- التحقيقات حول ثلاثة مواقع إيرانية والعثور على جزيئات يورانيوم مخصب تشكل نقطة خلاف رئيسية بين إيران والوكالة الدولية، مما يعقد المفاوضات النووية.
- الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يؤكد على الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى فتوى تحظر الأسلحة النووية ويتهم "أعداء" إيران بمحاولة حرمانها من التقنيات الجديدة.
قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، اليوم الثلاثاء، إن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي سيزور إيران الأسبوع المقبل، للمشاركة في المؤتمر الأول للعلوم والتقنيات النووية الإيرانية المزمع عقده في مدينة أصفهان وسط البلاد من الاثنين إلى الأربعاء المقبلين. وتحتضن محافظة أصفهان أهمّ المنشآت النووية الإيرانية. وأكد المتحدث الإيراني أن غروسي سيجري خلال الزيارة مباحثات مع مسؤولين إيرانيين بشأن قضايا نووية إيرانية.
وأدلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال الفترة الأخيرة، بتصريحات أزعجت الجانب الإيراني، منها حديثه قبل أسبوعين مع قناة "أي آر ذي" الألمانية، بشأن اقتراب إيران إلى الأسلحة النووية أكثر من أي وقت مضى. وأعرب غروسي، في مقابلة مع دويتشه فيله الألمانية، عن قلقه من اقتراب إيران من صناعة القنبلة النووية منذ توقف المباحثات النووية. وأضاف غروسي أن بلوغ تخصيب اليورانيوم في إيران إلى المستوى العسكري "يثير القلق"، غير أنه أكد في الوقت ذاته أن ذلك لا يعني أن إيران تمتلك في الوقت الراهن سلاحاً نووياً.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن أهداف إيران في تخصيب اليورانيوم عالي التخصيب ليست واضحة، مشيراً إلى أن تخصيب اليورانيوم وعدم وصول المفتشين الدوليين إلى منشآت إيران النووية قد أثارا المخاوف بشأن أنشطتها النووية. وتحدث عن "موت" الاتفاق النووي، الأمر الذي دفع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في الـ15 من الشهر الجاري، إلى الرد عليه بالقول إن "هذه التصريحات ذات أهداف سياسية في مضامينها أكثر من أهداف تقنية وتخصصية"، قائلاً إن ذلك "لن يساعد" في إحياء الاتفاق النووي أو أي موضوع آخر.
ودعا متحدث "الطاقة الذرية الإيرانية" غروسي إلى الإدلاء بتصريحات في إطار مسؤولياته بوصفه مديراً عاماً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، و"الاتفاقيات المشتركة" مع إيران. وتُعدّ قضية التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ثلاثة مواقع إيرانية، كانت قد أعلنت الوكالة أنها عثرت فيها على جزيئات اليورانيوم المخصب؛ إحدى أهم نقاط الخلاف بين الطرفين. وتوصل الطرفان عدة مرات إلى تفاهمات لحل هذا الملف، لكنها أخفقت في ذلك، وتحولت قضية المواقع الثلاثة إلى إحدى العقبات أمام الاتفاق في المفاوضات النووية المتوقفة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد قال، السبت الماضي، إن الأسلحة النووية لا مكان لها في العقيدة النووية الإيرانية، مبرزاً أن "استخدامنا التقنية النووية سلمي". وأضاف رئيسي، في كلمة خلال افتتاحية معرض "إكسبو 2024"، في طهران أن رفض بلاده الأسلحة النووية وعدم إعطائها مكاناً في عقيدتها النووية يعودان إلى فتوى للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بحظرها، و"ليس بسبب حظرها دولياً ومن قبل الوكالة" الدولية للطاقة الذرية.
واتهم الرئيس الإيراني، وفق التلفزيون المحلي، "أعداء" إيران بمنعها والضغط عليها لحرمانها التقنيات الجديدة، قائلاً إن "المجالات التي يمارس فيها العدو ضغوطاً أقسى لمنعنا من الحصول على هذه التقنيات قد حققنا فيها نجاحات أكبر"، مشيراً، في السياق، إلى المجالين النووي والصناعات العسكرية. ولفت إلى اغتيال علماء نوويين إيرانيين خلال السنوات الماضية، في محاولة لحرمان بلاده التقنية النووية المحلية، مع التأكيد أن هذه السياسة فشلت في منع إيران من الحصول على هذه التقنية.