المصالحة الفلسطينية ..خيبة أمل اسرائيلية من الموقف الأمريكي "الرخو"

25 ابريل 2014
الاستياء الإسرائيلي قابله ارتياح شعبي فلسطيني (محمد عبد،فرانس برس،Getty)
+ الخط -

ترافقت التعليقات والتحليلات المتضاربة في صحف الاحتلال الإسرائيلي حيال اتفاق المصالحة الفلسطينية مع اعتراف بخيبة الأمل الإسرائيلية من الموقف الأمريكي الذي وصفوه بـ"الرخو" من خطوة المصالحة من جهة، وتخبط حكومة الاحتلال في الرد على الاتفاق من جهة ثانية.

وكشفت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة عن خيبة أملها من الموقف "الأمريكي" الرخو حيال إعلان اتفاق المصالحة.  كما أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل طالبت الولايات المتحدة باتخاذ موقف أكثر حزماً وأكثر وضوحاً. وجاء ذلك في ضوء بيان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جين بساكي، بعد الإعلان عن اتفاق المصالحة.

وكانت بساكي قد قالت إن المصالحة "خطوة تبعث على القلق" وإن الولايات المتحدة ستطلب إيضاحات من الطرف الفلسطيني. وبحسب وزير إسرائيلي، فقد طلبت الحكومة الإسرائيلية رداً أمريكياً على غرار الموقف الأمريكي الذي أعقب توقيع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على 15 اتفاقية دولية مطلع الشهر الجاري.

ونقلت "هآرتس" عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه يتعين على الولايات المتحدة أن توضح للرئيس الفلسطيني أنه "لا يجوز له التحالف مع حركة حماس". وأضاف "نحن لا نقبل حقيقة حديث الأمريكيين عن حكومة وحدة فلسطينية وسط تجاهل حقيقة أن الحديث هو عن تحالف مع حماس". واعتبر أنه يجب "على الأمريكيين أن يقولوا لعباس إنه تحالف مع منظمة إرهابية وهذا ليس مقبولاً".

وبحسب "هآرتس"، فإن الاحتجاج الإسرائيلي دفع بوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى الاتصال هاتفياً بالرئيس الفلسطيني وأعرب أمامه عن "خيبة أمل" من التوقيت الذي اختير لتوقيع اتفاق المصالحة.

ووفقاً للمتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فقد قال كيري لعباس إن على أي حكومة وحدة تتألف الاعتراف بإسرائيل، ونبذ العنف واحترام الاتفاقيات السابقة. لكن بساكي قالت إن الولايات المتحدة لا تعارض مبدئياً تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وإنما تركز على السياسة المطلوبة من هذه الحكومة.

وفي السياق، أعلنت الإذاعة الإسرائيلية أن المبعوث الأمريكي، مارتن إنديك، التقى أمس بكل من الرئيس الفلسطيني ورئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات.

في هذه الأثناء، أوضحت "هآرتس" أن المجلس الوزاري المصغّر الشؤون الأمنية والسياسية قرر إلى جانب "عدم التفاوض مع أي حكومة فلسطينية تشارك فيها حماس"، مواصلة التنسيق الأمني، من جهة، وعدم تحويل الأموال المستحقة للسلطة الفلسطينية في مطلع شهر مايو/أيار المقبل من جهة ثانية. كما قرر منع المصارف الفلسطينية في الضفة الغربية من إيداع النقود الموجودة لديها بالعملة الإسرائيلية (الشيقل) في المصارف الإسرائيلية. وهذه الخطوة من شأنها أن تغرق عملياً الأراضي الفلسطينية بالشيقل.

وأشارت الصحيفة إلى أن كلاً من رئيس جهاز الأمن العام "شاباك"، يوسي كوهين، ورئيس الاستخبارات العسكرية، الجنرال أفيف كوخافي، أقرا بفشل جهازيهما برصد تقدم محادثات المصالحة الفلسطينية والتنبؤ بموعد التوقيع عليها أول من أمس الأربعاء.

على الرغم من ذلك، أعرب الاثنان، في حديثهما أمام المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، عن اعتقادهما بأن فرص تحقيق المصالحة الفلسطينية وإجراء انتخابات للمجلس التشريعي والرئاسة "متدنية للغاية".
المساهمون