أعلن وفد حزب النصر التركي المتطرف المعارض، اليوم الأربعاء، رفض النظام السوري دخول عضوين من وفده المرسل إلى دمشق من أصل 3 أشخاص يشكلون الوفد، والسماح لعضو واحد فقط بالدخول.
وقال رئيس الوفد ووزير الخارجية السابق شكري سنا غوريل في تصريح نقلته قناة خلق المعارضة إن "وفد الحزب كان يتكوّن من 4 أشخاص وانخفض إلى 3 أشخاص، ثم حين وصل إلى الحدود السورية لم يسمح بدخول سوى عضو واحد فقط".
وأمس، أعلن وفد الحزب في مطار أضنة توجهه من المطار إلى بيروت وبعدها إلى دمشق، دون أن يتمكن زعيم الحزب العنصري أوميت أوزداغ من الذهاب إلى مناطق سيطرة النظام بسبب عدم تمكنه من الحصول على تأشيرة دخول، فيما قال صحافي إن تأشيرته ألغيت من قبل النظام.
ويرأس الوفد نائب رئيس الحزب ووزير الخارجية السابق شكري سنا غوريل، ويضم المسؤول عن السياسات الأمنية في الحزب فكرت باير، ومسؤول وسائل التواصل الاجتماعي نزيه إلتر قارمان، الذي سمح له فقط بالدخول.
وقال غوريل في تصريحه اليوم: "وصلنا أمس إلى الحدود السورية، عضو الوفد نزيه قارمان لديه جواز سفر عمومي، فسمح له بدخول مناطق النظام، ولكن لدي جواز سفر دبلوماسي، وفكرت باير لديه جواز سفر أخضر (جواز سفر خاص لكبار موظفي الدولة)، فلم يسمح لنا بالدخول".
وأضاف: "لم يسمح لي بالدخول رغم أني دخلت البلاد في عام 2016 باسم صحيفة البلد عبر جواز سفر دبلوماسي ولم يحصل أي إشكال آنذاك، ورفضت الدخول لمناطق النظام بوثائق أخرى غير التي لدي".
وأكد: "نحن حالياً في بيروت، سيعمل نزيه قارمان بعد عبوره إلى مناطق النظام على مشاركة المشاهد المطلوبة، هدفنا إظهار أن الحرب انتهت في سورية، وسنعمل على تنفيذ هذا الهدف".
وكان غوريل أمس قد أفاد في حديثه عن أهدافهم من الزيارة بقوله "سنقوم بزيارتنا هذه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المشروعة من أجل إظهار عدم وجود ظروف سلبية في البلاد، وأن الحياة تسير على طبيعتها هناك".
وأضاف: "ندافع عن مسألة انتهاء الحرب في البلاد وتشكل ظروف السلام في البلاد، وهو ما يعني عودة السوريين الذين هم تحت الحماية المؤقتة إلى بلادهم، نذهب من أضنة إلى بيروت ومنها مساء إلى سورية".
وكان أوزداغ قد أعلن في يونيو/ حزيران الماضي خلال حوار تلفزيوني أنه "سيذهب في الأسبوع الثاني من الشهر الجاري إلى سورية في وفد يضم 4 أشخاص تشمل العاصمة دمشق ومناطق أخرى من مثل مدينة اللاذقية".
ويعرف حزب النصر بأنه من أكثر الأحزاب عداء للأجانب في البلاد، وخاصة السوريين والأفغان، واشتهر بتصريحاته وفيديوهاته التي تنال من السوريين وتتوعدهم بإرسالهم إلى البلاد دون أن يأبه لاستمرار الصراع وعدم حل القضية السورية.
ورغم أن أوزداغ زعيم الحزب سلك طريق العداء للأجانب في مرحلة الانتخابات البرلمانية والرئاسية السابقة، غير أنّ حزبه لم يحقق سوى 2.2% من الأصوات، ولم يتمكّن أي مرشح منه من دخول البرلمان.
ومع فشل أوزداغ وحزبه في الانتخابات السابقة، إلا أنه يواصل أسلوبه السابق، وعينه حالياً على الانتخابات البلدية المحلية المقبلة التي تجرى العام المقبل، إذ أكد أنه يخطط لسياسات تستهدف السوريين والأجانب منها قطع المساعدات عنهم.
وتعتبر ورقة السوريين ميداناً للتنافس السياسي في تركيا، رغم أن الحكومة تدعم وجودهم وتنادي بالعودة الطوعية المشرفة، إلا أن المعارضة تضغط بشكل كبير باتجاه إعادة إرسالهم وضرب الحكومة من هذه الزاوية، في ظل دعوات من أرباب العمل على أهمية السوريين في قطاع الأعمال بالبلاد.
كذلك عملت الحكومة التركية على بدء مسار للتطبيع مع النظام منذ قبل الانتخابات، بهدف محاربة الإرهاب وإتمام الحل السياسي وفق القرار الأممي 2254 وعودة اللاجئين بضمانات واتفاقيات موثقة، ولكن كل هذه الجهود لم تؤد لأي تقدّم في ظل تعنت النظام ووضع شروط مسبقة منها الانسحاب التركي الفوري من مناطق شمال وشمال غربي البلاد، فيما تربط تركيا ذلك بإتمام الحل السياسي.