لليوم الرابع على التوالي، تستمر قوات النظام السوري والمليشيات المتعاونة معه في شن هجمات عنيفة على المناطق السكنية في شمال غرب سورية، حيث تركزت على محافظة إدلب. هذه الهجمات أسفرت عن مزيد من الضحايا والجرحى بين الأبرياء، وذلك في إطار ادعاء النظام السوري بأنها رد على التفجير الذي وقع في كلية حمص الحربية يوم الخميس الماضي، حيث اتهم النظام فصائل المعارضة بالضلوع في هذا الحادث من دون تقديم أي دليل يثبت ذلك.
وبحسب مراسل "العربي الجديد"، فقد قصفت قوات النظام مناطق سكنية باستخدام المدفعية والصواريخ اليوم الأحد، ما أسفر عن مقتل امرأتين بعمر 68 و27 عامًا، وكذلك طفل يبلغ من العمر 11 عامًا، إلى جانب فتى في السابعة عشرة من عمره، وأصيب آخرون بجروح متفاوتة.
كما استهدف قصف النظام مبنى مديرية التربية والتعليم في إدلب بالصواريخ، إضافة إلى استهداف مدينة سرمين في الشرق من المحافظة باستخدام راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، واستهداف بلدة النيرب في الشرق من إدلب بالمدفعية الثقيلة، بالإضافة إلى جامع الشيباني في مدينة بريف إدلب. وطاول القصف أيضًا مخيم للنازحين في أطراف المدينة ومنازل المدنيين في الأحياء السكنية وسط المدينة.
كما تعرّضت بلدة التوامة في ريف حلب الغربي لقصف قوات النظام المنتشرة في الحواجز المحيطة باستخدام المدفعية وراجمات الصواريخ العنقودية، ما أدى إلى اندلاع حرائق في منازل المدنيين.
وجرى أيضًا التبليغ عن اندلاع حريق في منزل سكني في مدينة ترمانين شمالي إدلب، مساء السبت، نتيجة للقصف الصاروخي من قبل قوات النظام، وفقًا للدفاع المدني في المحافظة.
وفي خضم الهجمات المكثفة التي تشنها قوات النظام على شمال سورية، أعلنت جامعة حلب عن تعليق الدوام الرسمي لمدة يومين، الأحد والاثنين. وفي سياق متصل، أعلنت مديرية صحة إدلب عن تنفيذ خطة طوارئ في المراكز والمنشآت الصحية في المناطق المستهدفة شمال غربي سورية. تم تعليق عمل العيادات الخارجية واستقبال الحالات الطبية غير المستعجلة بهدف حماية الكوادر الطبية من التعرض للخطر. كما تم تعليق عمل الكوادر الإدارية في مراكز الرعاية الأولية لحالات غير الطوارئ لتجنب التجمعات والازدحام.
وأفادت المديرية بأنها وثقت مقتل 32 شخصًا وإصابة أكثر من 170 آخرين، أغلبهم من النساء والأطفال، منذ بدء التصعيد العسكري في شمال غرب سورية وحتى مساء السبت الماضي. يتركز القصف بشكل خاص على مدينة إدلب ومحيطها بالإضافة إلى ريف حلب الغربي.
حملة عسكرية شرقي سورية
في إطار حملتها العسكرية في شرق سورية، لم تسجل هجمات جديدة من جانب القوات التركية على مواقع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والبنى التحتية صباح اليوم الأحد، وذلك بعد إعلان مديرية مياه الشرب في مدينة القامشلي، السبت الماضي، عن انقطاع مياه الشرب عن المدينة بشكل كامل نتيجة استهداف تركيا محطة السويدية في ديرك، والتي كانت تزوّد المحطات بالمياه في المنطقة.
ووفقًا لموقع "نورث برس" المقرب من "قسد"، أفاد مسؤول في مديرية مياه الشرب بأن منشأة غاز وكهرباء السويدية توقفت تمامًا عن الخدمة نتيجة سلسلة من الهجمات والقصف الذي تعرضت له على يد القوات التركية. وأشار إلى أنه سيتم تشغيل مولدات كهربائية خاصة لكل محطة لتزويد محطات المياه بالكهرباء وتوزيعها على الأحياء في المدينة، ولكن لا يمكن تشغيل تلك المولدات على مدار الساعة بشكل مستمر.
وأعلنت "الإدارة الذاتية" في شمال شرق سورية أن جميع منشآت التوليد الغازية للكهرباء خرجت عن الخدمة، وأشارت إلى أن القوات التركية شنت هجمات عنيفة على البنية التحتية خلال اليومين الماضيين.
وأوضح الرئيس المشترك لمكتب الطاقة في "الإدارة الذاتية" زياد رستم أن الهجمات التركية طاولت عدة منشآت للطاقة، منها محطة تحويل سد الغربي التي تغذي أجزاء من مدينة الحسكة وأريافها، ومحطة مدينة القامشلي الشمالية التي تغذي نصف المدينة بـ18 خط توتر 20 كيلوفولط، وتغذي أيضاً خط الصوامع ومطحنة الجزيرة ومحطة مياه جقجق.
كما استهدفت الطائرات التركية محطة تحويل كهرباء عامودا التي تغذي أحياء المدينة ومحيطها، ما تسبب بعزل محطة الدرباسية المغذية لمحطة علوك التي تمد مدينة الحسكة بمياه الشرب، مشيراً إلى أن الطائرات التركية قصفت محطتي الزاربة وسعيدة النفطيتين، ومحطة غاز عودة التي تغذي العنفات بالكهرباء، كما استهدفت منشأة السويدية.