اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، صباح اليوم الأحد، المسجد الأقصى، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد مصدر باسم دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فضّل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن بن غفير اقتحم المسجد الأقصى في ساعة مبكرة من صباح اليوم، يرافقه 30 من أفراد شرطة الاحتلال وعناصر من مخابرات الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت المصدر إلى أن عملية الاقتحام استغرقت قرابة ربع ساعة، توقف خلالها بن غفير في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى المحاذية لمصلى باب الرحمة، قبل أن يغادره على عجل.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بن غفير زعمه: "سعيد بالصعود إلى المكان الأهم للشعب الإسرائيلي، يجب القول إن المحاربين وعناصر الشرطة يقومون بعمل رائع، ويؤكدون مجدداً من هم أصحاب السيادة هنا. جميع تهديدات "حماس" لن تساعدها. نحن أصحاب السيادة على القدس وأرض إسرائيل كلها".
وعرّج الوزير الإسرائيلي المتطرف على موازنة الدولة ومطالب حزبه بحصة أكبر لـ"وزارة النقب والجليل"، قائلاً: "كأصحاب هذا المكان، علينا أن نتذكّر أيضاً إخوتنا في النقب والجليل (من الإسرائيليين) في الميزانية القريبة. علينا الاستثمار في النقب والجليل. علينا أن نؤكد من هم أصحاب السيادة في النقب والجليل أيضاً، وأن نعمل هناك، وأساس ذلك يبدأ من الموازنة"، وفق ادعاءاته.
ويرمي بن غفير في كلامه إلى تعزيز الاستيطان الإسرائيلي في النقب والجليل، على حساب المواطنين العرب من فلسطينيي 48.
ويأتي اقتحام بن غفير للأقصى بعد أنباء تحدثت عن ذلك خلال الأسابيع والأيام الماضية، وفي ظل توتر شهده المسجد الأقصى ومدينة القدس وبلدتها القديمة، بعد ما تسمى بمسيرة الإعلام الاستيطانية.
ومُنع بن غفير من اقتحام الأقصى يوم الخميس الماضي، عندما أحيا الإسرائيليون ما يُسمى بـ "يوم القدس"، احتفالاً باحتلال الشطر الشرقي من المدينة عام 1967، لكنه شارك في "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة، التي شهدت هتافات دموية ضد الفلسطينيين.
وبالتزامن، اقتحم مستوطنون باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الرئاسة الفلسطينية: المساس بالأقصى يدفع المنطقة إلى "حرب دينية"
وقالت الرئاسة الفلسطينية، الأحد، إن المساس بالأقصى "لعب بالنار" يدفع المنطقة إلى "حرب دينية"، داعية إلى تدخّل "فوري" من المجتمع الدولي والإدارة الأميركية.
وجاء ذلك في تصريح للناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، تعقيباً على اقتحام بن غفير المسجد الأقصى.
وقال أبو ردينة: "المساس بالمسجد الأقصى لعب بالنار، وسيدفع المنطقة إلى حرب دينية لا تُحمد عقباها، ستطول الجميع". وأضاف: "ما جرى اليوم خطير ويستدعي من المجتمع الدولي، وتحديداً الإدارة الأميركية التي تطالب بالحفاظ على الوضع القائم في القدس، التحرك الفوري".
وتابع أبو ردينة أن اقتحام بن غفير ساحات المسجد الأقصى "اعتداء سافر على المسجد الأقصى، وستكون له تداعيات خطيرة". وأضاف: "محاولات بن غفير وأمثاله من المتطرفين لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى مدانة ومرفوضة وستبوء بالفشل، وشعبنا الفلسطيني سيكون لها بالمرصاد".
واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية أن دخول بن غفير "في ساعة مبكرة مثل اللصوص إلى ساحة المسجد الأقصى لن يغير من الواقع، ولن يفرض سيادة إسرائيلية عليه".
قطر تدين بأشد العبارات اقتحام بن غفير المسجد الأقصى
أدانت دولة قطر بأشد العبارات اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية سلطات الاحتلال، وعدّته "انتهاكاً سافراً للقانون الدولي، والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة".
وحذرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان اليوم الأحد، من "السياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وأكدت "أن المحاولات المتكررة للمساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى ليست اعتداء على الفلسطينيين فحسب، بل على ملايين المسلمين حول العالم".
وحمّلت الوزارة "سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحدها، مسؤولية دائرة العنف التي ستنتج عن هذه الانتهاكات والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، والسياسة التصعيدية الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه ومقدساته الإسلامية والمسيحية"، وحثّت المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات".
وختمت الخارجية بيانها بالتأكيد على موقف دولة قطر "الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك الحق الكامل في ممارسة شعائره الدينية من دون قيود، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
بيان : قطر تدين بأشدّ العبارات اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/eTNOtPTSKM
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) May 21, 2023
مصر: اقتحام بن غفير لن يغيّر وضع المسجد
وأدانت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اقتحام إيتمار بن غفير المسجد الأقصى. وقال إن "مثل هذه التصرفات الاستفزازية تتنافى مع ما يجب أن يتحلى به المسؤولون الرسميون من حكمة ومسؤولية".
كما أكدت مصر أن "الاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى والرامية إلى ترسيخ سياسة التقسيم الزماني والمكاني له لن تغير من الوضع القانوني والتاريخي القائم، والذي يعد فيه الأقصى وقفاً إسلامياً خالصاً"، داعيةً "الجانب الإسرائيلي" إلى "التوقف بشكل فوري عن الممارسات التصعيدية التي تؤجج حالة الاحتقان القائمة بالفعل في الأراضي المحتلة".
الأردن: اقتحام بن غفير "تصعيد خطير"
وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، صباح اليوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، في بيان اليوم، إن "قيام وزير الأمن القومي الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى، وانتهاك حرمته، خطوة استفزازية مدانة، وتصعيد خطيرٌ ومرفوضٌ، ويمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".
وأكد المجالي أن "الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وبالتزامن مع استمرار الإجراءات الأحادية من توسع استيطاني واقتحامات متواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة، تنذر بمزيد من التصعيد، وتمثل اتجاهاً خطيراً يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فوراً".
دانت #وزارة_الخارجية_وشؤون_المغتربين بأشد العبارات إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي على اقتحام المسجد #الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف صباح اليوم وتحت حراسة وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. pic.twitter.com/9d43re9Nwh
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) May 21, 2023
وأشار الناطق الرسمي باسم الوزارة إلى أنّ "المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القُدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأنّ إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم القدسي الشريف وتنظيم الدخول إليه".
وطالب المجالي إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بـ"الكفّ الفوري عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واحترام حرمته"، مشدداً على "ضرورة وقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم وفرض التقسيم الزماني والمكاني، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك".