حاولت قوات النظام السوري بدعم من الطيران، ليلة الخميس/الجمعة، التقدم والتسلل إلى نقاط فصائل عمليات "الفتح المبين" التابعة للمعارضة السورية، على محاور القتال بريف حلب الغربي، وريف إدلب الشرقي، من دون إحراز أي تقدم.
وقالت مصادر عسكرية عاملة في غرفة عمليات "الفتح المبين"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مجموعات عسكرية من قوات النظام بمساندة مليشيات مدعومة من روسيا حاولت، ليلة الخميس/الجمعة، التسلل إلى نقاط فصائل "الفتح المبين" على محور "الفوج 46" بريف حلب الغربي، ومحور النيرب بريف إدلب الشرقي، بالتزامن مع قصف بصواريخ "أرض - أرض" ثقيلة من نوع "جولان"، استهدف منازل المدنيين في بلدة معارة عليا بريف إدلب الشرقي، بالإضافة إلى قصف مدفعي استهدف منازل المدنيين في مدينة سرمين، ما أسفر عن احتراق سيارة مدنية، بالإضافة إلى أضرار مادية لحقت ببعض منازل المدنيين.
وكانت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين"، المتمثلة بـ"هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير" و"جيش العزة"، قد نفذت عدة عمليات انغماسية، خلال الأسبوعين الماضيين، في أرياف إدلب وحماة وحلب، أدت إلى مقتل وجرح العشرات من عناصر وضباط قوات النظام، سبقتها محاولات من قوات النظام للتقدم على محاور جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، من دون إحراز أي تقدم يذكر.
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" العامل ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين"، العقيد مصطفى بكور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "هذه العمليات تندرج في إطار إيصال رسالة إلى الجهات التي تسعى للمصالحة مع النظام، داخلية كانت أو خارجية، بأن الموجودين على الأرض يرفضون المصالحة ومتمسكون بأهداف الثورة، وأولها إسقاط النظام، وأنهم لم يتخلوا عن السلاح، وأن الخيار العسكري لم يحذف من أجندتهم رغم إعطائهم الفرصة للمسار السياسي الذي طرحه الضامنون، ثم أثبت فشله في تحقيق طموحات السوريين".
وأكد بكور أن "عمليات التسلل الفاشلة، التي قامت بها المليشيات على نقاط رباط الثوار، تأتي كمحاولة لإثبات الوجود أمام الحاضنة الشعبية للنظام، التي تئن تحت وطأة الأحوال المعيشية السيئة".
ولا يتوقع القيادي في المعارضة السورية في ظل الظروف الدولية الحالية "تصعيداً كبيراً، وقد تشهد الفترة الحالية عمليات تسلل متبادلة فقط، قد تستمر مدة معينة خلال الأشهر القادمة، كمحاولة من كل طرف لإرسال رسالة إلى الطرف الآخر بأننا موجودون"، مشدداً على أن "الفصائل، وبسبب المتغيرات الأخيرة على الأرض بعد سقوط ريف حماه الشمالي وجزء من ريف إدلب الجنوبي، أصبحت تختار العمليات النوعية الانغماسية خلف خطوط العدو، ذلك لأنها الخيار الأنسب للضغط على العدو وإرهاقه، ريثما تتاح الظروف المناسبة لتحرير الأرض".