نقلت المليشيات المدعومة من إيران عناصر لها إلى الميادين في دير الزور شرقي سورية، بعد ضربات أميركية طاولت مواقعها وكبدتها خسائر بالأرواح والعتاد، فيما ارتفع عدد القتلى جراء الاشتباكات في مدينة إنخل بريف درعا جنوبي البلاد.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن المليشيات المدعومة من إيران في ريف دير الزور الشرقي نقلت عناصر من البوكمال إلى الميادين مساء أمس بسيارات دفع رباعي، مشيرة إلى نقل مجموعات أخرى من قرية حطلة إلى مدينة البوكمال.
وبحسب المصادر التي فضلت عدم كشف هويتها لدواع أمنية، فإن جل العناصر المنقولين من مليشيا "فاطميون" و"أفغانيون"، وجاء نقلهم بعد تعرض مواقع في دير الزور والبوكمال لقصف أميركي كبد المليشيات خسائر بالأرواح والعتاد، ومن المتوقع أن عملية النقل تهدف لوضع حراسات جديدة للمواقع التي لم تستهدف بعد.
وكان القصف الأميركي قد طاول مواقع في هرابش بمدينة دير الزور وفي محيط البوكمال والميادين، وأدى بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل 19 عسكريا، بينهم 14 من السوريين، و5 من الأجانب المجندين في المليشيات الممولة من الحرس الثوري الإيراني.
ومنذ بداية العام الجاري، تعرضت المواقع التابعة للمليشيات الإيرانية شرقي سورية، أو التحركات على الحدود السورية العراقية لست ضربات جوية، فيما لم تعلن أميركا أو إسرائيل عن تنفيذ كل تلك الضربات.
اشتباكات إنخل
من جهة أخرى، قال الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن حصيلة الاشتباكات في مدينة إنخل ارتفعت إلى قتيلين وجريحين، بينهم عناصر من اللواء الثامن التابع لقوات النظام ومجموعة مسلحة تابعة لفرع أمن الدولة، إثر خلاف بين الطرفين على عمليات نهب وسرقة.
وقال الناشط إن الاشتباكات وقعت بشكل مفاجئ بين مجموعة من اللواء الثامن، التابع حالياً للاستخبارات العسكرية في قوات النظام ومجموعة من فرع أمن الدولة، ما أدى إلى حالة من الذعر بين الأهالي في المدينة، مضيفاً أن الاشتباك هو الثاني خلال يومين فقط بسبب خلافات عالقة بين الطرفين.
وكانت مصادر قد أفادت مساء أمس "العربي الجديد"، بأن شخصاً من المدنيين قتل وأصيب آخر من قوات النظام برصاص طائش ناجم عن الاشتباكات في مدينة إنخل.
وتعيش مدن محافظة درعا حالة مشابهة من الفلتان الأمني، فضلاً عن الهجمات التي يقف وراءها مجهولون، وأدت إلى مقتل وجرح المئات من مدنيين أو عسكريين تابعين للنظام، أو كانوا سابقا معارضين له.
خمسة جرحى باشتباكات مسلحة في حلب
إلى ذلك، أصيب خمسة مدنيين في حي النيرب بمدينة حلب مساء أمس، جراء اشتباكات بين مسلحين تابعين لمليشيات النظام السوري، إثر خلافات شخصية وعائلية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مسلحين من مليشيات "لواء القدس" و"الدفاع الوطني"، التابعة للنظام السوري، اشتبكوا في منطقة حي النيرب بعد خلافات شخصية وعائلية، ما أدى إلى إصابة خمسة مدنيين برصاص طائش، وأضافت المصادر أن من بين المصابين طفلين.
وذكرت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها لدواع أمنية، أن المسلحين ينحدرون من عائلتين لهما خصومات سابقة، وتطورت لاشتباكات مسلحة سببت جرحى وحالة ذعر في المنطقة. وأضافت المصادر أن الجرحى نقلوا إلى مشفى الجامعة ومشفى الرازي.
وأكدت المصادر غياب أمن النظام والشرطة عن المشهد، رغم استمرار إطلاق النار والاشتباك لأكثر من ثلاث ساعات، مضيفة أن المنطقة التي شهدت الاشتباكات قريبة من الطريق المؤدي إلى مطار حلب الدولي.
وذكرت المصادر أن هناك عائلات متسلطة وصاحبة نفوذ في المدينة، نتيجة انتساب أبنائها إلى مليشيات "لواء القدس" و"الدفاع الوطني"، وأبرزها "آل بري" و"العساسنة"، وقد سبق ووقعت اشتباكات بين الطرفين أكثر من مرة في مدينة حلب، نتيجة خلافات على النفوذ، وأدت إلى وقوع قتلى وجرحى.
وفي الثالث عشر من الشهر الجاري وقعت اشتباكات مسلحة بين مجموعتين مسلحتين قرب مدينة حلب، من آل عمران ومن آل زعير، وأدت إلى مقتل ثلاثة من الأخيرة. وذكرت مصادر محلية أن الخلاف كان على شحنة مخدرات.
وتعاني مدينة حلب، ثاني أكبر المدن في سورية، عموماً، من تسلط وسطوة المليشيات المدعومة من إيران، وسط فلتان أمني، وفوضى انتشار السلاح، وتجارة المخدرات، فضلاً عن الإتاوات التي تفرض على التجار.
وكان النظام قد بسيط سيطرته على مدينة حلب كاملة في نهاية عام 2016 بعد حصار ومعارك عنيفة أدت إلى دمار معظم الأحياء الشرقية والجنوبية الشرقية من المدينة. وشنّ النظام الحملة على المدينة حينها بدعم جوي روسي وبري من المليشيات المدعومة إيرانياً.