جدّد المغرب، اليوم الثلاثاء، تمسكه بمقترح الحكم الذاتي، الذي كان قد تقدم به في عام 2007، "كحل وحيد" للنزاع في الصحراء، وبالمسلسل السياسي للموائد المستديرة.
جاء ذلك خلال المحادثات التي جمعت اليوم بالرباط وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء ستيفان دي ميستورا، وذلك بحضور الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة السفير عمر هلال.
وقالت وزارة الخارجية المغربية، إن الوفد المغربي ذكّر، خلال المحادثات، بالمواقف الثابتة للرباط التي أكدها العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطابه الذي ألقاه بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بالتزام المغرب باستئناف العملية السياسية تحت الرعاية الحصرية لهيئة الأمم المتحدة، للتوصل إلى حل سياسي على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفي إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة.
وتسعى الرباط لإيجاد حل سياسي على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي وفي إطار مسلسل الموائد المستديرة، وبحضور الأطراف الأربعة (المغرب، الجزائر، موريتانيا، جبهة البوليساريو).
ويعتبر المغرب المبادرة التي كان قدمها في عام 2007، "فرصة حقيقية من شأنها أن تساعد على انطلاق مفاوضات، بهدف التوصل إلى حل نهائي لهذا الخلاف (...) على أساس إجراءات توافقية، تنسجم مع الأهداف والمبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة".
وتنص المبادرة المغربية، التي قوبلت برفض جبهة "البوليساريو" والجزائر، على نقل جزء من اختصاصات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية إلى "جهة الحكم الذاتي للصحراء"، ليدبر سكانها "شؤونهم بأنفسهم بشكل ديمقراطي"، بينما تحتفظ الرباط باختصاصاتها المركزية "في ميادين السيادة، لا سيما الدفاع والعلاقات الخارجية"، وكذا ممارسة الملك لاختصاصاته الدينية والدستورية.
إلى ذلك، جدد الوفد المغربي، وفق ما جاء في بيان للخارجية، "تشبت المغرب بالمسلسل السياسي للموائد المستديرة، وفقاً للقرار 2602 الذي يدعو إلى التوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم قائم على تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية".
وكان دي ميستورا قد وصل، نهاية الأسبوع الماضي، إلى العاصمة المغربية الرباط، في ثاني زيارة له في المنطقة، منذ تعيينه قبل 9 أشهر، خلفاً للمبعوث السابق الألماني، هورست كوهلر، الذي كان قد استقال عام 2019 لـ"دواع صحية".
وأعلنت الأمم المتحدة، الجمعة الماضية، عزم دي ميستورا القيام بجولة إقليمية يستهلها السبت، بزيارة العاصمة المغربية الرباط، قبل أن ينتقل إلى الصحراء، جنوب المغرب، لأول مرة، منذ تعيينه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
في حين، كان لافتاً اكتفاء المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي، بالقول حينما سئل عن سبب عدم ذكر الجزائر أو موريتانيا في إعلان المبعوث عن الرحلة الجديدة، إنه سيعلن عن معلومات أخرى إذا توافرت مع تقدم الرحلة.
وكان المبعوث الأممي قد ألغى، أمس الإثنين، زيارة كانت مقررة له إلى إقليم الصحراء، بحسب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة. وقال دوجاريك، في بيان، إن "المبعوث الشخصي للأمين العام ستيفان دي ميستورا موجود منذ السبت في العاصمة الرباط للقاء المسؤولين المغاربة".
وأضاف: "قرّر دي مستورا عدم المضي قدماً في زيارة الصحراء الغربية (إقليم الصحراء) خلال هذه الرحلة، لكنه يتطلع إلى القيام بذلك خلال زياراته المقبلة إلى المنطقة".
ويواجه الدبلوماسي الإيطالي في مهمته الجديدة، المتمثلة في إدارة ملف شائك، تحدي إقناع الأطراف باستئناف ما بدأه سلفه من مساع دبلوماسية كللت بجمع المغرب والجزائر وموريتانيا و"جبهة البوليساريو" الانفصالية على طاولة المفاوضات، في سويسرا في ديسمبر/كانون الأول 2018، وفي مارس/آذار 2019.