المبعوث الأميركي إلى أفغانستان يزور قطر للقاء قادة "طالبان"... وفريقا التفاوض يستأنفان اجتماعاتهما
يصل المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان، زلماي خليل زاد، إلى الدوحة، اليوم الأربعاء، للقاء قادة حركة "طالبان"، لبحث استئناف عملية المفاوضات الأفغانية، بعد أن قام بزيارة لكابول، التقى خلالها الرئيس الأفغاني أشرف غني، وعدداً من المسؤولين في الحكومة الأفغانية، لدفع عملية السلام.
وعُقد في الدوحة، أمس الثلاثاء، اجتماع بين رئيسي فريقي التفاوض الأفغاني، هو الأول من نوعه منذ شهور، حيث ناقش الطرفان، وفق المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان" محمد نعيم، "تسريع عملية المفاوضات، ومناقشة موضوعات الأجندة والتفاهم حولها".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت في بيان لها، السبت الماضي، أن المبعوث الأميركي، الذي يرافقه وفد مشترك من مجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، غادر الولايات المتحدة في 4 يونيو/ حزيران الجاري، وتوجه في جولة إلى كابول والعاصمة القطرية الدوحة والمنطقة، حيث التقى الوفد الأميركي في كابول الرئيس الأفغاني أشرف غني وقادة سياسيين آخرين وممثلي المجتمع المدني، بمن في ذلك المجموعات النسائية، للاستماع إلى آرائهم في عملية السلام. ووفق بيان الخارجية الأميركية، سيحثّ المبعوث الأميركي قادة حركة "طالبان"، خلال لقائهم في الدوحة، على "إحراز تقدم ملموس نحو تسوية سياسية تحمي المكاسب التي تحققت في العقدين الماضيين".
وقال زلماي خليل زاد، في مقابلة مع قناة "طلوع" الأفغانية: "إن أطراف القضية الأفغانية على قناعة تامة بأن اتفاق الدوحة أساس حلّ الصراع الأفغاني"، مؤكداً في الوقت نفسه رفض واشنطن الاستيلاء على السلطة في أفغانستان بالقوة.
ووقّعت واشنطن وحركة "طالبان" برعاية قطرية في شهر فبراير/ شباط من العام الماضي، اتفاق الدوحة لإحلال السلام في أفغانستان، الذي ينصّ على انسحاب القوات الأميركية من البلاد، والتفاوض بين حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية على إحلال السلام وإنهاء عقود من الحرب هناك.
وفي إطار الاستعدادات الجارية لاستئناف المفاوضات بين حركة "طالبان" والوفد الحكومي الأفغاني، التقى الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في أفغانستان توماس نيكلاسون، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "طالبان"، محمد عباس ستانيكزي، وبحسب ما ذكره المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان" محمد نعيم، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، فقد بُحثَت خلال اللقاء عملية السلام الأفغانية وانسحاب القوات الأجنبية والمساعدات الإنسانية المقدّمة من الاتحاد الأوروبي، وأمن العاملين في المجال الدبلوماسي والإنساني في أفغانستان.
2/3 وصف وفد الامارة الاسلامیة تعيينه خطوة جيدة نحو تعزيز العلاقات بين الإمارة الإسلامية والاتحاد الأوروبي. وركز الاجتماع على بحث عملية السلام الجارية وانسحاب القوات الأجنبية والمساعدات الإنسانية من الاتحاد الأوروبي وأمن الدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني.
— Dr.M.Naeem (@IeaOffice) June 7, 2021
بدوره، قال نيكلاسون، في تغريدة على "تويتر"، إن الاتحاد الأوروبي سيظل حاضراً في مفاوضات السلام الجارية في الدوحة، وإنه لا يرى حلاً عسكرياً في أفغانستان، مؤكداً أن قطر تؤدي دوراً حاسماً في هذه المفاوضات.
EU stays present in Doha as I leave after talks with senior members from each negotiation team about the #AfghanPeaceProcess. Neither side sees a military solution. Qatar plays a crucial role and offered insightful meetings with senior officials. Many thanks to @CristianTudorEU.
— Tomas Niklasson (@tomas_niklasson) June 7, 2021
وكان مفوض الأمن والسياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي جوسيب بوريل، قد قال في تصريحات صحافية: "إن العقوبات على "طالبان" لن ترفع ما لم تلتزم الحركة وقفاً دائماً لإطلاق النار، وتنخرط بصورة جدية في العملية السياسية".
وتأتي هذه التطورات في وقت تسيطر فيه حركة "طالبان" على مواقع جديدة في غرب البلاد وشمالها، كذلك استمرّت "أعمال العنف" في وتيرة مرتفعة، سقط خلالها العديد من الضحايا المدنيين خلال الأشهر القليلة الماضية.
من جهة أخرى، أعلنت الولايات المتحدة أنها أكملت أكثر من 50% من عملية سحب قواتها من أفغانستان، وقالت القيادة الأميركية الوسطى، في تحديث لها حول الانسحاب، إنه سُحبَت حمولة 500 طائرة شحن عسكرية من طراز "سي-17" و13 ألفاً من المعدات العسكرية، وسلّمت القوات الأميركية 6 منشآت عسكرية لوزارة الدفاع الأفغانية، وأشارت القيادة الأميركية إلى أنها تتوقع تسليم المزيد من القواعد والمعدات للجانب الأفغاني، دعماً لقوات الأمن الحكومية.
وحدد الرئيس الأميركي جو بايدن 11 سبتمبر/ أيلول المقبل موعداً نهائياً لسحب جميع القوات من أفغانستان، إذ تصرّ "طالبان" على انسحاب القوات الأجنبية لإنهاء حرب استمرت 20 عاماً، وكلّفت واشنطن حوالى 2.2 تريليون دولار، وأدت إلى مقتل 2400 عسكري، وفقاً لمشروع تكاليف الحرب في جامعة براون الأميركية.