أعلن المغرب، اليوم الثلاثاء، عن استعداده لمواصلة العمل مع دول مجلس التعاون الخليجي من أجل تطوير مسار الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الطرفين.
جاء ذلك، خلال لقاء جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء عبر تقنية الاتصال المرئي، مع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، نايف فلاح مبارك الحجرف.
وقالت وزارة الخارجية المغربية، في بيان، إن اللقاء تناول مسار الشراكة الاستراتيجية القائمة بين المملكة المغربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ سنة 2011.
وأشارت إلى أنه تم خلال اللقاء "التنويه بالخطوات المهمة التي قطعتها هذه الشراكة، بفضل الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وإخوانه قادة دول المجلس، وبقرار تمديد خطة العمل المشتركة إلى سنة 2024".
وكشفت الخارجية أن بوريطة عبّر عن استعداد المملكة المغربية لمواصلة العمل مع الأمانة العامة والدول الخليجية من أجل تطوير مسار هذه الشراكة، بما يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون وترسيخ إطار تشاركي متجدد يعزز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والبشرية بين الطرفين.
وأشاد بوريطة بما يربط المغرب بدول مجلس التعاون من قواسم مشتركة وتضامن موصول، مؤكداً دعم المملكة لأمن واستقرار دوله، ورفضها كل تهديد يطاولها.
من جهته، جدد الأمين العام تأكيد موقف دول المجلس الثابت في دعم سيادة المغرب على صحرائه ووحدة أراضيه، معتبراً أن أي حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل، لا يمكن أن يتم إلا في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدة ترابها.
وكان قادة مجلس التعاون الخليجي قد وجهوا، في ختام القمة التي عقدت في 6 يناير /كانون الثاني الماضي بمحافظة العلا بالمملكة العربية السعودية، بتكثيف الجهود لتنفيذ خطط العمل المشترك التي تم الاتفاق عليها في إطار الشراكة الاستراتيجية مع المملكة المغربية.
وشدد قادة دول مجلس التعاون، في البيان الختامي الذي توج أعمال القمة الحادية والأربعين، على أهمية الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين المجلس والمملكة المغربية، داعين إلى تكثيف الجهود لتنفيذ خطط العمل المشترك التي تم الاتفاق عليها في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين.
ويرتبط المغرب باتفاق للتعاون الاستراتيجي مع دول مجلس التعاون موقّع في الرياض عام 2012، ويشمل مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري والتجاري والسياحي والأمني والثقافي والعلمي وغيرها.
وفي 20 إبريل/ نيسان 2016، كان لافتاً تأكيد القمة الخليجية المغربية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض على تشكيل "تكتل استراتيجي موحد" والالتزام "بالدفاع المشترك عن أمن بلدانهم واستقرارها".
كذلك أكد قادة دول الخليج والعاهل المغربي الملك محمد السادس، حينها، "أهمية استمرار التشاور والتنسيق من أجل دعم ركائز الشراكة القائمة بين دول مجلس التعاون والمملكة المغربية، تحقيقاً لتطلعات شعوبهم وخدمة لمصالح الأمتين العربية والإسلامية ولتحقيق السلم والأمن الدوليين".
وطيلة سنوات الأزمة الخليجية كان لافتاً تضرر المغرب، بعد أن كان يراهن على دعم التعاون الاستراتيجي مع دول الخليج لجعله أداء لتعاون جنوب-جنوب وإنشاء تحالف استثماري واقتصادي وتجاري وتنموي يجمع بين دول الخليج والقارة الأفريقية والعالم العربي والبحر الأبيض المتوسط، ويضم شراكات وامتدادات خارجية تمتد من الصين والهند إلى روسيا والاتحاد الأوروبي والقارة الأميركية.