هددت قوات النظام السوري من جديد أهالي بلدة كناكر، في ريف دمشق الجنوبي الغربي، بقصف أحياء المدينة وشن حملة عسكرية في حال عدم انصياع الأهالي لمطالب النظام بتهجير عدد من أبناء البلدة إلى الشمال السوري.
وقال أحد أهالي بلدة كناكر طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "قوات النظام، بدعم وموافقة من القوات الروسية، طالبوا مجدداً بتهجير عشرة شبان من أهالي بلدة كناكر إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غربي سورية"، مؤكداً أن "قوات النظام اشترطت خروج الشبان العشرة من البلدة من دون حمل أي قطعة سلاح، ومن دون أي ضمانات أو مرافقة لهم أو أي تغطية إعلامية".
وأشار المصدر إلى أن "قوات النظام هددت الأهالي في حال عدم الانصياع إلى شروطه، بأنه سوف يتم قصف البلدة وشن حملة عسكرية عليها"، ولفت إلى أن "المفاوضات لا تزال مستمرة بين أشخاص مُكلفون بالتفاوض عن ثوار البلدة مع ضباط من النظام وروسيا، وذلك لإخراج معتقلين من أبناء البلدة محتجزين داخل سجون النظام، مقابل قبول الشبان بالتهجير إلى مناطق الشمال السوري"، لافتاً إلى أن "المفاوضات من المرجح أن تنتهي اليوم".
وأضاف المصدر أن "النظام يطرح تسليم معتقل واحد مقابل خروج المطلوبين المذكورين في القائمة التي تم تسليمها إلى وجهاء البلدة، وتجرى محاولات لإخراج أعداد أكبر من المعتقلين مقابل خروج بعض الأسماء المذكورة في القائمة إلى الشمال، ثم القيام بتسوية جديدة على غرار التسويات التي تحصل في ريف دمشق الغربي".
وأوضح المصدر أنه "مع بداية التفاوض، كان هناك إصرار على إخراج كل معتقلي البلدة، لكن هذه المطالب اصطدمت بتعنت النظام، والآن هناك محاولات لرفع عدد المعتقلين الذين سيفرج عنهم وتخفيض عدد الذين سيخرجون إلى الشمال، وعلى هذا يتم التفاوض في مراحله الأخيرة".
بدوره، أكد الناشط أنس الخطيب، وهو من أبناء بلدة كناكر بريف دمشق، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "النظام وحلفاءه يسعون إلى تفريغ الجنوب السوري من الشباب الثائرين ضمن سياسة التغيير الديموغرافي التي ينتهجها، وتشكيل ما سماه بشار الأسد بالمجتمع المتجانس، أي الخالي من كل صوت معارض لسياسته وثائر في وجه ظلمه وفساده".
وأشار الخطيب إلى أن "ذرائع التهجير مختلفة، والضغط لتحقيق عدم الاستقرار في المناطق الثائرة التي يقوم بها النظام السوري، تارةً يتذرع بعمليات أمنية تحصل في الجنوب وأخرى بوجود مطلوبين أو منشقين ومتخلفين عن الخدمة الإلزامية أو الاحتياط"، مشيراً إلى أن "الهدف واحد وهو التهجير ودفع الأهالي في الجنوب لبيع ممتلكاتهم والفرار من الاغتيالات والاعتقالات ومن جحيم ارتفاع أسعار المواد الأساسية وفقدانها في كثير من الأحيان"، لافتاً إلى أن "الأسباب تعددت والنزيف السكاني مستمر".
وفرضت قوات النظام عدة تسويات أمنية في بلدة كناكر جنوب غرب العاصمة دمشق، كانت آخرها في مطلع ديسمبر/ كانون الأول العام الفائت، وذلك عقب شهرين على طرح مشروع التسوية في البلدة.
وكانت مجموعة عسكرية، تابعة لـ"الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري، اغتالت في مطلع فبراير/ شباط العام الفائت الشاب "نعيم عبد الرحيم الزامل" الناشط الإعلامي السابق في "ألوية الفرقان" التابعة لـ"الجيش الحر"، وذلك لرفضه الانضمام لصفوف قوات النظام في المنطقة عقب التسوية.