فلسطينيون في هولندا يجتمعون تحضيراً للمشاركة في المؤتمر الوطني: إعادة بناء منظمة التحرير
استمع إلى الملخص
- **التحديات والفرص**: ناقش نور عبد الرازق وأحمد سكينة التحديات التي تواجه توحيد الجاليات الفلسطينية وأهمية تفعيل العمل التشاركي. أكد أحمد جميل عزم على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية.
- **أهداف المؤتمر الوطني الفلسطيني**: يهدف المؤتمر إلى إنشاء هيئات تمثيلية لإعادة بناء منظمة التحرير وتوحيد القيادة الفلسطينية، والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في المقاومة. وقع أكثر من 1390 شخصية فلسطينية على النداء الداعي للمبادرة.
عقدت شخصيّات فلسطينيّة مقيمة في هولندا اجتماعاً، يوم الأحد الماضي، عبر برنامج زوم، للتحضير للمشاركة في المؤتمر الوطني الفلسطيني بمشاركة عضوي اللجنة التحضيرية للمؤتمر، معين الطاهر وأحمد جميل عزم. وافتتح اللقاء الناشط السياسي في هولندا، عمرو الواوي، حيث قدّم لمحة عن مبادرة المؤتمر الوطني الفلسطيني وأهدافها الرئيسة والغايات المرجوّة من عقد مؤتمر وطني فلسطيني. وأوضح أنها تأتي في ظل مرحلة تاريخية مهمّة من نضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرّر، مؤكّداً على ضرورة تكثيف جهود الفلسطينيين للاستفادة من حالة التضامن العالمي مع قضيتهم.
وتحدّث رئيس الجالية الفلسطينية في هولندا، أيمن نجمة، عن الأدوات التي تمتلكها المبادرة لتحقيق أهدافها بإعادة بناء منظّمة التحرير وتوحيد الجاليات. وأشار إلى أهمية المواءمة بين العملين الإغاثي والسياسي، لضمان التركيز والفعالية. وقال إنّ التركيز على هدف واحد رئيس يمكن أن يسهم في التغلّب على التحدّيات التي واجهتها المبادرات السابقة التي توسّعت في أهدافها.
وأشار الطبيب الفلسطيني، نور عبد الرازق، إلى تحدّياتٍ تواجه توحيد الجاليات الفلسطينية. وقال إن الوضع الحالي صعب للغاية بسبب الانشقاقات العميقة، وشدّد على ضرورة تفعيل العمل التشاركي بين الجاليات وتعزيزه. كما تساءل عن الاختراق الحقيقي الذي يمكن أن يحقّقه المؤتمر لتحقيق نتائج ترتقي إلى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني في الداخل. وأشار أيضاً إلى أهمية وضع برنامج خطوات عملية في أوروبا يجري العمل عليه حتى موعد انعقاد المؤتمر ليكون المؤتمر على مستوى التضحيات الكبيرة التي يقدّمها الشعب الفلسطيني.
وتحدّث الأمين العام للجالية الفلسطينية في هولندا، أحمد سكينة، عن تحدّيات كثيرة تواجه أي مبادرة فلسطينية تعمل في ظل المناخ السياسي المعقد. وشدّد على أهمية وضرورة إعادة بناء منظّمة التحرير على أسس ديمقراطية. وقال إن توزيع الشعب الفلسطيني في دول عديدة وغياب المناخ السياسي الملائم بين الفلسطينيين يمثل تحدّياً كبيراً للعمل السياسي في الوقت الراهن. وأكد أهمية التركيز على الفرص المتاحة لتحقيق الأهداف المرجوّة من المؤتمر الوطني.
وقال عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أحمد جميل عزم، إن الوضع الحالي يشهد غياب الوحدة الوطنية بين القيادات الفصائلية الفلسطينية، ما يعزّز ضرورة إعادة بناء منظّمة التحرير. كما أوضح أن مبادرة المؤتمر الوطني الفلسطيني جاءت من شخصيات فلسطينية من داخل فلسطين وخارجها، اجتمعوا في أكثر من مناسبة، قبل أن يُصدروا بياناً في فبراير/ شباط الماضي، يدعو إلى الوحدة وإعادة بناء المنظّمة. وأفاد بأن هذه المبادرة تحظى بتوقيعاتٍ من شخصياتٍ فلسطينية بارزة من مختلف البلدان، ومنهم مناضلون وسياسيون وأسرى محرّرون ورجال أعمال وأكاديميون، ويقيم الموقعون في نحو 45 دولة.
وقال عزم إن الهدف من المبادرة عقد مؤتمر وطني فلسطيني يسعى إلى توحيد الجهود الفلسطينية وإعادة بناء منظّمة التحرير. وهي ليست مبادرة فصائلية، بل شخصية لأفراد يؤمنون بضرورة إعادة بناء المنظّمة على أسس ديمقراطية شاملة، والعمل على إعادة بناء النقابات والاتحادات والهيئات الفلسطينية في إطار المنظّمة. وتابع أن هناك تعطشّاً لهذا العمل، مشيراً إلى وزن الشخصيات الموقّعة على البيان وعددها.
وقال عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، معين الطاهر، إن المؤتمر مستدام ويهدف إلى إنشاء هيئات تمثيلية لإعادة بناء منظّمة التحرير الفلسطينية وتوحيد القيادة والشخصيات الفلسطينية الفاعلة. وأكد أهمية مواجهة التحديات المقبلة بعد الحرب على قطاع غزّة وضرورة وجود جهة فلسطينية ترفض مخطّطات "اليوم التالي". كما شدّد على أهمية توحيد جهود الجاليات الفلسطينية في الخارج وإعادة بناء المنظمات الشعبية والاتحادات والنقابات.
وأضاف أن المؤتمر يسعى إلى الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بجميع الوسائل المتاحة، ومساعدة وتنسيق الجهود في الضفة الغربية وقطاع غزّة لمواجهة المخطّطات الإسرائيلية. وأكد أن البيان الداعي إلى عقد المؤتمر صدر في لحظة تاريخية حرجة تمرّ بها القضية الفلسطينية، وأن المؤتمر سيضم شخصيات فلسطينية وطنية من مختلف التيارات والاتجاهات السياسية والفكرية والأيديولوجية.
يذكر أن أكثر من 1390 شخصية فلسطينية وقعوا على النداء الداعي للمبادرة إلى قيادة فلسطينية موحّدة وإعادة بناء منظّمة التحرير على أسس ديمقراطية، وغالبيتهم شخصيات بارزة من مختلف القطاعات، مثل الناشطين، المهنيين، الأطباء، الباحثين، الأكاديميين، الفنانين، الكتاب، الصحافيين، الشخصيات القانونية، طلبة الجامعات، بالإضافة إلى أسرى سابقين وسياسيين من خلفيات متنوعة بصفاتهم الشخصية.
ويعقد الموقّعون على المبادرة من كل دولة اجتماعات تحضيرية لتنسيق المواقف والترتيب للمشاركة في المؤتمر الوطني الفلسطيني. وجاء الاجتماع التحضيري لفاعليات وشخصيات فلسطينية متنوّعة في هولندا بعد عدة اجتماعات تحضيرية عقدت في فلسطين المحتلة، وبريطانيا، ولبنان، وقطر، والكويت، وإسبانيا، وبلجيكا، وفرنسا، والولايات المتحدة، ويستمر عقد هذه اللقاءات في الأسابيع المقبلة في دول عربية وغربية أخرى.