غيب الموت القاضية المصرية السابقة في المحكمة الدستورية العليا تهاني الجبالي، اليوم الأحد، عن عمر ناهز 71 عاماً، إثر إصابتها بفيروس كورونا ونقلها قبل نحو أسبوع إلى مستشفى العجوزة الحكومي في محافظة الجيزة نتيجة تدهور حالتها الصحية، ومن المقرر تشييع جثمانها إلى مثواه الأخير في مسقط رأسها عقب صلاة الظهر بمسجد عوارة في مدينة طنطا بمحافظة الغربية.
وعينت الجبالي، وهي محامية في الأصل، ضمن هيئة المستشارين في المحكمة الدستورية بقرار جمهوري من الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك في عام 2003، ارتباطاً بعلاقتها الوطيدة بقرينته سوزان ثابت، علماً أنها عملت في مجال المحاماة مدة 30 عاماً منذ تخرجها من كلية الحقوق - جامعة المنصورة عام 1973، ولم تكن لها صلة بمجال القضاء طيلة هذه الفترة.
وولدت الجبالي في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1950، وهي أول امرأة مصرية تتولى منصباً قضائياً رفيعاً في الحقبة المعاصرة، وأثار قرار تعيينها في القضاء - رغم عملها في المحاماة - حالة من الجدل الواسع في الأوساط القضائية في مصر، نظراً للتشكيك في مؤهلاتها القانونية لشغل هذا المنصب.
ولعبت الجبالي دوراً هاماً في تأجيج المواطنين إعلامياً ضد حكم الرئيس المنتخب الراحل محمد مرسي والتشكيك في قراراته، لا سيما من الناحية القانونية، بعدما أفردت لها القنوات الفضائية المملوكة لرجال الأعمال المناوئين له (آنذاك) مساحات كبيرة من توقيتاتها، للطعن في قرارات مرسي والادعاء بأنها غير دستورية.
وسرعان ما تحولت الجبالي إلى أحد أبرز المؤيدين لانقلاب الجيش على أول رئيس مدني للبلاد عام 2013، وتعطيل العمل بالدستور الذي طالما دافعت عن مواده نكاية في مرسي، زاعمة أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى إلى هدم منظومة القضاء، بحجة أن حملات التشكيك في الأحكام الصادرة ببراءة جميع رموز نظام مبارك هدفها هو "إضعاف مصداقية القضاء المصري لدى الرأي العام".
واستبعدت الجبالي من منصب نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا بموجب التعديلات الدستورية عام 2012، التي قلصت عدد قضاة المحكمة من 19 إلى 11 عضواً، مع وضع نص انتقالي يقضي بعودة كل القضاة المستبعدين فور إقرار الدستور إلى مناصبهم السابقة.
وهاجمت الجبالي مرسي بضراوة عقب إعلانه الدستوري في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، مدعية أنه فقد شرعيته رئيساً للبلاد، وبات يمثل خطراً على مدنية الدولة، داعية إلى تأسيس حركة معارضة ضده قبيل أحداث 30 يونيو/ حزيران 2013، لمواجهة ما أطلقت عليه "الفاشية الدينية التي تحكم مصر".
ورداً على استبعادها من المشهد السياسي في أول انتخابات نيابية خلال حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، هاجمت الجبالي قائمة "في حب مصر" المدعومة من الأخير، متهمة قياداتها باستخدام "المال السياسي" للفوز بجميع مقاعد البرلمان عام 2015، وهو ما أثار حفيظة المسؤولين عن القائمة الذين هددوها باتخاذ التدابير القانونية اللازمة للرد على ما نُسب إليهم من اتهامات.