محددة ستصدر لاحقا، وتتضمن إعادة نشر القوات القتالية للتحالف خارج العراق.
واليوم السبت، عقد اجتماع بين اللجنة العسكرية التقنية العراقية، برئاسة نائب قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير الشمري، ونظيرتها الأميركية برئاسة قائد قوات عمليات العزم الصلب في العراق الفريق بول كالفرت، في بغداد، في إطار المحادثات الفنية الأمنية، التي تم الاتفاق عليها في جلسة الحوار الاستراتيجي.
وتوصل العراق والولايات المتحدة الأميركية، خلال جولة الحوار الاستراتيجي الأخيرة، التي جرت في السابع من إبريل/ نيسان الماضي، إلى اتفاق على تحويل دور القوات الأميركية إلى المهمات التدريبية، وإخراج القوات القتالية من البلاد، فيما طالبت الفصائل المسلحة الموالية لإيران عقب إعلان ذلك الكاظمي بضمانات بتطبيق بنود الاتفاق.
وأوردت قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان أن "الجانب الأميركي جدد تأكيده، خلال اجتماع اللجان المشتركة اليوم على احترامه للسيادة العراقية، وأن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة موجود في العراق بطلب من الحكومة العراقية لتقديم المشورة والدعم والتمكين في إلحاق الهزيمة الكاملة لتنظيم (داعش)".
وأشارت إلى أن "الجانبين اتفقا على إطار عمل للجلسات المقبلة لمناقشة العلاقة الأمنية على المدى الطويل بين دولتين تتمتعان بالسيادة الكاملة، كما اتفقا على خطة عمل لتطبيق مخرجات الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، وأن تنجز الخطة خلال جلسة المحادثات المقبلة التي ستعقد في بغداد أو واشنطن، في شهر يوليو/تموز أو أغسطس/ آب من سنة 2021"، مبيناً أن "آليات وتوقيتات محددة سوف تتضمن إعادة نشر القوات القتالية للتحالف الدولي خارج العراق".
وتستخدم السلطات العراقية، في بياناتها ومواقفها الرسمية بشأن الوجود الأجنبي في البلاد، عبارة القوات القتالية، في إشارة إلى أن المفاوضات الحالية لا تعني إنهاء الوجود الأجنبي الذي يحمل بجزء كبير منه دور تدريب ودعم القوات العراقية.
وأكد مسؤول عراقي رفيع أن "الاجتماع الذي عقد اليوم كان إيجابيا، وأن هناك تفاهمات مشتركة بين الجانبين في ما يتعلق بوجود القوات الأجنبية بالعراق"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "قوات التحالف وخلال هذه الفترة التي تسبق عقد الاجتماع اللاحق ستمارس دورها الأمني وفقا للخطط الموضوعة، وأنها ستنتظر مخرجات الاجتماع المقبل الذي سيكون فيه قرار واضح يخص وجود القوات الأجنبية".
وتصر القوى العراقية الحليفة لإيران، على إخراج القوات الأميركية من العراق، مطالبة بجدول زمني ثابت.
النائب عن "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه "نوري المالكي"، كاطع الركابي، قال: "يجب أن يتم وضع جدول زمني ثابت وواضح لخروج القوات الأجنبية من العراق، تأكيدا لقرار البرلمان العراقي، وتصديقا لنتائج الحوار العراقي الأميركي"، مشددا في تصريح صحافي على أنه "يجب أن تبين الحكومة ما نوع القوات المتبقية في البلاد وما هي طبيعتها، وألا تكتفي بالتصريحات الإعلامية عن ذلك، وأن يتم الأمر بشكل رسمي".
وأشار إلى أن "الحكومة هي المسؤولة عن هذا الملف، وعليها أن تتعامل بشفافية بشأنه، وأن تطبق قرار البرلمان الذي نص على إخراج القوات الأجنبية".
وتشكك القوى السياسية الممثلة للفصائل المسلحة بصدق نوايا الحكومة العراقية إزاء إخراج القوات الأميركية، فيما ترفض قوى سياسية أخرى أي خطوات للانسحاب الأميركي من البلاد، وتعدّه خطوة باتجاه مزيد من الهيمنة الإيرانية على البلاد.