- أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء الأردني، حذر من التصعيد وأشار إلى الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية كبداية للتوترات، مؤكدًا على ضرورة إنهاء الحرب على غزة.
- الحكومة الأردنية تعاملت مع أجسام طائرة دخلت أجوائها وأعادت فتح الأجواء بعد إغلاق مؤقت، مؤكدة على حماية أمن البلاد وضرورة الدقة في المعلومات والعمل نحو تحقيق السلام.
أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال اتصال مع الرئيس الأميركي جو بايدن، ضرورة وقف التصعيد في المنطقة فوراً، محذراً من أن أية إجراءات تصعيدية إسرائيلية ستؤدي إلى توسيع دائرة الصراع في المنطقة، كما شدد على أن الأردن لن يكون ساحة لحرب إقليمية.
وأفاد الديوان الملكي الأردني، بأن الملك عبد الله الثاني حذر كذلك من تبعات العدوان الإسرائيلي على غزة والتصعيد المستمر في الضفة الغربية، مجدداً التأكيد على أن وقف الحرب على غزة فوراً هو السبيل لوقف التصعيد وحماية المنطقة من تبعاته.
كما جدد العاهل الأردني الدعوة إلى حماية المدنيين في غزة وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشتى الطرق وبشكل كاف ومستدام.
في موازاة ذلك، أكد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، أن التحدي القائم الآن هو "أن نحول دون المزيد من التصعيد وشرارته الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية"، مضيفا خلال استضافته عبر فضائية "المملكة" الرسمية الأردنية، أن الطريقة الوحيدة لخفض التصعيد هي إنهاء الحرب على غزة.
وقال الصفدي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يبحث عن مخرج لصرف الانتباه عما يحدث في غزة، لا سيما مع تغير الرأي العام الدولي وزيادة الضغط على إسرائيل بشأن الحرب على غزة. مضيفا: "كنا قد حذرنا من أنه سيحاول افتعال مواجهة مع إيران ليجر الغرب وواشنطن ويعيد حشد دعم دولي لإسرائيل ضد إيران وينسى العالم غزة".
وبين أن التركيز ينبغي أن ينصب على إنهاء العدوان على غزة حتى لا ينجح نتنياهو المدفوع بعقائديته الإلغائية بالنسبة للفلسطينيين والمدفوع بطموحاته الشخصية لإدامة الحرب".
وبين أن "سياسة الأردن ثابتة، فكل صاروخ أو مسيرة يخترق الأجواء الأردنية سيتم التصدي له لنحول دون أن يسبب ضررا في الأردن وتهديدا للأردنيين". لافتا إلى أنه "إذا كان هذا الخطر قادما من إسرائيل، فسيقوم الأردن بالإجراء نفسه الذي قام به، وهذا موقف نؤكده بشكل واضح وصريح، ولن نسمح لأي كان بأن يعرّض أمن الأردن والأردنيين للخطر".
وقال: "كان هنالك تصريحات مسيئة للأردن من الاعلام الإيراني بما فيه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، ولذلك استدعينا السفير الإيراني وقمنا بإيصال رسالة واضحة بخصوص ضرورة توقف هذه الإساءات والتشكيك بمواقف الأردن". مضيفا: "بصراحة لا إيران ولا غيرها يستطيعون المزاودة على الأردن".
إسقاط أجسام طائرة في الأجواء الأردنية
وكانت الحكومة الأردنية أعلنت أن الجيش الأردني تعامل مع بعض الأجسام الطائرة التي دخلت أجواء البلاد ليلة أمس السبت، وتصدى لها للحيلولة دون تعرض المواطنين والمناطق السكنية المأهولة للخطر، بعد أن دخلت طائرات مسيّرة إيرانية الأجواء الأردنية خلال هجومها على إسرائيل، الذي نفذته رداً على استهداف قنصليتها في دمشق.
وأشار مجلس الوزراء الأردني، خلال جلسته التي عقدها، اليوم الأحد، برئاسة رئيس الوزراء بشر الخصاونة، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (بترا)، إلى أن شظايا قد سقطت في أماكن متعددة خلال ذلك من دون حدوث أي أضرار أو أي إصابات بين المواطنين. وأكد المجلس أن الإجراء الوحيد الذي اتُّخذ من قبل سلطة الطيران المدني الأردنية هو ذلك الذي أغلقت بمقتضاه السلطة الأجواء الأردنية أمام الطيران القادم والمغادر والعابر بشكل احترازي ومؤقت، وفقاً للضوابط المعيارية الدولية المعتمدة للمحافظه على أمن وسلامة الطيران المدني.
وفي السياق، شدّد مجلس الوزراء الأردني على ضرورة أن تتوخى وسائل الإعلام المختلفة والمنصات أقصى درجات الدقة في تحري المعلومة واستقصائها من مصادرها الرسمية المعتمدة، وعدم تناقل الإشاعات والأخبار غير الدقيقة ولا تلك التي تتقصد التضليل لخلق أجواء من القلق والخوف والشك. وأعلنت هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني، اليوم الأحد، عن إعادة فتح أجواء المملكة أمام حركة الطيران في تمام الساعة 8:15 صباحاً بالتوقيت المحلي، بعد أن كانت قد أغلقتها عقب الهجوم الإيراني على إسرائيل.
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اليوم الأحد، في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، إن الأردن سيستمر في اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية أمنه وسيادته، ولن يسمح لأي كان بتعريض أمنه وسلامة شعبه لأي خطر.
وأضاف أن وقف التصعيد ضرورة إقليمية ودولية تتطلب تحمل مجلس الأمن مسؤولياته في حماية الأمن والسلم وفرض وقف العدوان على غزة واحترام القانون الدولي. وأكد أن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والبدء بتنفيذ خطة شاملة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين، هي سبيل وقف التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة.
يأتي هذا بعد أن ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الهجوم الإيراني "كشف طابع التعاون الوثيق الذي يربط إسرائيل والأردن، مشيرةً إلى أن طائرات سلاح الجو الأردني أسهمت في إسقاط المسيرات الإيرانية التي كانت في طريقها إلى إسرائيل.
وفي تحليل أعدته معلقتها للشؤون العربية سمدار بيري، أضافت الصحيفة أن "الأردن سمح أيضاً لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي بالتحليق في أجوائه ومنحها هامش حرية مطلقة بهدف مهاجمة المسيّرات الإيرانية". وأردفت: "أمس وبشكل واضح، كُشف عن التعاون الوثيق بين الأجهزة الأمنية الأردنية ونظيراتها في إسرائيل".
وزعمت الصحيفة أن الدور الأردني في التصدي للهجوم الإيراني ضد إسرائيل كان تحت إشراف الملك عبد الله الثاني، "الذي عمل من وراء الكواليس بوصفه القائد الأعلى للأجهزة الأمنية والاستخبارية الأردنية"، على حد تعبير الصحيفة الإسرائيلية. وأبرزت أن التنسيق الأردني الإسرائيلي المشترك في التصدي للهجوم الإيراني وصل إلى حد اتفاق عمّان وتل أبيب على إغلاق المجالين الجويين لهما وتعطيل العمل في مطاري بن غوريون وعمّان في نفس الوقت.
وشددت على أنه "لا جدال في أن وقوف الأردن الحاد والمطلق إلى جانب إسرائيل ضد إيران سينظر إليه وفق القاموس الدبلوماسي على أنه مفاجأة هائلة". ولم تستبعد الصحيفة أن يراهن صناع القرار في الأردن على دورهم في التصدي للهجوم الإيراني في إقناع تل أبيب بمواصلة تزويد الأردن بماء الشرب والمياه المخصصة للزراعة، وكذا عدم إعاقة حركة نقل البضائع من الأردن إلى الضفة الغربية.