- الطلاب حاولوا التفاوض مع إدارة الجامعة لسحب الاستثمارات من إسرائيل دون نجاح، مما أدى إلى تدخل الشرطة واعتقالات بتهم السطو والتعدي على الممتلكات.
- فض الاعتصام أثار تظاهرات مماثلة في جامعات أمريكية أخرى وسلط الضوء على التحديات التي تواجه الجامعات في التعامل مع الاحتجاجات الطلابية والضغوط السياسية.
نشرت وكالة رويترز للأنباء تفاصيل اللحظات الأخيرة التي سبقت فضّ احتجاج طلاب جامعة كولومبيا الأميركية المؤيد لغزة، الثلاثاء، والذي أسفر عن اعتقال أكثر من 100 شخص، في وقت طلبت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق من الشرطة البقاء في الحرم الجامعي حتى 17 مايو/أيار، في خطوة قالت إنها تهدف إلى ضمان عدم تكرار مثل هذه الاعتصامات، بحسب ما نقلت عنها وكالة فرانس برس.
وقالت "رويترز" إنه بعد مرور 18 ساعة على بدء اعتصام طلاب جامعة كاليفورنيا المؤيدين للفلسطينيين في أحد مباني الجامعة، انتشرت عبر هواتفهم صور ومقاطع فيديو لسبع من حافلات نقل المحتجزين أوقفتها الشرطة جنوبي الحرم الجامعي. ومن خلال السور، كان يمكن رؤية أفراد من شرطة نيويورك يقفون خارج بوابات مبنى الجامعة في مانهاتن، فضلاً عن طائرات مسيّرة لمراقبة الوضع من السماء.
ولم ينجح آخر اجتماع عقده مسؤولو الجامعة للتفاوض مع الطلبة عبر تطبيق زووم يوم الثلاثاء الماضي، واعتصم الطلاب في مخيم احتجاج داخل الحرم أسبوعين رفضاً للروابط المالية للجامعة بالحرب الإسرائيلية في غزة. وفي غضون ساعات، ألقت الشرطة القبض على العشرات بتهمتي السطو والتعدي على الممتلكات، بينهم 30 طالباً على الأقل، وستة خريجين، وموظفان بالجامعة، ثم أخلت الخيام ما أدى إلى خروج العشرات من التظاهرات المماثلة في جامعات بأنحاء العالم.
واستند التقرير عن ليلة اقتحام الشرطة حرم جامعة كولومبيا المرموقة إلى مقابلات مع المحتجين من الطلبة والأساتذة وعدد من المارة وشهود من رويترز. وقبل ساعات من دخول الشرطة، ظهر المحتجون الذين اعتصموا في مبنى هاملتون على شرفة الطابق الثاني المطل على الأبواب الأمامية المحصنة. وكان معظمهم يرتدون قمصاناً تحمل شعار جامعة كولومبيا ويضعون كمامات سوداء.
وكان المطلب الأساسي للطلاب هو أن تسحب الجامعة استثماراتها من الشركات التي تدعم الحكومة والجيش الإسرائيليين. وقالت رئيسة الجامعة نعمت مينوش شفيق إن الإدارة لن "تسحب الاستثمارات من إسرائيل"، لكنها ستضمن إجراء اللجنة الاستشارية لسحب الاستثمارات في الجامعة بمراجعة عاجلة للمقترحات. وأخبر مسؤولو الجامعة مفاوضين اثنين نيابة عن الطلاب أن العرض المضاد سيكون قائماً إذا وافق الطلاب الباقون في مخيم الاحتجاج على الإخلاء فوراً. ورفضت الإدارة طلبات لإجراء مقابلات مع رويترز.
وكان أمام المفاوضين عشر دقائق لاتخاذ القرار لكنهما رفضا المقترح. وفي الساعة 8:18 مساء، فوجئت حشود الطلاب برسائل عبر البريد الإلكتروني من إدارة الطوارئ في جامعة كولومبيا تقول: "ابقوا في أماكنكم من أجل سلامتكم، عدم الامتثال قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات تأديبية". وفي الساعة 9:07 مساء، فُتحت بوابات الجامعة الجنوبية ليدخل عشرات من أفراد الشرطة يعتمرون الخوذات ويحملون الدروع.
وقالت الأستاذة في كلية الصحافة في كولومبيا شيلا كورونيل إن الشرطة كانت تبدو وكأنها "جيش يشن غزواً". وكانت كورونيل هناك للإشراف على العشرات من الطلاب الصحافيين وإطعامهم في أثناء محاولاتهم تغطية هذا الموقف الاستثنائي. وأخذ متظاهرون يصيحون بعبارات ضد الشرطة منها "عار عليكم"، بينما كان أفراد الشرطة يلوحون بالهراوات ويصرخون بالجميع للابتعاد عن أبواب مبنى هاملتون.
وفي غضون دقائق، أخرجت الشرطة جميع من كان في المبنى، ولم تسمح بالبقاء سوى للطلبة الذين يقيمون في السكن الجامعي. وصدرت أوامر لعدد قليل من الصحافيين المتبقين والطلبة وغيرهم بالخروج من البوابة الجنوبية.
وفي 18 إبريل/ نيسان الماضي، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية. ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد التظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
(رويترز، العربي الجديد)