- العملية الأمنية أسفرت عن توقيف أربعة متطرفين وضبط معدات شبه عسكرية، مؤكدة على كفاءة وجاهزية الأجهزة الأمنية المغربية ونهجها الاستباقي في مواجهة التطرف.
- الملك محمد السادس يوجه بتقييم شامل لمناهج التكوين العسكري، مشددًا على تطوير قدرات القوات المسلحة وتحديث استراتيجيات الدفاع لمواجهة التحديات الأمنية المعاصرة.
أعلنت السلطات الأمنية في المغرب، الثلاثاء، اعتقال خليّة إرهابية موالية لتنظيم داعش، كانت تستعد لـ"تنفيذ مشاريع إرهابية في المملكة بغرض المساس بالنظام العام". ويأتي إعلان اعتقال الخلية الجديدة عشية الذكرى الـ21 لـ"أحداث 16 مايو/ أيار الإرهابية" في مدينة الدار البيضاء عام 2003، التي أوقعت 45 قتيلاً والعديد من المصابين، وشكلت صدمة قوية في المملكة من هول ما حدث، بعدما كانت تصريحات عدة تذهب في اتجاه أنّ "البلاد في منأى عن الإرهاب" الذي ضرب في ذلك الوقت عدداً من البلدان العربية.
وكشف المكتب المركزي للأبحاث القضائية (مكلَّف محاربةَ الإرهاب) التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أنّ أعضاء الخلية المفككة ينشطون في مدينتي تيزنيت (جنوبيّ المغرب)، وسيدي سليمان (غرب)، لافتاً إلى أنّ العملية "تأتي في إطار الجهود المتواصلة لمواجهة مخاطر التطرف العنيف وتحييد التهديدات الإرهابية التي تحدق بأمن المملكة وسلامة المواطنين".
وقال المكتب، في بيان له، إنّ "هذه العملية الأمنية النوعية، التي باشرتها عناصر القوة الخاصة لفرقة التدخل السريع، مكّنت من توقيف أربعة متطرفين، تراوح أعمارهم ما بين 22 و44 سنة"، مضيفاً أنّ "عمليات التفتيش المنجزة في منازل المشتبه فيهم مكّنت من حجز معدات شبه عسكرية، من بينها سترة تكتيكية وخوذة ومنظار تسديد وقناع، بالإضافة إلى مخطوطات ذات طابع متطرف، ومجموعة من الدعامات الإلكترونية سيتم إخضاعها للخبرات الرقمية اللازمة".
وتشير المعلومات الأولية للبحث، بحسب المكتب المركزي، إلى أنّ "عناصر هذه الخلية الإرهابية انخرطوا في عمليات مشبوهة، من أجل توفير الموارد المالية والدعم اللوجيستيكي اللازمين، استعداداً لتنفيذ مشاريع إرهابية في المملكة بغرض المساس بالنظام العام". ووُضع الموقوفون تحت الحراسة، على ذمة البحث القضائي الذي يجريه المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
ويرى مسؤولون مغاربة أنّ الجماعات المتشددة في منطقة الساحل المجاورة، التي تجند وتدرب أتباعها عبر الإنترنت، "تمثل أكبر خطر على البلاد". كذلك يبدي المسؤولون قلقاً لافتاً من انتقال بعض المغاربة الذين انضموا إلى "داعش" في بؤر توتير بالمنطقة، إلى الساحل الأفريقي. ومنذ صدمة تفجيرات الدار البيضاء عام 2003، كثفت الأجهزة عمليات "ملاحقة الإرهاب"، وسعت لـ"تفكيك الخلايا قبل وصولها إلى مرحلة التنفيذ".
تقييم التكوين والتدريب العسكري
من جهة أخرى، دعا العاهل المغربي، الملك محمد السادس، اليوم، إلى إجراء تقييم شامل لمناهج التكوين وبرامج التدريب العسكري للجنود كافة بمختلف مستوياتهم، وفق ما جاء في "الأمر اليومي"، الذي وجهه العاهل المغربي بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية للضباط والجنود، وذلك بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لتأسيسها.
وتروم عملية التقييم الشامل لمناهج التكوين وبرامج التدريب العسكري إلى "بعث دينامية جديدة في نظم ووسائط التعليم، وملاءمتها مع التحولات الجديدة مع ما يقتضي ذلك من تبني فكر متجدد واعتماد طرق مبتكرة في الميادين العلمية والتكنولوجية والذكاء الاصطناعي". وإلى جانب التقييم الشامل لمناهج التكوين وبرامج التدريب العسكري، أمر العاهل المغربي بإنشاء مقر جديد للكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا، "كقطب جامعي مندمج، يحتضن كل مدارس التكوين العسكري العالي لضباط القوات البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي، ويضمن تعليماً متكاملاً طبقاً للمناهج والتقنيات الحديثة المتطورة ومنفتحاً على الفضاء القاري والدولي".
واعتبر ملك المغرب، في "الأمر اليومي" الذي وجهه إلى الجيش، أن ما يعرفه العالم اليوم، من توترات مقلقة وتحولات سريعة غير مسبوقة، تتجسد في التقاطبات واختلاف التحالفات وتزايد احتمالات الحرب في مناطق مختلفة عبر العالم، فرضت حتمية إعادة التفكير في مفاهيم الأمن والدفاع، وضرورة تكييف البرامج والاستراتيجيات مع تعاظم التهديدات والتحديات، ما يستوجب مسايرة هذه الوضعية والتأقلم معها. وأوضح أنه يحرص بصفة مستمرة على تطوير قدرات القوات المسلحة الملكية بمختلف مكوناتها وتمكينها من كل الوسائل التقنية الحديثة والتجهيزات الضرورية من خلال برامج التكوين والتأهيل للعنصر البشري مع وضع خطط مندمجة تكفل الجاهزية العملياتية الدائمة وتعزيز قدراتها الدفاعية في كل الظروف.