المستشفيات الإسرائيلية تستعدّ للحرب مع لبنان ومسؤول يحذّر

27 يونيو 2024
الاحتلال يستعد للسيناريوهات كافة على جبهة لبنان، 14 فبراير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- متنياهو أنجلمان، مراقب الدولة الإسرائيلي، حذر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من عدم استعداد إسرائيل لإجلاء المستوطنين والسكان من المنطقة الشمالية في حالة حرب مع حزب الله، مشيرًا إلى خلاف بين وزارتي الأمن والداخلية وفوضى استمرت تسعة أشهر.
- المستشفيات الإسرائيلية في الشمال تستعد لاحتمال حرب مع حزب الله، مع التركيز على استكمال الاستعدادات النهائية وزيادة مخزون وجبات الدم، والتحضير لسيناريوهات مثل انقطاع الكهرباء وصعوبة وصول الجرحى.
- تم تسليط الضوء على استعدادات مستشفى "رمبام" في حيفا ومستشفيات أخرى في الشمال لاستقبال الجرحى في حالة الحرب، بما في ذلك تعزيز الحماية، زيادة الأسرة المحمية، وتجهيز غرف طوارئ محمية، مع التأكيد على أهمية الاستعداد وتقليص الإجازات للعاملين.

أنجلمان: إسرائيل غير مستعدة كما ينبغي لإجلاء المستوطنين والسكان

تستعد المستشفيات الإسرائيلية لعدة سيناريوهات

طُلب من المستشفيات زيادة مخزون وجبات الدم لتكفي لستة أيام

حذّر "مراقب الدولة" الإسرائيلي متنياهو أنجلمان، اليوم الخميس، من أن إسرائيل غير مستعدة كما ينبغي لإجلاء المستوطنين والسكان من المنطقة الشمالية في حال اندلاع حرب شاملة مع حزب الله في لبنان، فيما تستعد المستشفيات الإسرائيلية لعدة سيناريوهات للحرب المحتملة، في أقسامها فوق الأرض وتحتها.

جاء تحذير أنجلمان في رسالة بعث بها إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قال فيها إن إسرائيل ليست مستعدة كفايةً لإجلاء السكان في حالة نشوب حرب في الشمال، مرجعاً السبب بذلك إلى خلاف بين وزارتي الأمن والداخلية، بشأن الجهة التي عليها تحمّل مسؤولية إجلاء السكان، ما يخلق حالة من الفوضى. وأشار أنجلمان إلى أن هذه المشكلة عالقة "منذ نحو تسعة أشهر (بدء الحرب الإسرائيلية على غزة)، في الوقت الذي يقيم فيه عشرات الآلاف من السكان، من شطري البلاد (الشمال والجنوب) خارج منازلهم. ومع احتمال شنّ حرب في الشمال، فهذا أمر غير مقبول".

استعدادات مكثّفة في المستشفيات الإسرائيلية

في غضون ذلك، تستعد المستشفيات الإسرائيلية شماليّ الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاحتمال اندلاع حرب واسعة مع حزب الله، وتعمل في هذه الفترة على استكمال استعداداتها النهائية. وبحسب وسائل إعلام عبرية، لم تتلقّ المستشفيات أي توجيهات جديدة في الأيام الأخيرة، ولكن الأسبوع الماضي شهد محادثة بين كبار مسؤولي وزارة الصحة والمستشفيات، للتحقق من الاستعدادات. وطُلب من المستشفيات زيادة مخزون وجبات الدم لتكفي لمدة ستة أيام لاحقة في حالة الطوارئ بدلاً من أربعة.

وتستعد المستشفيات الإسرائيلية لعدّة سيناريوهات، مركّزة على أمرين رئيسيين: أحدهما انقطاع الكهرباء لوقت طويل، ما قد يتسبب بتشويش على عمل المستشفيات، وسيناريو ما يُسمى "الجزيرة المعزولة"، الذي يعني قطع الطرق المؤدية إليها، وصعوبة وصول الجرحى والعاملين، وإمدادات المعدّات والاحتياجات الطبية، والمواد الغذائية وغيرها. وفي الأيام العادية، يُدعَم نشاط المستشفيات بواسطة العديد من المولّدات، لذا فإن سيناريو التوقّف التام عن النشاط بسبب انقطاع التيار الكهربائي، يعتبر وضعاً متطرفاً جداً.

وفي حالة اندلاع حرب شاملة، من المتوقع أن يستقبل مستشفى "رمبام" في حيفا، الأكبر في الشمال، جزءاً كبيراً من الجرحى. ويضم المستشفى 900 سرير في مجمّع بُني تحت الأرض، مع إمكانية الزيادة إلى 800 سرير آخر. ويستعد "رمبام" أيضاً لإجلاء عدد كبير من المرضى من مستشفيات المنطقة الشمالية، بما في ذلك مستشفيات حيفا، والكرمل، وبني تسيون، ومستشفى "فليمان".

ودخلت أعمال البناء والتجهيز في المجمّع تحت الأرضي في مستشفى "هعيمق" في مدينة العفولة، مراحلها النهائية. وأقيم هذا الجزء لإخلاء أقسام المستشفى إليه، في حال إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة. وضاعف المستشفى عدد الأسرّة المحميّة (الموجود في أماكن محمية) من 150 إلى 300، فضلاً عن تعزيز الحماية للبنية التحتية الخاصة في المستشفى. كذلك افتتح المستشفى غرفة طوارئ محمية كبيرة، لإدارة المستشفى وقت الحرب. وجُهِّز المستشفى بوسائل اتصال خاصة (هواتف تعمل على شبكة الطوارئ وتسمح بالتواصل).

كذلك تدرب المستشفى على حالات هبوط طائرات مروحية تقل جرحى، ووصول أعداد كبيرة من الإصابات، والعمل تحت تهديد الصواريخ والمسيّرات والتركيز على الأنشطة المنقذة للحياة. وشهد المركز الطبي الشمالي "بوريا"، قرب مدينة طبريا، استعدادات خاصة أيضاً، حيث باتت العديد من الأقسام والمعاهد محميّة، مثل غرفة الطوارئ، وقسم العناية المركّزة، والولادة، وغرف العمليات، وغسل الكلى. وأُعدَّ طابق محميّ تحت الأرض لاستقبال المرضى من الأجنحة غير المحمية.

المستشفى الذي قد يتحمل الحريق المستمر هو "زيف" في صفد. ووجهت إدارة المستشفى رسالة إلى موظفيها، دعتهم فيها إلى الاستعداد لأي طارئ، والحضور إلى المستشفى فوراً إذا اندلعت الحرب، ولساعات عمل طويلة. وأمس، وجه مدير المستشفى، سلمان الزرقاء، رسالة إلى موظفيه يدعوهم فيها إلى الاستعداد لسيناريو الحرب. كتب الزرقاء الرسالة بمبادرة منه، وهي لا تستند إلى إرشادات جديدة صادرة عن وزارة الصحة في الأيام الأخيرة، فيما زار المدير العام لوزارة الصحة موشيه بار سيمانتوف المستشفى قبل أيام، للتحقق من مستوى الاستعدادات للحرب.

واليوم الخميس، وجهت إدارة المركز الطبي للجليل "مستشفى نهاريا"، رسالة إلى جميع العاملين في المستشفى، تطرقت فيها إلى سيناريو الحرب وتقليص الإجازات، وأشارت إلى الاحتمالات المتزايدة لاندلاع حرب في الشمال وضرورة الاستعداد لذلك. ومما جاء في الرسالة: "لقد كان مستوى التأهب المطلوب منا مرتفعاً منذ ما يقرب من تسعة أشهر، ولكن يبدو الآن أنه ستكون هناك حاجة إلى المزيد".

المساهمون