المغرب يأسف لقرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية: غير مبرَّر تماماً

25 اغسطس 2021
لا تكاد العلاقات بين البلدين تتلمس طريقاً لحل الخلافات حتى تعود إلى النقطة الصفر (تويتر)
+ الخط -

وصفت وزارة الخارجية المغربية، ليل الثلاثاء، قرار السلطات الجزائرية قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط بـ"الأحادي الجانب" و"غير المبرَّر تماماً"، معبِّرة عن "رفض المملكة القاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها" القرار.

وقالت وزارة الخارجية المغربية، في بيان أصدرته في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، إن "المملكة المغربية أحاطت علماً بالقرار الأحادي الذي اتخذته السلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب اعتباراً من اليوم (الثلاثاء) فصاعداً"، مبدية أسفها على "هذا القرار غير المبرر تماماً والمتوقع في ضوء منطق التصعيد الذي لوحظ في الأسابيع الأخيرة، وكذلك تأثيره في الشعب الجزائري".

وأعلنت الوزارة أنّ المغرب "يرفض رفضاً قاطعاً المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها"، مشددة على أنّ المملكة ستظل "من جهتها شريكاً صادقاً ومخلصاً للشعب الجزائري، وستواصل العمل بحكمة ومسؤولية من أجل تنمية علاقات مغاربية صحية ومثمرة".

وكان وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، قد أعلن، في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء، قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب، ما يعني غلق السفارة الجزائرية في الرباط. وقال لعمامرة إن "استفزاز المملكة المغربية (للجزائر) بلغ ذروته"، مضيفاً أنّ "المغرب تخلى عن الالتزامات الأساسية للعلاقات مع الجزائر"، وأنه "بناءً على هذه العوامل فقد تقرر قطع العلاقات مع المملكة".

ويأتي القرار الجزائري بعد أيام قليلة على دعوة العاهل المغربي، الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الـ22 لجلوسه على العرش، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى "العمل معاً، في أقرب وقت يراه مناسباً، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها الشعبان، عبر سنوات من الكفاح المشترك"، باعتبار البلدين "أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان".

وعاشت العلاقات بين الرباط والجزائر منذ أسابيع توتراً دبلوماسياً، كان من أبرز فصوله استدعاء الجزائر سفيرها في الرباط، ردّاً على دعوة السفير المغربي في الأمم المتحدة عمر هلال، خلال اجتماع مجموعة دول عدم الانحياز في 13 و14 يوليو/تموز الماضي، إلى "استقلال شعب القبائل"، بعد إعلان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، دعم حق تقرير مصير سكان الصحراء.

وزاد التوتر في 18 أغسطس/آب الحالي بعد قرار الجزائر إعادة النظر في علاقاتها مع الرباط، وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية، متهمة إياها بالتورط في الحرائق التي اجتاحت شماليَّ البلاد من خلال دعم حركة "الماك".

وخلال السنوات الماضية، لا تكاد العلاقات الجزائرية المغربية تتلمس طريقاً لحل الخلافات، حتى تعيد التصريحات السياسية الأزمة إلى النقطة الصفر. ويشكل ملف الصحراء أبرز القضايا الخلافية بين البلدين، إذ تتهم الرباط الجزائر بتقديم الدعم إلى "البوليساريو"، فيما تعتبر الجزائر القضية مسألة أممية.

المساهمون