أعلن الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي، الخميس، قبوله تولي مسؤولية الرئيس الشرفي لـ"مؤسسة محمد مرسي للديمقراطية" تلبية لطلب عائلة الرئيس المصري الراحل.
وقال المرزوقي، خلال افتتاحه لفعاليات المؤتمر الدولي لإطلاق نشاط "مؤسسة محمد مرسي للديمقراطية"، إنّ "مؤتمر هذه المؤسسة الناشئة ينعقد بمناسبة ثورة يناير المصرية والثورات العربية المجيدة"، مضيفاً "أصبح من المسلم به إذا ذُكرت ثورة يناير ذُكر أخي الرئيس الشهيد محمد مرسي رحمه الله وكل شهداء الثورات العربية".
وأوضح المرزوقي "للأسف الشديد، عندما كنت في الرئاسة، كنت أعلم أنهم (الثورة المضادة) لا يمكن أن يتركوا مرسي وكنت أتوقع اغتياله، لأنه سعى لثلاثة أمور كبرى؛ أولها استقلال مصر، والثاني قضية الديمقراطية للجميع دون استثناء الإسلاميين، والثالث موضوع العدالة الاجتماعية في ظل مواجهة نخبة لا تقبل بإعادة توزيع الثروات".
وأكد المرزوقي في كلمته أنّ "المعركة ستأخذ وقتاً وستكون صعبة لكن سنربح المعركة، وقد وهب محمد مرسي لها حياته"، داعياً إلى أن تكون الذكرى الأولى لوفاته "فرصة لاستنهاض الهمم لاستكمال تلك المعركة".
وأضاف المرزوقي "لم أستغرب ما وقع لمرسي، لقد رمى نفسه في وجه قوى جبارة"، مشدداً على أن "معركة مرسي يجب أن نواصلها، ويجب أن لا نبكي على هذا الرجل العظيم، فلقد سقط في معركة عظيمة".
وتعهد الرئيس التونسي الأسبق بمواصلة معركة الثورات العربية، قائلاً "نحن سنواصل معركته لإعادة مصر لمسارها الطبيعي واستقلالها ولهويتها العربية والإسلامية والديمقراطية وتوزيع الثروات".
ويضم مجلس الشرف الذي يرأسه المرزوقي رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد، ورئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في فلسطين والأسير بسجون الاحتلال الإسرائيلي الملقب بـ"شيخ الأقصى" رائد صلاح، والأمين العام لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان عزام الأيوبي، ورئيس "حركة مجتمع السلم" (حمس) بالجزائر عبد الرازق المقري، والأمين العام لحزب "جبهة العمل الإسلامي" في الأردن مراد العضايلة، ومستشار رئيس حزب "العدالة والتنمية" التركي ياسين أقطاي.
ودعا المتحدثون من الشخصيات وممثلي الأحزاب والمنظمات غير الأهلية من مصر ومن دول عربية ومن مختلف بلدان العالم إلى "استكمال مسار الربيع العربي، ومواجهة الثورات المضادة التي أعادت القمع والفساد والاستبداد إلى المنطقة مرة أخرى".
وشددوا، في مداخلاتهم، على أن الرئيس المصري الراحل "كان بمثابة الثمرة الرئيسية لثورة يناير كأول رئيس مدني منتخب بعد 60 عاماً من الحكم العسكري"، مؤكدين أن "الموجة الثانية من ثورات الربيع العربي، والتي انطلقت في الجزائر والسودان والعراق ولبنان، لن تتوقف عن نضالها حتى تنال الشعوب العربية حريتها".
وكان المرزوقي قد أكد إثر وفاة مرسي عام 2019، أن "مرسي دخل التاريخ من أوسع أبوابه، مؤكداً أن ظروف وفاته تمثل شهادة على انعدام الشهامة عند خصومه ودليلاً على صلابته"، على حد تعبيره.