عقد "المجلس الوطني الكردي" مؤتمره الرابع، اليوم الإثنين، في مقر "الحزب الديمقراطي الكردستاني - سورية"، بعد منع "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) عقده في صالة "زانا" بمدينة القامشلي بحجة عدم وجود ترخيص.
وبعد المنع، انتقل المشاركون في المؤتمر إلى مقر "الديمقراطي الكردستاني"، رغم محاولة "الأسايش" منعه، وعُقدت الجلسة الأولى واتُفق على متابعة سير أعمال المؤتمر في أماكن أخرى خلال الأيام القادمة.
وقال عضو المكتب السياسي لـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني" نشأت ظاظا، في حديث لـ"العربي الجديد": "كما تعلمون، كان من المقرر انعقاد مؤتمر المجلس الوطني الكردي في مدينة القامشلي في صالة زانا، لكن فوجئنا اليوم بمنع الأسايش، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، (PYD) انعقاده".
وأكد أن "المؤتمرين تدفقوا إلى قاعة الحزب الديمقراطي الكردستاني في سورية لانتظار ما سيتمخض عنه اجتماع المجلس الوطني الكردي المنعقد حالياً. نحن في انتظار ما سيتمخض عنه من قرارات، وهذه القرارات ملزمة لجميع المؤتمرين هنا، وعلى ضوئه سيكون القرار إما لمتابعة المؤتمر أو لإلغائه".
وأشار ظاظا إلى أن "عدد أعضاء المؤتمر يتجاوز 160 عضواً، وكان من المقرر إعداد المؤتمر الساعة العاشرة صباحاً، لكن الإجراء الذي اتخذته الأسايش منع ذلك، وعليه، ننتظر القرار النهائي لرئاسة المجلس الوطني الكردي".
وتابع ظاظا قائلاً: "نحن لا نأخذ رخصة من أية جهة. نحن جهة سياسية نمثل شريحة كبيرة من المجتمع الكردي في سورية"، مضيفاً: "عندما تحاورنا في اللقاءات التي أجريت بيننا، كان الاتفاق وقتها بعدم أخذ أية رخصة من أية إدارة".
من جهته، قال رئيس "المجلس الوطني الكردي" سعود ملا، في كلمة ألقاها أمام المؤتمرين: "للأسف لن نتحد؛ نحن نقاتل بعضنا ونهجم على بعضنا ونؤخر تحقيق مطالبنا. نحن أتينا لنعقد مؤتمرنا. مع أنهم كانوا قد رخصوا لنا لإقامة المؤتمر في صالة زانا، لكن للأسف هم ليسوا أصحاب قرار موحد، كل أربعة منهم بقرار والأربعة قرارهم مختلف".
وأردف بالقول: "هم كانوا قد أعطونا الموافقة من خلال الأميركيين (يقصد حزب الاتحاد الديمقراطي)، ومكتب مظلوم عبدي (قائد "قوات سورية الديمقراطية") وتم تبليغهم، وهم بدورهم أبلغوا إدارة الصالة المزمع عقد المؤتمر فيها بإقامة المؤتمر فيها، وذهبنا واستكملنا تحضيراتنا هناك وأتى المؤتمرون، لكن الأسايش الآن منعت انعقاد المؤتمر".
وألقى سكرتير "الحزب الديمقراطي الكردستاني - سورية"، محمد إسماعيل، كلمة مقتضبة خلال المؤتمر، قال فيها: "هم كانوا (حزب الاتحاد الديمقراطي)، أكبر أحزاب الإدارة الذاتية، قد قبلوا من خلال الأميركيين بإقامة المؤتمر في صالة زانا، وليلة الأمس خالفوا وعدهم ورفضوا إقامة المؤتمر".
ومضى يقول: "نحن الآن نعتبر أن مؤتمرنا قد عقد ونشكر إرادتكم وحضوركم بهذا الشعور والإيمان، لننهي هذا المؤتمر بسلام وراحة وبشكل حضاري ومدني"، مضيفاً: "يبدو أنهم لن يتركوننا نعقد مؤتمرنا، لذلك نعتبر اجتماعنا هنا انعقاداً للمؤتمر ولاستكمال الوثائق والإجراءات الأخرى، سنعلمكم بذلك، وأعتقد هذا هو الأفضل".
والتقى وفد من "المجلس الوطني الكردي" السوري، الأربعاء الفائت، مساعد نائب وزير الخارجية الأميركية، المبعوث الخاص إلى سورية إيثان غولدريتش، في مدينة أربيل، شمالي العراق.
وأكد حينها عضو مكتب العلاقات في "المجلس الوطني الكردي" إبراهيم برو، في حديث مع "العربي الجديد"، أن اللقاء "جاء بناء على رغبة المسؤول الأميركي"، مشيراً إلى أن النقاش "تطرق إلى العملية السياسية في سورية والأوضاع في الشمال الشرقي من البلاد، وإمكانية إحياء الحوار الكردي الكردي".
وكان المجلس قد تشكل في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، في إقليم كردستان العراق، من ائتلاف يضم العديد من الأحزاب السورية الكردية. وانضوى لاحقاً في صفوف المعارضة السورية من خلال الانضمام إلى "الائتلاف الوطني السوري".