أغلق مستوطنون مفارق رئيسية في الضفة الغربية، مساء اليوم الثلاثاء، واعتدوا على المركبات الفلسطينية، بعد أن خرجوا تلبية لدعوة جماعات يهودية استيطانية متطرفة، في مسيرات في مختلف أرجاء الضفة الغربية، بما فيها القدس.
وفي بيان وُزِّع في عدة مستوطنات، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن هدف تلك التظاهرات الدعوة إلى "يهودية الدولة"، تحت عنوان "إسرائيل في خطر.. نريد دولة يهودية".
ومن أبرز المناطق التي دعا المستوطنون إلى التظاهر فيها، جنوبي الضفة الغربية في المسجد الإبراهيمي داخل مدينة الخليل، وعلى مفترق "عتصيون" الواصل بين مدينتي الخليل وبيت لحم، وفي وسط الضفة الغربية قرب مدخل مستوطنة "عوفرا" ومثلث "مخماس" و"جفعات آساف" و"شيلا"، وفي شمال الضفة الغربية قرب مستوطنة "أرائيل" وبين حاجزين زعترة وحوارة جنوب نابلس.
وقال الناشط في مقاومة الاستيطان، بشار معمر لـ"العربي الجديد" إن عصابات للمستوطنين مكونة من 15-30 مستوطناً، موجودة على عدة مفارق رئيسية بين مدينتي رام الله ونابلس، وتعمد إلى اللحاق بالسيارات الفلسطينية المارة والاعتداء عليها.
وأوضح معمر أن تلك المسيرات التي بدأت في السابعة مساءً بالتوقيت المحلي، بالتنسيق الكامل مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أعلن أنه سيسمح لنحو 1200 مستوطن بالتواجد على مقربة من الحواجز العسكرية، والدخول إلى مستوطنة "حومش" المخلاة، المقامة على أراضي قرية برقة شمال نابلس شماليّ الضفة الغربية. وبالتزامن مع ذلك، أغلق جيش الاحتلال الطريق تماماً في وجه حركة الفلسطينيين، وفق إعلان منشور.
وتجمّع عشرات المستوطنين على الطريق الرئيسي لمدينتي قلقيلية ونابلس بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال على مدخل بلدة برقة شمالي نابلس، دون أن يبلغ عن إصابات.
وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس، أحمد جبريل، لـ"العربي الجديد" بأن طواقم الهلال الأحمر تعاملت خلال مواجهات بلدة بيتا جنوبي نابلس مع 28 إصابة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وتجمّع مستوطنون على الطريق الرئيسي شمال غربيّ سلفيت بالقرب من مستوطنة "أرئيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين، وعلى امتداد الشارع الواصل إلى حاجز زعترة جنوبي نابلس بحماية من قوات الاحتلال.
وعلى دوار مخماس شمال شرق القدس المحتلة، تجمّع عشرات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، وعرقلوا حركة المركبات، واحتشد مستوطنون على مفترق "غوش عصيون" الاستيطاني المقام جنوب بيت لحم جنوبيّ الضفة، وحاولوا الاعتداء على سيارات الفلسطينيين.
مواجهات على مدخل بلدة بيتا
إلى ذلك، اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس، وخرج الأهالي إلى مدخل البلدة للتصدي لاعتداءات محتملة للمستوطنين على البلدة، بعد مناشدات للمواطنين بالتصدي للمستوطنين، فيما أشعل الأهالي الإطارات المطاطية، وقمعت قوات الاحتلال المواطنين بإطلاق وابل من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
وبدأ المستوطنون بالتجمع على دوار حاجز زعترة المقام جنوبي نابلس، استعداداً للانطلاق بمسيرة تهدف إلى الاعتداء على الفلسطينيين وترهيبهم.
بدوره، قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، لـ"العربي الجديد" إن "عربدة المستوطنين واعتداءاتهم تتصاعد في الضفة الغربية، وذلك بحماية جيش الاحتلال الذي أصبح يوفر الغطاء لتلك المسيرات الاستفزازية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ويساعد في استهداف المستوطنين للفلسطينيين وبيوتهم وبلداتهم وقراهم".
وتابع دغلس: "نحن على اتصال بعشرات الناشطين في قرى جنوب نابلس كافة، وقد رصدنا محاولات تهجم للمستوطنين على المركبات الفلسطينية المارة، ورشقها بالحجارة، في ظل تواطؤ جيش الاحتلال الذي ينتشر بكثافة على طول الطريق، لكنه لا يفعل شيئاً".
وأشار دغلس إلى أن اللجان المحلية دعت أبناء البلدات والقرى والسائقين إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر من هذه الاعتداءات، وعدم انتظار قدوم المستوطنين ليقتحموا قراهم وبلداتهم، مؤكداً ضرورة التصدي لهم، وخلق حالة من الخوف لديهم.
في السياق، خرج مستوطنون في مسيرة قرب مستوطنة "بيت إيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين شمالي مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وسط تحذيرات من اعتدائهم على الفلسطينيين.
وأخطرت سلطات الاحتلال الفلسطيني صالح الشنار بإخلاء خمسة دونمات من أرضه في منطقة خلة القمح شمالي بلدة كفر الديك غرب سلفيت (شمالي الضفة الغربية)، بحجة أنها منطقة مصنفة "ج" وفق اتفاقية أوسلو.
واعتدت سلطات الاحتلال على والدة الأسير محمد أبو غنام في قاعة المحكمة المركزية الإسرائيلية لمجرد احتضانها نجلها خلال جلسة محاكمته.
وأجبرت بلدية الاحتلال في القدس عائلة مقدسي جلال الرجبي، اليوم الثلاثاء، على هدم منزلها قسراً، في بلدة بيت حنينا شمال القدس.
وأجبرت سلطات الاحتلال مقدسياً على هدم منزله في مخيم شعفاط شمال شرق القدس المحتلة، كذلك أجبرت مقدسياً آخر في المخيم على هدم محله التجاري قيد الإنشاء، ومقدسياً ثالثاً من حيّ جبل المكبر جنوب القدس على هدم محله التجاري.