قال الدفاع المدني السوري إن حصيلة الضحايا جراء قصف قوات النظام السوري على شمال غربي البلاد، أمس، بلغت ثمانية قتلى و16 جريحاً، جلهم أطفال ونساء، فيما قصفت فصائل المعارضة مواقع للنظام رداً على استهداف المدنيين وخرق وقف إطلاق النار المستمر في المنطقة من النظام.
وقالت مصادر في المعارضة السورية المسلحة لـ"العربي الجديد"، إن "الجبهة الوطنية للتحرير" وفصائل أخرى من المعارضة قصفت صباح اليوم، براجمات الصواريخ، مواقع قوات النظام في معسكر جورين ومناطق في قرية البركة وحاجز البركان بريف حماة الشمالي الغربي.
كما قصفت بالمدفعية والصواريخ مواقع لقوات النظام في محور الفوج 46 وقرية عاجل بريف حلب الغربي، ومحاور كفرنبل ومعرة النعمان وحنتوتين وداديخ وخان السبل في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي.
وذكرت المصادر أن فصائل المعارضة ركزت قصفها على محيط الطريق الدولي دمشق - حلب، مضيفة أن القصف أدى إلى تدمير مواقع للمدفعية التابعة للنظام، وأدى أيضاً إلى خسائر بشرية في صفوف قواته والمليشيات التابعة لها.
من جانبه، قال الدفاع المدني السوري إن حصيلة الضحايا جراء قصف النظام السوري، أمس، على شمال غربي البلاد بلغت ثمانية قتلى، هم أربع نساء وأربعة أطفال و16 جريحاً، من بينهم ثمانية أطفال وست نساء، ومن بينهم مصابون بجروح خطيرة. وأشار الدفاع المدني إلى أن من بين ضحايا القصف ثلاث طفلات شقيقات قتلن معاً بالقصف على بلدة إحسم.
إلى ذلك، اعتقلت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، مجموعة من المدنيين في مناطق متفرقة بدير الزور والحسكة والرقة الخاضعة لها، ومن بين المعتقلين ثلاثة شبان عادوا حديثاً إلى المنطقة قادمين من تركيا بهدف زيارة ذويهم في عيد الأضحى.
وقالت مصادر مقربة من المليشيات لـ"العربي الجديد"، إن الأخيرة اعتقلت شاباً بمداهمة في منطقة التموين واعتقلت شابين في مداهمة بقرية عابرة بناحية الجوادية، شمال شرقي الحسكة، أثناء مداهمات كانت تشنها أيضاً في مخيم الهول.
وذكرت المصادر أن "قسد" سلمت، أمس، طفلين وامرأة من ذوي عناصر تنظيم "داعش" لوفد فنلندي، وكان هؤلاء محتجزين في مخيم روج الواقع شمال شرقي الحسكة.
واعتقلت "قسد" أربعة أشخاص في منطقة السمرا، شرقي الرقة، وثلاثة أشخاص عند مدخل مدينة الرقة الشمالي، كانوا قادمين من تركيا لقضاء إجازة العيد هناك. كما اعتقلت شابين قرب الحديقة البيضاء في مدينة الرقة. وأضافت المصادر أن المليشيات اعتقلت ثلاثة شبان في بلدة أبو حمام، شرقي دير الزور.
من جانبها، واصلت قوات النظام السوري والمليشيات التابعة لها في ريف دير الزور عمليات التمشيط بالبادية ضد تنظيم "داعش"، وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن مليشيات "الدفاع الوطني" و"أسود الشرقية"، بالإضافة لـ"لواء القدس" مع قوات النظام، نفذت حملة تمشيط في المنطقة الممتدة بين قرية الشميطية وناحية التبني في ريف دير الزور الغربي.
وذكرت المصادر أن المليشيات وضعت العديد من النقاط الجديدة عقب عمليات التمشيط التي جاءت بدعم من طيران الاستطلاع الروسي، وجاءت عقب استمرار تعرض قوات النظام لهجمات من خلايا تنظيم "داعش".
جنوباً، أصدرت "اللجنة المركزية" في ريف درعا الغربي، مساء أمس، بياناً دعت فيه إلى توحيد الصف وفك الحصار عن 11 ألف عائلة في منطقة درعا البلد، مطالبة النظام بفتح الطرقات التي أغلقها منذ 24 يونيو/حزيران الماضي.
وقال "تجمع أحرار حوران" إن اللجنة رفضت عبر بيانها سياسات التهديد والترهيب التي تمارسها أفرع النظام الأمنية، وحذر البيان من الأفعال والأقوال التي تمس بالمحرمات والمقدسات الدينية.
وجاء البيان بعد يوم من رفض اللجنة المركزية في درعا البلد مطالب من النظام السوري وتهديدات من ضمنها هدم المسجد العمري في المنطقة، وهو مسجد له رمزية في الحراك السلمي ضد النظام بالمنطقة.
بدوره، قال "مجلس عشيرة درعا"، في بيان له، إنه يحمّل رئيس اللجنة الأمنية في الجنوب، العميد لؤي العلي، كامل المسؤولية عن الفوضى الأمنية التي آلت إليها حوران باعتماده آليات فاشلة لمعالجة الأمور بالاعتقالات والاغتيالات وكمّ الأفواه والتهديدات التي طاولت الجميع.
وحذر البيان من عواقب العبث بالنسيج الاجتماعي والسلم الأهلي والمساس قولاً أو فعلاً بالرموز الدينية والعشائريّة والوطنيّة، كما طالب البيان الجهات التي أوعزت إلى العلي باتخاذ قرار التهديد بهدم المسجد العمري بسحب قرارها.
وقال البيان: "كما نطالب الجانب الروسي بأن يتحمل مسؤولياته ولا يقف متفرجاً، أليس هو الضامن أمام الجميع؟ وقد وقع علينا الحصار الظالم أمام ناظِريه ويُمارَس علينا الظلم والترهيب وهو لا يحرك ساكناً".
خروقات في درعا وإدلب
إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني السوري والشرطة التابعة له تنفيذ عملية أمنية في مدينة الباب بريف حلب، شمال شرقي سورية، فيما وقع قتلى وجرحى بخروقات أمنية جديدة في إدلب ودرعا.
وقال الجيش الوطني إنه نفذ عملية "مخلب الصقر" في مدينة الباب بهدف مكافحة خلايا تابعة لتنظيم "داعش" و"قسد" والنظام السوري، كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية خلال أيام عيد الأضحى.
وقال الجيش الوطني، في بيان، إن قوى الأمن بالتعاون مع الشرطة العسكرية بمساندة من الجيش الوطني قامت بتنفيذ مداهمات في مدينة الباب والمناطق التابعة لها مستهدفة أوكاراً لـ"العناصر الإرهابية التي كانت تخطط لتنفيذ هجمات".
إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية من مدينة إدلب، لـ"العربي الجديد"، عن مقتل شابين من عائلة واحدة وإصابة اثنين آخرين، جراء إطلاق نار استهدفهم من قبل مسلحين مجهولين في منطقة الساحة التحتانية بمدينة إدلب الخاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام".
وذكرت المصادر أن السلطات الأمنية التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، تجري تحقيقاً في الهجوم وسط حالة استنكار للفلتان الأمني في المدينة، والذي تزامن مع إعلان حكومة الإنقاذ التابعة للهيئة عن إصدار عفو عام عن السجناء من مرتكبي الجرائم الجنائية والجزائية شريطة حصولهم على شهادة حسن سلوك.
وبحسب القرار الذي اطلع عليه "العربي الجديد"، فإنه يستثنى من العفو مرتكبو "جرائم الحدود والقصاص والخطف والسطو المسلح والاتجار وترويج المخدرات وترويج العملة المزيفة والجرائم التي تمس الأمن العام".
من جانب آخر، هاجم مجهولون يستقلون دراجة نارية بسلاح رشاش شخصا في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن الشخص كان يعمل سابقاً ضمن "الكتيبة الأمنية" التابعة للمجلس المحلي لجاسم إبان سيطرة المعارضة عليها، وأجرى لاحقاً تسوية مع النظام دون الانضمام إلى مليشياته.
وكانت اللجنة المركزية وممثلو درعا البلد قد رفضوا المطالب التي أرسلها العميد لؤي العلي، رئيس جهاز الأمن العسكري في محافظة درعا، ظهر السبت الماضي، بضرورة تسليم المطلوبين أو تهجيرهم إلى الشمال السوري، إضافة إلى إنشاء أربع نقاط عسكرية دائمة في درعا البلد، ملوحاً بحملة عسكرية واسعة ضدها وضد مخيمي اللاجئين الفلسطينيين والنازحين فيها، وإدخال مليشيات طائفية إليها في حال لم يتم ذلك.