بدأت الوفود المشاركة في الاجتماع الرباعي (يضم تركيا والنظام السوري وروسيا وإيران) بموسكو محادثاتها الثنائية، اليوم الاثنين، في إطار مسار التقارب التركي مع النظام السوري بعد أسابيع من التأجيل.
وقالت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا"، إن وفد النظام بدأ المباحثات اليوم مع الوفد الإيراني في مقر السفارة السورية بموسكو.
وقالت الوكالة: "بدأت مباحثات الوفد السوري برئاسة الدكتور أيمن سوسان مع الوفد الإيراني، برئاسة كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي في مقر السفارة السورية في موسكو، بحضور سفير سورية لدى روسيا الاتحادية بشار الجعفري".
ومن المتوقع أن يلتقي وفد النظام السوري لاحقاً بالوفدين الروسي والتركي، بعيد عقد لقاءات ثنائية بين بقية الوفود.
ويشكل هذا الاجتماع، اللقاء الرسمي السياسي الأول المعلن بين النظام وتركيا منذ عام 2012، بعد موجة تصريحات إعلامية عن رفض وقبول النظام لإعادة العلاقات مع تركيا التي تقترب من الانتخابات الرئاسية في 14 مايو/أيار المقبل.
ومنذ القطيعة عام 2012 عُقد في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي في العاصمة الروسية موسكو، أول اجتماع ثلاثي بين وزراء دفاع روسيا وتركيا والنظام السوري ومسؤولي الاستخبارات، ولم تتضح نتائج ذلك الاجتماع الذي سبقته اجتماعات أمنية غير معلنة.
وبدأ المسار التركي نحو التطبيع مع النظام السوري منذ بداية العام الماضي بإعادة العلاقات الاستخباراتية، ولم يعلن عن ذلك حتى أغسطس/آب 2022، بتسريبات إعلامية لحقها تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو عن لقائه بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد في قمة حركة عدم الانحياز في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وفي أغسطس 2022، دعا جاووش أوغلو إلى المصالحة بين النظام والمعارضة، وهو ما لقي موجة من الانتقاد في شمالي سورية الخاضع للمعارضة.
ونقلت وسائل إعلام عن رئيس وفد النظام إلى موسكو أيمن سوسان، أمس الأحد، قوله إن الوفد سيركز بالتحديد على إنهاء الوجود العسكري التركي على الأراضي السورية، ومكافحة الإرهاب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
إلى ذلك، أكد جاووش أوغلو، أنّ نواب وزراء خارجية تركيا، وروسيا، وإيران، والنظام السوري، سيجتمعون في روسيا اليوم الاثنين وغداً الثلاثاء 3 و4 إبريل/ نيسان الجاري.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحافيين بـ"البيت التركي" بنيويورك التي يزورها لمشاركته بجلسة خاصة بمناسبة اليوم العالمي لمشروع "صفر نفايات"، الذي أعلنته الأمم المتحدة في 30 مارس/ آذار من كل عام.
وأشار جاووش أوغلو، وفق "الأناضول"، إلى أنّ نظيره الروسي سيرغي لافروف سيزور تركيا في 6 و7 إبريل الجاري. وأوضح أنهما سيبحثان خلال زيارة لافروف العلاقات الثنائية، واتفاقية الحبوب، وسبل تمديدها إلى 120 يوماً، بعد موافقة روسيا على 60 يوماً فقط.
ومن المقرر أن يبحث الوزيران التركي والروسي التطورات في ليبيا وغيرها من القضايا الإقليمية، وفق جاووش أوغلو.
وقال الوزير التركي: "كما تعلمون بدأت مرحلة تواصل مع سورية، وروسيا تستضيفها وتساهم في تسهيلها، وفي وقت لاحق شاركت إيران في هذه المحادثات".