بدأ الأهالي في محافظة السويداء اليوم الإثنين، بقطع الطرقات تلبية لدعوات أطلقها ناشطون من أجل استمرار التظاهر والاحتجاج ضد حكومة النظام السوري، تزامن مع انتشار أمني واستنفار لقوات النظام في مدينة السويداء وريفها، في حين استمرت "قسد" في عمليات المداهمة والاعتقال بمناطق خاضعة لها، بذريعة ملاحقة عناصر تنظيم "داعش".
وأشارت مصادر محلية في السويداء لـ"العربي الجديد"، إلى أن أهالي وناشطين في قرى نمرة، وشهبا، ومجادل بريف السويداء، قطعوا الطرقات منذ صباح اليوم، احتجاجاً على حكومة النظام السوري، داعين الموظفين الحكوميين إلى عدم الذهاب للدوائر الحكومية، قابلها النظام بانتشار أمني مكثف حول المواقع التابعة له.
كما بدأ الأهالي بالتجمع للاحتجاج أمام "مقام عين الزمان" في مدينة السويداء، بعد قدوم المئات من أهالي ريف المحافظة إلى المنطقة تلبية للدعوات.
وشهدت المحافظة أمس الأحد، احتجاجات في عدة مناطق على قرارات حكومة النظام التي قضت برفع الدعم عن آلاف المواطنين من الحاصلين على البطاقة الذكية.
وقالت المصادر إن إغلاق الطرق من قبل الأهالي اليوم أدى إلى انقطاع الطريق الرئيسي "دمشق السويداء"، مؤكداً أن الناشطين حذروا الأهالي أيضاً من استغلال النظام لتنفيذ خروقات أمنية، واتهامهم بها.
ولفت موفق الناصر، من أهالي السويداء المشاركين في الاحتجاجات، إلى أنهم خرجوا مطالبين بحقوقهم البسيطة التي سُلبت منهم نتيجة الفساد والسرقات، موضحاً لـ"العربي الجديد" أنهم لم يخرجوا لإعاقة حياة الناس في السويداء، مكذباً ادعاء إعلام النظام السوري، وداعياً الشرفاء إلى الخروج والدفاع "عن كرامتهم".
من جانبه، قال محمد وليد من أهالي بلدة شهبا: "ندعو كافة الإخوة في كل سورية إلى عدم قبول الذل والتهميش، وعدم السكوت عن الفساد والسرقة، والوقوف في وجه الموظفين الفاسدين والسلطة الفاسدة"، مضيفا لـ"العربي الجديد": "إننا أبناء جبل الكرامة، وكل السوريين الكرام معنا ونحن معهم في وجه الظلم".
وشهدت محافظة السويداء سابقاً احتجاجات مماثلة، لكنها بقيت في إطار المطالب الاقتصادية المتعلقة بالمعيشة. ويرى محلّلون أن استمرارها وارتفاع وتيرتها يربكان النظام السوري، وقال مصدر من السويداء إن هناك مشاركة في الاحتجاج من قبل أطراف في فروع أمن النظام، وهي عملية ركوب للموجة من أطراف في النظام تريد تصفية حسابات مع أطراف أخرى.
وأوضحت المصادر أن فصيل "قوات الفهد" برئاسة سليم حميد يحاول تصدّر المشهد في الاحتجاجات، وهو فصيل محلي متعاون مع الأمن العسكري في قوات النظام.
اعتقال في درعا
إلى ذلك، قال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن حاجزاً لفرع المخابرات الجوية بقوات النظام اعتقل ثلاثة أشخاص في مدخل مدينة درعا كانوا قادمين من بلدة صيدا، مشيراً إلى أن الأشخاص المعتقلين يعملون ضمن مجموعة تابعة لفرع الأمن العسكري، ولم تتبين أسباب الاعتقالات.
وذكر الناشط أن شخصاً من المجموعة أيضاً يتبع لـ"الفرقة الرابعة"، ومن المتوقع أن تكون عملية الاعتقال جاءت على خلفية صراعات بين ضباط أمن النظام والفرقة الرابعة، مضيفاً أن الأشخاص المعتقلين كانوا سابقاً ضمن فصائل المعارضة، وانخرطوا بمليشيات النظام عقب التسوية صيف عام 2018.
وفي شمال غربي البلاد، جدّدت قوات النظام السوري عمليات القصف على قرى وبلدات بينين، وفليفل، وأطراف الفطيرة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، كما قصفت مناطق في قريتي سان ومجدليا شرق إدلب، موقعة أضراراً مادية فقط.
من جانبها، واصلت مليشيات "قسد" حملات المداهمة والاعتقال في مناطقها، حيث اعتقلت شخصين بينهما عراقي الجنسية، في عملية مداهمة نفذتها ببلدة ذيبان، وقالت مصادر أيضاً لـ"العربي الجديد"، إن المعتقل الثاني تركستاني الجنسية، ومن المرجح أنهما من عناصر تنظيم "داعش".
وشنّت "قسد" أيضاً حملة اعتقالات وتفتيش في قرية عب التينة التابعة لبلدة تل تمر شمال الحسكة، كما داهمت عدة مناطق ومنازل في ناحية تل تمر بحثاً عن مطلوبين.
وكانت "قسد" قد كثفت أخيراً من حملات الاعتقال والتفتيش والمداهمة، على خلفية عملية سجن الصناعة بحي غويران في مدينة الحسكة، والتي انتهت بمقتل وجرح المئات من عناصر "داعش" وعناصر "قسد".