المنافسة بين ترامب وبايدن تحتدم في الولايات المتأرجحة.. والعين على اللاتينيين
قبل بضعة أيام على الانتخابات الرئاسية الأميركية، تحتدم المنافسة بين الرئيس دونالد ترامب، وغريمه الديمقراطي، جو بايدن، في ظل سعيهما للظفر بأصوات الناخبين بالولايات المتأرجحة التي تلعب دوراً حاسماً في النتيجة النهائية، مع اهتمام خاص بالناخبين اللاتينيين الذين قد يعزز تصويتهم حظوظ المتنافسين.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الأيام الأخيرة التي تسبق رئاسيات 2020 تشهد محاولات من حملة ترامب لاستغلال ميل المتحدرين من أميركا الجنوبية المحافظين لجهة منح أصواتهم للرئيس الأميركي، ما أحيا الآمال لدى القائمين على الحملة بأن يسعف ذلك في تقليص أي هوامش يمكن أن يكسب من خلالها بايدن الرئاسيات في ولايات تتقارب فيها النتائج مثل بنسلفانيا وتكساس.
وتظهر استطلاعات الرأي أن بايدن متقدم بفارق كبير على ترامب على مستوى البلاد، لكن الفارق أقل في الولايات المتأرجحة التي تلعب دورا حاسما في النتيجة النهائية، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".
وأمس الخميس كشفت حملة ترامب الانتخابية عن إعلان تلفزيوني موجه للاتينيين المقيمين جنوبي ووسط فلوريدا، وولايتي أريزونا ونيفادا سعى إلى الربط بين آمال الجاليات المهاجرة وتعامل ترامب مع أزمة فيروس كورونا.
I was thrilled to be back in my home state of FLORIDA! 5 days from now, we are going to win FLORIDA, and we are going to WIN 4 more years in the White House. Get out and VOTE! MAKE AMERICA GREAT AGAIN!! pic.twitter.com/cbk66G7tlU
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) October 29, 2020
وجاء في الإعلان الذي ترجمته عن الإسبانية "واشنطن بوست": "لماذا أتينا هنا؟ لماذا تخلينا عن كل شيء من أجل أن نبدأ من جديد؟ لأنه هنا، جميعنا نحظى بالفرضة لتحقيق أحلامنا وتقديم مستقبل أفضل لأسرنا. اليوم نقرر إذا ما كنا سنحفظ الحلم الأميركي أو سنسمح للجائحة بتهديد مصيرنا"، قبل أن يضيف: "ومثل الرئيس ترامب، سوف نفوز في هذه الحرب ضد فيروس كورونا وسنواصل الكفاح من أجل شعبنا".
In campaign’s waning days, both candidates seek to shore up support with Latino voters https://t.co/3XNfsxXqGu
— The Washington Post (@washingtonpost) October 30, 2020
في المقابل، أعلن بايدن الخميس بأنه سيوقع أمراً تنفيذياً في اليوم الأول لتسلمه مهامه الرئاسية لإنشاء مجموعة عمل لإيجاد أباء من يقول إنهم 545 من القاصرين الذين مازالوا بعيدين عن أسرهم بسبب قمع ترامب لعمليات الهجرة على الحدود الأميركية المكسيكية. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن مخطط بايدن تم نشره من خلال إعلان على الوسائط الرقمية، ويركز على ما تقول الحملة إنه ظروف "غير إنسانية" على الحدود.
وتظهر استطلاعات الرأي أن المتحدرين من أميركا الجنوبية قد تكون لهم كلمة الحسم في الولايات المتأرجحة، سواء بنيفادا أو أريزونا التي تحولوا داخلها لقوة سياسية، أو بولايات أخرى مثل ميشيغن وكارولينا الشمالية، التي أصبحوا فيها جزءا مهماً من الهيئة الناخبة. وبحسب معهد "بيو" للأبحاث فإن نحو 32 مليون من اللاتينيين يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية.
تقارب في فلوريدا
من جانب آخر، أظهر استطلاع "رويترز/إبسوس" يوم الأربعاء أن ترامب تعادل تقريبا مع بايدن في ولاية فلوريدا بحصول الأخير على تأييد 49 في المئة من المشاركين وترامب على 47 في المئة.
ولفلوريدا، التي يبلغ عدد الأصوات المخصصة لها في المجمع الانتخابي 29 صوتا، أهمية كبرى في الانتخابات التي تجري يوم الثلاثاء المقبل، وكان فوز ترامب في فلوريدا في عام 2016 حاسما في فوزه المفاجئ بالانتخابات.
واحتشد الآلاف، كثيرون منهم دون كمامات، في لقاء جماهيري في الهواء الطلق في تامبا يوم الخميس، واستمعوا إلى ترامب وهو يسخر من منافسه، النائب السابق للرئيس.
وقال ترامب، وفق ما أوردته وكالة "روريترز": "هل تتخيلون الخسارة أمام هذا الرجل؟ هل تتخيلون؟"، مضيفا أنه واثق من الفوز بولاية ثانية.
أما بايدن فعقد لقاء مفتوحا في نفس الوقت في برووارد كاونتي شمالي ميامي، ظل المشاركون فيه في سياراتهم تجنبا لاحتمال انتشار عدوى فيروس كورونا، وقال بايدن "دونالد ترامب استسلم" في معركة كوفيد-19.
كما وجه بايدن انتقادات لترامب لدفعه ضرائب اتحادية قليلة للغاية. كانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد ذكرت الشهر الماضي أن ترامب دفع 750 دولارا فقط ضرائب اتحادية في عامي 2016 و2017، ولم يدفع أي ضرائب دخل في عشرة من بين الخمسة عشر عاما السابقة. وبعث ترامب رسائل متباينة بشأن التقرير، حيث لم ينكر ما ورد فيه بشكل مباشر، لكنه قال في بعض المناسبات إن الأرقام "خطأ".
انتعاش اقتصادي
إلى ذلك، حقق الاقتصاد الأميركي انتعاشا في إجمالي الناتج الداخلي خلال الفصل الثالث، وفق التقديرات الأولية لوزارة التجارة، وذلك بعد التراجع التاريخي الذي سجل في الربيع جراء تفشي فيروس كورونا وشل النشاط الاقتصادي.
وبلغ النمو، وفق هذه التقديرات، نسبة 33,1 في المئة، ما يعني أن البلاد بدأت تخرج شيئا فشيئا من الركود، مع الأخذ بالاعتبار أن جزءا كبيرا من النمو سببه المساعدات الكبيرة التي دفعتها الحكومة الفدرالية لعائلات والشركات لمواجهة تداعيات تفشي فيروس كورونا، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس".
Donald Trump is on track to become the worst jobs president in modern American history. pic.twitter.com/gmjwbHeuOS
— Joe Biden (@JoeBiden) October 29, 2020
وسارع ترامب الى استغلال النتيجة الصادرة قبل أيام من الانتخابات الرئاسية، فقال في تغريدة على "تويتر"، "السنة المقبلة ستكون رائعة!"، مضيفا "أنا جد سعيد أن يكون هذا الرقم الممتاز لإجمالي الناتج الداخلي صدر قبل الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر".
GDP number just announced. Biggest and Best in the History of our Country, and not even close. Next year will be FANTASTIC!!! However, Sleepy Joe Biden and his proposed record setting tax increase, would kill it all. So glad this great GDP number came out before November 3rd.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) October 29, 2020
ويرى خبير الاقتصاد جويل ناروف أن "لا أهمية كبرى" للانتعاش الحاصل، "باستثناء بعض الدعاية السياسية. سيكون الرقم تاريخيا ولا معنى له لأنه لن يكشف لنا الكثير عن آفاق المستقبل".
وبالفعل تراجع أول اقتصاد في العالم كثيرا في الربيع لدرجة أنه مهما كان معدل الانتعاش، لن يكون كافيا للعودة الى مستوى العام الماضي.
وكان الاقتصاد الأميركي دخل في الفصل الثاني في مرحلة ركود وتراجع بنسبة 31,4% بعد تراجع ب5% في الفصل الأول. وقالت حملة ترامب إنه تم تأجيل تجمع انتخابي في فيتفيل في كارولينا الشمالية، كان مقررا مساء الخميس، بسبب تحذير متعلق بالإعصار زيتا. ويعتزم الرئيس العودة إلى الغرب الأوسط اليوم الجمعة حيث سيعقد لقاءات في ميشيغن وويسكونسن ومينيسوتا. ويخطط لزيارة عشر ولايات إجمالا في الأيام الأخيرة من الحملة، فيما يتوقع أن يزور بايدن ولايات ويسكونسن ومينيسوتا وأيوا الجمعة.
80 مليون صوتوا مبكراً
من جهة أخرى، أدلى أكثر من 80 مليون أميركي بأصواتهم مبكرا قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، وفق إحصاء جار من مشروع الانتخابات الأميركية.
وأحصى المشروع 80 مليونا و721 ألفا و858 صوتا مبكرا، منها أكثر من 52 مليونا صوتوا عبر البريد.
ولا يزال الديمقراطيون يشكلون الجزء الأكبر من أولئك الذين صوتوا في وقت مبكر، لكن حصتهم تراجعت إلى 46.8٪ من المجموع، بانخفاض عن 48٪ يوم الإثنين.
ووصلت حصة الجمهوريين من إجمالي الأصوات إلى 29.7٪، في حين حافظ الناخبون الذي اختاروا عدم التصريح علانية بانتمائهم إلى حزب معين على نسبة 22٪ من الأصوات.
وتجاوزت الزيادة في التصويت المبكر الرقم الذي شوهد في عام 2016، عندما أدلى حوالي 58 مليون شخص بأصواتهم مبكرا، وفق تقارير إعلامية محلية.