شنت طائرات حربية روسية غارات جديدة على عدة مناطق في ريف إدلب الجنوبي، شمال غربي سورية، فيما تتواصل الاشتباكات والقصف المتبادل بين فصائل المعارضة وقوات النظام في المنطقة.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أنّ طائرات حربية روسية قصفت، بعد ظهر اليوم الأربعاء، بلدة الفطيرة بريف إدلب الجنوبي، بالصواريخ، تزامناً مع قصف البلدة بقذائف الهاون من جانب قوات النظام السوري التي وجهت أيضاً مدفعيتها الثقيلة إلى منازل المدنيين في قرية آفس بريف إدلب الشرقي، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات بشرية.
وبحسب المصادر ذاتها، فإنّ 4 عناصر من قوات النظام قتلوا، اليوم الأربعاء، إثر كمين لفصيل "أنصار التوحيد" على محور الملاجة بجبل الزاوية جنوبي إدلب، وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل على المحور نفسه.
وتستميت قوات النظام في محاولة السيطرة على المحور، إذ كثفت قصفها المدفعي والصاروخي على قرى وبلدات الفطيرة، كنصفرة، سفوهن، كفرعويد في ريف إدلب الجنوبي، فيما دمرت الفصائل دبابة لقوات النظام كانت تحاول التقدم من جهة حزارين بجبل الزاوية جنوبي إدلب.
وتمكنت الفصائل، اليوم وأمس، من صدّ محاولتي تقدم لقوات النظام على تلة الملاجة، وسط أنباء عن التوصل لهدنة عرضتها روسيا على تركيا لوقف الطلعات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي، بدءاً من الساعة الثانية عشرة من فجر اليوم، إلا أن النظام والمليشيات الإيرانية لم يلتزما بها، وحاولا التقدم بالدبابات على تلة الملاجة بعد ساعة من دخول الهدنة حيز التنفيذ.
كما قصفت فصائل المعارضة بالمدفعية الثقيلة مواقع قوات النظام في مناطق كفرنبل والدار الكبيرة وحزارين، ومعرة موخص، وذلك رداً على قصف قوات النظام الذي أسفر منذ بداية التصعيد الحالي، مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، عن مقتل 5 مدنيين، بينهم أربعة أطفال، في قرى وبلدات أرياف إدلب وحلب، إضافة لحركة نزوح من مناطق جبل الزاوية.
نزوح آلاف المدنيين
إلى ذلك، وثق فريق "منسقو استجابة سورية" نزوح ثمانية آلاف مدني جراء عمليات القصف الأخيرة في مناطق ريف إدلب الجنوبي ومناطق شرق سورية على يد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)".
وطالب بيان أصدره الفريق، اليوم الأربعاء، "جميع الجهات المعنية بالشأن السوري بضرورة العمل على إيقاف عمليات النزوح"، من خلال منع تكرار العمليات العسكرية وزيادة الخروقات بشكل يومي من قبل قوات النظام وروسيا على المنطقة.
ولفت الى تسجيل حركة نزوح جديدة لمئات العائلات في قرى ومناطق جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، نتيجة استمرار التصعيد العسكري وزيادة وتيرة استهداف الأحياء السكنية والأراضي الزراعية في المنطقة باتجاه القرى والبلدات الآمنة نسبياً والمخيمات البعيدة عن المناطق المتاخمة للعمليات العسكرية، إضافةً إلى سقوط العشرات من الضحايا والإصابات بين المدنيين جلهم من الأطفال والنساء.
وذكر البيان أنه منذ بداية التصعيد العسكري لقوات النظام السوري وروسيا على شمال غربي سورية، منذ مطلع شهر سبتمبر/ أيلول، جرى توثيق مقتل 10 مدنيين وإصابة 36 آخرين، واستهداف المنطقة بأكثر من 189 مرة بينها 46 غارة جوية من الطائرات الحربية الروسية إضافة لاستهداف أكثر من 22 منشأة خدماتية وطبية ومدارس ومخيمات.
الائتلاف السوري يشجب التصعيد
من جهته، شجب الائتلاف الوطني السوري "التصعيد الخطير من قبل نظام الأسد وروسيا على مناطق جبل الزاوية وريف حلب الغربي"، وتصعيد مليشيا "قسد".
وقال الائتلاف، في بيان له، اليوم الأربعاء، إنّ هذا التصعيد على مناطق المدنيين "يشكل خطراً على حياة ملايين الأشخاص في المناطق المحررة، ولا سيما أن عدد الهجمات زاد عن الـ500 هجمة خلال العام الحالي، كما ينذر بموجة نزوح جديدة. وطالب "الجيش الوطني السوري" المعارض بأن يكون "الرادع لمثل هذا القصف الإجرامي حفاظاً على حياة المدنيين".