أخلت مليشيات عسكرية تابعة لـ"الحرس الثوري الإيراني" ومدعومة منه عدداً من مقراتها العسكرية المنتشرة بريف محافظة دير الزور، شرق سورية، وذلك تحسباً لتوجيه أي ضربات أميركية أو إسرائيلية خلال الفترة المُقبلة.
وقال الناشط فراس علاوي، رئيس تحرير موقع "الشرق نيوز"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "المليشيات الإيرانية أنزلت خلال الـ24 ساعة الماضية راياتها وأعلامها وأخلت عدداً من مقراتها العسكرية المنتشرة في محيط مدينة البوكمال على الحدود العراقية - السورية، وصولاً إلى بادية الدوير، شرق محافظة دير الزور، شرق سورية".
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست"، أمس الأحد، نقلاً عن وثائق سرية أميركية مُسربة نُشرت على منصة "ديسكورد"، أنّ "إيران ووكلائها يمكن أنّ يهاجموا القوات الأميركية في سورية عن طريق إرسال أسلحة مخبأة في المساعدات الإنسانية التي تدفقت على المنطقة بعد الزلزال الكارثي".
وبحسب الوثائق الأميركية الاستخباراتية المُسربة، فإن "إيران هربت أسلحة هجومية إلى سورية تتضمن كمية غير معروفة من الأسلحة الخفيفة والذخيرة والطائرات المسيرة"، مبينةً أنّ "هذه الشحنات جاءت من العراق عبر أعمدة سيارات في 7 شباط / فبراير الماضي، أي بعد يوم من الكارثة التي دمرت العديد من المنازل والمباني"، مُشيرةً إلى أنّ "جماعة مسلحة مقرها العراق قامت بترتيب نقل بنادق وذخيرة و30 طائرة بدون طيار مخبأة في طوابير المساعدات لشن هجمات مستقبلية على القوات الأميركية".
ولفت علاوي إلى أنّه "في كل فترة هناك عملية تغيير وتمويه بالنسبة للمليشيات الإيرانية في ريف محافظة دير الزور"، مشدداً على أنّ "المليشيات الإيرانية تُهيمن على منطقة البوكمال بريف دير الزور الشرقي بشكل عام، من أجل تأمين خطوط الإمداد عبر الأراضي العراقية، لذلك تحركاتها دائماً تكون على هذا النمط، وهي تحاول دائماً تأمين طريق البادية براً انطلاقاً من الحدود السورية - العراقية، مروراً بالتنف، وصولاً إلى مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي".
وأوضح الناشط أنّ "هذا الطريق لا تستطيع إيران تأمينه جواً، لأن الطائرات الإيرانية تُستهدف بُمجرد أنّ تحط في المطار، لذلك في كل مرة تعمل المليشيات الإيرانية على تمويه مقراتها أو تغييرها أو وضع أعلام النظام على تلك المقرات، خاصة بعد نشر مثل هذه التسريبات".
وأكد علاوي أنّه "طالما أنّ هناك تسريبات أميركية فإنّ هناك ضربات قادمة للمليشيات الإيرانية في تلك المنطقة والمواقع التي تمت الإشارة لها، من أجل تطبيق الاستراتيجية الأميركية والإسرائيلية التي تريد منع استقرار إيران في منطقة شرق ووسط سورية، الاستراتيجية لا تقول القضاء على الإيرانيين في سورية، وإنما منع استقرارها وتوسيع نفوذها أكثر في المنطقة".
وكانت المليشيات الإيرانية قد بدأت قبل نحو سنة بعمليات تصنيع راجمات للصواريخ بالقرب من مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، شرق سورية، بإشراف خبراء عراقيين وإيرانيين تابعين بشكلٍ مباشر لمليشيا "الحرس الثوري الإيراني"، في تحول كبير للاستراتيجية العسكرية للمليشيات الإيرانية في سورية، كما تضمنت تلك الخطوة استكمال الاستراتيجية الإيرانية في تعزيز نفوذها والعمل على ترسيخ سيطرتها بشكلٍ أكبر في المنطقة.