الماركسي أنورا كومارا ديساناياكي يؤدي اليمين رئيساً لسريلانكا

23 سبتمبر 2024
أنصار رئيس سريلانكا الجديد يحتفلون في كولومبو، 23 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

أدى الزعيم الماركسي أنورا كومارا ديساناياكى اليمين الدستورية، اليوم الاثنين، ليصبح رئيساً لسريلانكا بعد انتخابات شهدت رفض الناخبين للحرس القديم المتهم بقيادة البلاد إلى أزمة اقتصادية. هزم ديساناياكي (55 عاماً)، الذي ترشح بصفته رئيساً لائتلاف السلطة الشعبية الوطنية ذي الميول الماركسية، زعيم المعارضة ساجيث بريماداسا و36 مرشحاً آخرين في انتخابات السبت، فيما قال رئيس وزراء سريلانكا دينيش جوناواردينا، اليوم، إنه استقال غداة فوز ديساناياكي. وتولى جوناواردينا (75 عاماً)، منصب رئيس الوزراء في يوليو/تموز 2022 بعد استقالة وفرار الرئيس السابق غوتابايا راجابكسا من البلاد في أعقاب احتجاجات واسعة النطاق أثارتها أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود.

وأسفرت نتائج انتخابات أمس الأحد عن فوز ديساناياكي على الرئيس الحالي رانيل ويكريميسينغه، الذي عينه البرلمان لتولي شؤون البلاد خلال الفترة المتبقية من ولاية راجابكسا. وقال جوناواردينا على منصة إكس للتواصل الاجتماعي: "أبلغكم بكامل الاحترام أنني سأستقيل من منصب رئيس الوزراء"، ووجه الشكر إلى ويكريميسينغه على الدعم الذي قدمه خلال فترة ولايته. وذكرت وسائل إعلام أن جوناواردينا أرسل بالفعل استقالته إلى الرئيس الجديد المنتخب ديساناياكي.

وبعد انتهاء فرز الأصوات، حصد المرشح الماركسي ديساناياكى 42.3% من الأصوات، حسبما أعلنت اللجنة الانتخابية على موقعها الإلكتروني. وحل بريماداسا في المركز الثاني بحصوله على 32.76% من الأصوات، فيما حل ويكريميسينغه في المركز الثالث بحصوله على 17.27%. وكتب ديساناياكى على منصة إكس بعيد إعلان فوزه: "هذا النصر هو نصرنا جميعاً (...) معا نحن مستعدون لإعادة كتابة تاريخ سريلانكا".

وقبل إعلان فوزه، أعلن ديساناياكى، الأحد، أنه لن "يمزق" خطة الإنقاذ الموقعة مع صندوق النقد الدولي في العام 2023 بعد مفاوضات طويلة والبالغة قيمتها 2.9 مليار دولار. وقال بيمال راتناياكي، عضو المكتب السياسي في حزب "جبهة تحرير الشعب" اليساري، لوكالة فرانس برس: "لن نلغي خطة صندوق النقد الدولي (...) رغبتنا هي التعاون مع صندوق النقد الدولي وإدخال تعديلات معينة".

وخلال حملته، دان ديساناياكى الزعماء "الفاسدين" المسؤولين في نظره عن الفوضى التي حدثت عام 2022، ووعد بتخفيض الضرائب والرسوم على المنتجات الغذائية والأدوية لتأثيرها على السكان. في نيودلهي، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، مساء الأحد، عبر منصة إكس، إنه يأمل في التعاون "بشكل وثيق" مع الرئيس الجديد للدولة الجارة.

في العام 2022، شهدت سريلانكا أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها، وأدت إلى احتجاجات في الشوارع إلى الإطاحة بالرئيس آنذاك غوتابايا راجاباكسا، الذي حاصر متظاهرون غاضبون قصره واقتحموه شاكين من التضخم ونقص الإمدادات. واضطر الرئيس السابق إلى الفرار من البلاد. وخلفه ويكريميسينغه، الذي قاد سياسة تقشف قاسية وزاد الضرائب وخفض بشكل جذري الإنفاق العام. وتمكّن ويكريميسينغه خلال العامين اللذين أمضاهما في منصبه من إعادة الهدوء إلى الشارع.

لكن خطة الإنقاذ تركت ملايين السريلانكيين يكافحون من أجل العيش. وأكد البنك الدولي أن بداية التعافي في سريلانكا أدت إلى زيادة نسبة الفقر، الذي بات يطاول حاليا أكثر من ربع السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة. وقال الرئيس المنتهية ولايته، مساء الأحد، إن "التاريخ سيحكم على جهودي، ويمكنني القول بثقة إنني بذلت ما في وسعي لإعادة الاستقرار إلى البلاد". وشهدت الانتخابات نسبة مشاركة مرتفعة بلغت حوالى 76%، بحسب لجنة الانتخابات. وعبّر العديد من الناخبين في العاصمة كولومبو وضواحيها، السبت، عن استيائهم وتعبهم من القيود المستمرة منذ عامين.

(وكالات، العربي الجديد)