ينطلق غدا، الخميس، في العاصمة المغربية الرباط اجتماع الدورة الـ13 للجنة المشتركة المغربية السعودية، برئاسة كل من وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، وذلك بعد تسع سنوات من آخر اجتماع.
ويُنتظر أن يتم التوقيع، خلال اجتماع الدورة الثالثة عشرة للجنة المشتركة المغربية السعودية على المستوى الوزاري، على اتفاقيات في عدة مجالات.
واستهلت اللجنة المشتركة، اليوم الأربعاء، بالرباط، أعمال دورتها الحالية باجتماعات على مستوى كبار الموظفين والخبراء، بهدف ترسيخ علاقات التعاون المشترك بين البلدين، وإجراء تقييم شامل لهذا التعاون، ومتابعة تنفيذ التوصيات المنبثقة عن اللقاءات السابقة، فضلا عن تقديم برامج عمل جديدة في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وقال مدير المشرق والخليج والمنظمات العربية الإسلامية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج فؤاد أخريف إن الدورة الـ13 لهذه اللجنة "تعكس الدينامية المتجددة التي تشهدها علاقات البلدين، بفضل الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود".
ولفت، في تصريح للصحافة على هامش الجلسة الافتتاحية لهذه الاجتماعات، إلى أن هذه الدورة تتوخى استعراض مسارات التعاون الثنائي وتقييم ما تم تنفيذه منذ الدورة الماضية.
وحسب أخريف، فإن كبار الموظفين والخبراء من الجانبين يبحثون بشأن الاتفاق على مجموعة من النصوص القانونية والاتفاقيات والتوصيات لعرضها، غدا الخميس، على أنظار المجلس الوزاري.
بالمقابل، اعتبر المدير العام للإدارة العامة لشؤون الدول العربية الأفريقية بوزارة الخارجية السعودية عبد العزيز بن عبد الله المطر، في كلمة افتتاحية بالمناسبة، أن اللجنة المشتركة تشكل "لبنة قوية في مسار العلاقات المتميزة" بين البلدين، مشيرا إلى أن انعقاد الدورة الحالية يمثل دلالة واضحة على رغبة البلدين "الصادقة" في تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وقال الدبلوماسي السعودي إن علاقات البلدين تتميز بالتنسيق والتشاور المتواصل على كافة المستويات، وذلك سعيا إلى تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعبي البلدين.
ويُعد المغرب شريكا اقتصاديا موثوقا به لدى السعودية رغم اختلاف المواقف من بعض القضايا أحيانا، إذ وقفت الرباط موقف المحايد تجاه أزمة الخليج في عام 2017، عندما بادرت السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع علاقاتها مع قطر.
ويرى مراقبون أن العلاقات المغربية السعودية استعادت زخمها الطبيعي مع التقدم المحرز في المصالحة الخليجية التي تم الإعلان عنها في 5 يناير/كانون الثاني 2021 في البيان الختامي لقمّة العلا.
وفي سياق عودة الدفء إلى العلاقات بين البلدين، عقدت في العاصمة السعودية الرياض، في 5 إبريل/ نيسان الماضي، النسخة الأولى من المشاورات السياسية السعودية المغربية، وذلك بعد 15 عاماً من الاتفاق على تأسيسها.
وبحثت النسخة الأولى من المشاورات السياسية بين الجانبين، على مدى يومين، عدداً من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة للتحضير للجنة المشتركة المغربية السعودية.