تمكّنت المعارضة التركية، اليوم الثلاثاء، من جمع البرلمان بشكل طارئ لمناقشة مسألة زيادة الضرائب الحكومية على مختلف المنتجات، التي أدت لمزيد من ارتفاع الأسعار، قوبل بانتقادات شعبية ورسمية، ومن بين المنتقدين حلفاء الرئيس رجب طيب أردوغان.
ودعا حزب الشعب الجمهوري البرلمان إلى الانعقاد، ليوجه رئيس البرلمان نعمان قورطولموش الدعوة للاجتماع الطارئ، الذي عقدت جلسته بتوفير المعارضة نصابها اللازم (200 نائب) في غياب نوّاب حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وقبل نحو أسبوعين، صادق الرئيس أردوغان على قرارات لوزارة المالية بفرض ضرائب جديدة على أسعار المحروقات وخاصة البنزين والديزل، مما أثار استياء شعبياً واسعاً، في ظل زيادات بشكل كبير على ضرائب أخرى مفروضة، من مثل تسجيل الهواتف من خارج البلاد، وضرائب إصدار الجوازات، وزيادة في أسعار الأدوية، وإجراءات أخرى بررتها الحكومة بأن الهدف منها سد العجز في الموازنة لمواجهة كارثة الزلازل.
وهدفت المعارضة في مقترحها لعقد البرلمان إلى "إيجاد حلول للمشاكل التي أعقبت رفع الضرائب، حيث ساهمت بارتفاع الأسعار الأساسية"، وترأس الجلسة جلال آدان، نائب رئيس البرلمان عن حزب الحركة القومية، أحد أعضاء التحالف الحاكم.
ومن اللافت أن حزب "الرفاه الجديد"، الذي يملك 5 نواب في البرلمان، وهو جزء من التحالف الحاكم، شارك في الجلسة، رغم مقاطعة التحالف الجمهوري، وعدم مشاركة نواب حزب العدالة والتنمية في الجلسة الطارئة، في مؤشر على رفض حلفاء الرئيس أردوغان الزيادات في الضرائب.
رئيس حزب الرفاه الجديد فاتح أربكان، ابن القيادي الراحل نجم الدين أربكان، قال في وقت سابق "الزيادات على الضرائب وصلت لنقطة غير مقبولة، لا يمكن قطع فاتورة العجز في الموازنة على المواطنين، يجب إلغاء هذا القرار بأسرع وقت ممكن، فالزيادات التي حصلت في الفترة الأخيرة، وآخرها زيادة ضريبة الاستهلاك على الوقود أدت إلى سحق المواطن، وهو غير مقبول".
وتحدث رئيس كتلة حزب السعادة سلجوق أوزداغ موجهاً انتقاداته للحكومة، فقال: "الناس تجد في مواقدها الهموم بدل اللحوم فهل أنتم واعون لهذا؟ ستكون هناك زيادات قادمة أيضاً، الرئيس أردوغان هو المسؤول عن النظام كله، ولا يجوز التحامل على وزير المالية محمد شيمشك فهو يطبق التعليمات التي يتلقاها".
وأعلن حزب الحركة القومية الحليف الأبرز في التحالف الجمهوري أنه لن يصوت لصالح النقاش العام، وقال النائب إسماعيل فاروق آكسو: "البلاد بحاجة إلى تعديلات محقة وعادلة في الضرائب، ولكن لن يكون هناك دعم لدعوة حزب الشعب الجمهوري".
اعتداء جسدي في أروقة البرلمان
وضمن كواليس اجتماع البرلمان الطارئ، تعرض عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري مصطفى صاري غول للكمة من قبل النائب السابق توران تويسوز، وفق ما نقل الإعلام التركي.
ونقلت صحيفة حرييت عن شهود عيان، أن صاري غول تعرض لهجوم خلال وجوده في أروقة البرلمان بعد نقاش مع تويسوز، تبعته تسديد الأخير لكمة للأول.
وعقب الحادثة، قال صاري غول في تصريح: "بعد خروجي من اجتماع الكتلة الحزبية سألني شخص أسئلة عدة بموضوع لا أعلمه، ولم أكن أعرفه، علمت لاحقاً أنه نائب سابق، فأجبته بأني لا علم لي به، وليس هذا مكان للحديث فيه وابتعدت، لكنه واصل الكلام بشكل غير لائق". أما النائب السابق تويسوز فقال من جانبه في تصريح مقتضب "لا يوجد شيء".
ورداً على سؤال إن كان سبب ما حصل مسألة مالية تتعلق بدين له مع صاري غول، أكد تويسوز أنها كذلك، لكن وسائل إعلام تركية نقلت عن حزب الشعب الجمهوري قوله، في بيان، إن "سبب الهجوم على صاري غول ليس مسائل مالية، بل لدعمه رئيس حزب الشعب كمال كلجدار أوغلو".