أصيب عدد من المدنيين جراء قصف قوات النظام السوري عدداً من البلدات في ريف درعا الغربي، جنوبي سورية، اليوم الجمعة، وجاء ذلك بينما يتواصل تطبيق اتفاق درعا البلد لليوم الخامس على التوالي.
وذكر الناشط محمد الشلبي، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات نظام بشار الأسد واصلت اليوم عمليات التفتيش بدرعا البلد برفقة الشرطة العسكرية الروسية، وسط عودة متواصلة للأهالي الذين أجبروا على النزوح من مناطقهم في وقت سابق. ووفق الشلبي، فمن المتوقع أن تسعى قوات النظام إلى مد الاتفاق ليشمل منطقتي المخيم وطريق السد بحيث يُخير رافضوه بين تسليم سلاحهم أو الترحيل أو مواجهة عملية عسكرية.
وكانت قوات النظام قد انسحبت، أمس الخميس، من حواجز ونقاط النخلة والشياح والمزارع التي كانت تحاصر انطلاقاً منها درعا البلد، بعد انسحابها من حاجز السرايا وبذلك ينتهي حصار المنطقة الذي دام نحو 80 يوماً.
إلى ذلك، أصيب 3 أطفال على الأقل إثر قصف مدفعي لقوات النظام، قبيل منتصف ليلة أمس الخميس، على بلدة تسيل غربي درعا، فضلاً عن دمار أصاب الأماكن المستهدفة.
كما قصفت قوات النظام بالمدفعية بلدة نافعة التي تبعد مسافة 5 كيلومترات عن بلدة تسيل، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات. وسبق القصف بساعات قليلة، سحب عناصر من حاجزين عسكريين لقوات النظام، أحدهما قرب تسيل، والآخر قرب نافعة، وفق شبكات محلية.
وكان قد أُصيب 7 مدنيين بقصف مدفعي لقوات النظام على بلدة تسيل، أول أمس الأربعاء.
وأفاد موقع "تجمع أحرار حوران" (تجمع لصحافيين وناشطين ينقل أحداث الجنوب السوري) بأنّ قوات النظام المتمركزة في "اللواء 12" بمنطقة إزرع، قصفت، فجر اليوم الجمعة، بقذائف المدفعية، محيط بلدة مليحة العطش بريف درعا الشرقي، مشيرا إلى أنه سبق ذلك نشوب خلاف بين أفراد من عشائر البدو بالقرب من الحاجز العسكري شمال بلدة مليحة العطش.
وتوفي شاب متعاون مع الأمن العسكري التابع للنظام، متأثراً بجراحه التي أصيب بها، جراء استهدافه بطلقات نارية من قبل أشخاص مجهولي الهوية وسط المدينة نوى في ريف درعا الغربي.
وتأتي هذه التطورات في أرياف درعا وسط توقعات بأن تكون هي الهدف التالي لقوات النظام بعد الانتهاء من تطبيق الاتفاق في مناطق درعا البلد والمخيم وطريق السد.
إلى ذلك، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام، أنّ محافظة درعا سيّرت، اليوم الجمعة، حافلتي نقل داخلي لنقل الأهالي العائدين إلى أحياء درعا البلد. وقال رئيس مجلس المدينة، أمين العمري، للوكالة إنّ هذه المبادرة "تسهم في تخفيف الأعباء المالية على المواطنين الذين أمضوا قرابة شهر ونصف الشهر في مراكز الإقامة المؤقتة وعند أقاربهم".
وبعد عودة جزء من الأهالي إلى درعا البلد، اتضح حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة جراء القصف المكثف لها من جانب قوات النظام خلال الأسابيع الفائتة. وتسبب القصف في تدمير كبير بالبنية التحتية للمدينة وخاصة المدارس والمنازل، حيث دمرت بشكل شبه كامل مدارس العصماء والحديثة والدرة والبحار، فيما تضررت مدارس أخرى بشكل جزئي.
كما تعرضت عدة مساجد لقصف ممنهج خلف أضرارا كبيرة، منها المسجد العمري التاريخي، ومسجد الدكتور غسان ومسجد القبة ومسجد المنصور ومسجد الحمزة والعباس ومسجد سعد بن أبي وقاص ومسجد أبو هريرة ومسجد الحسين. كما استهدفت قوات النظام نقطة طبية بالرشاشات الثقيلة، ما أدى إلى إخلائها.
من جهة أخرى، قال المحامي عاصم الزعبي مدير مكتب توثيق الانتهاكات في "تجمع أحرار حوران"، إنّ قوات النظام صعّدت عمليات الاعتقال بحق أبناء درعا، خلال الثلث الأول من شهر سبتمبر/أيلول الجاري، بالتزامن مع الحملة العسكرية التي شنتها على عدة أحياء في مدينة درعا.
وأضاف الزعبي أنه ومن خلال مقارنة أعداد المعتقلين في الشهر الجاري مع عددهم خلال الشهر الفائت، "نلاحظ أنّ هناك زيادة كبيرة في الاعتقالات التي تنفذها الأجهزة الأمنية، حيث وصل عدد المعتقلين خلال 8 أيام من شهر سبتمبر إلى 40 معتقلاً، الأمر الذي زاد مخاوف الأهالي في المحافظة.
وأشار، في تصريح له، إلى أنّ معظم الاعتقالات تمت خلال عمليات دهم للمنازل في عدد من مدن وبلدات المحافظة، وخاصة مدينة الشيخ مسكين التي بلغ عدد المعتقلين فيها 15 معتقلاً، إضافة إلى الاعتقالات بحواجز النظام الأمنية المنتشرة داخل المحافظة وعلى مداخلها.
المعارضة تصد محاولة تسلل في ريف إدلب
وفي شمال غربي البلاد، أحبطت فصائل المعارضة العسكرية، فجر اليوم الجمعة، محاولة تسلل مجموعة من قوات نظام بشار الأسد على إحدى جبهات ريف إدلب الجنوبي.
وذكر الناشط محمد المصطفى، لـ"العربي الجديد"، أنّ مجموعة من قوات النظام والمليشيات المساندة لها، حاولت، عند منتصف الليل، التسلل نحو نقاط فصائل المعارضة على محور قرية فليفل جنوبي إدلب، فتصدت لها فصائل المعارضة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم وتراجعهم إلى موقع انطلاقهم.
وتشهد بلدات وقرى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي قصفاً برياً وجوياً مكثفاً من قبل قوات النظام السوري وحليفه الروسي، تسبب بمقتل وجرح العشرات من المدنيين بينهم أطفال ونساء، في حين تستهدف فصائل المعارضة العسكرية معسكرات ومواقع تمركز قوات النظام ومليشياته رداً على القصف.
في غضون ذلك، شنت طائرات حربية روسية غارات على بادية حمص وسط البلاد، مساء أمس الخميس، بعد غارات مماثلة استهدفت قبل ذلك بساعات بادية الشولا والرصافة وأثريا والسخنة ومواقع في جبل البشري.
وجاءت الغارات بعد مقتل جندي روسي وإصابة أخر إثر تفجير استهدف عربة مدرعة في محافظة حمص.
وجاءت الغارات كذلك بعد هجمات مباغتة لخلايا تنظيم "داعش" الإرهابي على مواقع قوات النظام والمسلحين الموالين لها ولروسيا، عبر استهداف الأرتال والأليات العسكرية المتنقلة بين النقاط وزرع العبوات الناسفة والألغام على الطرقات التي تسلكها.
وكانت كل من قوات النظام والمليشيات الموالية لها ولروسيا وعلى رأسها "الفيلق الخامس" قد بدأت، في 7 سبتمبر/أيلول الحالي، حملة تمشيط في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم "داعش".