أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجمعة، بمناسبة عيد الفطر المبارك، عفواً عن 1518 شخصاً، منهم 17 محكومون في قضايا الإرهاب، وفق بيان لوزارة العدل.
وقالت الوزارة إن العفو شمل 17 شخصاً من المحكومين في قضايا التطرف والإرهاب، بعدما أعلنوا بشكل رسمي "تشبثهم بثوابت الأمة ومقدساتها وبالمؤسسات الوطنية"، وبعد مراجعة مواقفهم وتوجهاتهم الفكرية، ونبذهم التطرف والإرهاب.
وأوضحت الوزارة أنه "سيتم العفو مما تبقى من العقوبة السالبة للحرية لفائدة خمسة معتقلين على خلفية قضايا الإرهاب، ومما تبقى من العقوبة السالبة للحرية والغرامة لفائدة 5 نزلاء آخرين، بينما سيجري التخفيض من العقوبة السالبة للحرية لفائدة ستة سجناء والعفو من الغرامة لفائدة مدانة واحدة".
ومنذ صدمة أحداث الدار البيضاء الإرهابية، في 16 مايو/ أيار 2003، التي جاءت في سياق دولي متسمٍ بارتفاع تحدي الجماعات المتطرفة، خصوصاً بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، باشرت الدولة محاولات مختلفة لتحييد خطر حاملي الفكر المتطرف داخل السجون وخارجها، ومن ذلك عفو الملك محمد السادس في السنوات الأخيرة عن عدد من المعتقلين على ذمة قضايا إرهاب.
في حين كان لافتاً إطلاق الدولة برنامج "مصالحة"، الذي يشرف عليه مختصون وكوادر دينية، ويستهدف سجناء مدانين في قضايا التطرف والإرهاب، ويرتكز على ثلاثة محاور: المصالحة مع الذات، ومع النص الديني، ثمّ مع المجتمع، وذلك كله بهدف البحث عن مداخل لمراجعات ذاتية يقوم بها المعتقلون السلفيون، للاندماج في البيئة الاجتماعية بعد الإفراج عنهم
وطبقت المندوبية العامة لإدارة السجون لإعدادهم للاندماج، بشراكةٍ مع الرابطة المحمدية للعلماء والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، في العام 2017، برنامج "مصالحة"، الذي يسعى إلى "أنسنة" وتحسين ظروف الاعتقال، وتأهيل السجناء لإعدادهم للإدماج في المجتمع.
ويعمل البرنامج على محاربة التطرف العنيف بالاعتماد على التربية الدينية، والمواكبة النفسية، وتنظيم ورشات عمل تعنى بالقانون ونشر ثقافة حقوق الإنسان، وتقديم تأطير سياسي - اقتصادي، وذلك في سياق السعي لتمكينهم من الخروج من دائرة التطرف ونبذ العنف بكل أشكاله عبر المصالحة مع الذات، والمصالحة مع المجتمع، والمصالحة مع النص الديني.
وارتفع عدد المعتقلين على خلفية قانون مكافحة الإرهاب، الذين استفادوا من برنامج "مصالحة" إلى 222 مستفيداً، بعد استفادة 20 سجيناً، منهم سجينتان، من البرنامج في دورته الـ11 التي اختتمت في 24 فبراير/ شباط الماضي.
ووفق المعطيات التي قدمتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، فقد بلغ عدد المشاركين في برنامج "مصالحة" إلى غاية الدورة الحادية عشرة، 259 سجينة وسجيناً، استفاد 61,72 في المائة منهم من العفو الملكي.