قُتل شخص مُهجر من مدينة حمص وجرح آخرون، بينهم نساء، ليل الخميس الجمعة، إثر قصف مدفعي لقوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من روسيا على الأحياء السكنية في مدينة إدلب وريفها الشرقي، الواقع ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غربي سورية.
وقالت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) إن شخصاً توفي، مساء الخميس، متأثراً بجراحه التي أصيب بها في القصف المدفعي من جانب قوات النظام على مدينة إدلب، مؤكدةً أن القصف الليلي على المدينة أسفر أيضاً عن 9 مصابين، بينهم امرأتان وحالات حرجة، وطاول الأحياء السكنية ومحيط مسجد، ومحطة لضخ المياه داخل المدينة.
وأضافت "الخوذ البيضاء" أن طفلاً أُصيب بجروح طفيفة جراء قصف مدفعي لقوات النظام ليل الخميس الجمعة على الأحياء السكنية في مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي، مضيفةً أن فرقها نقلت الطفل إلى المشفى لتلقي العلاج. كما تعرضت أطراف مدينة سرمين لقصف صاروخي من قبل قوات النظام، من دون وقوع إصابات بشرية.
وقال الناشط في ريف محافظة إدلب مصطفى الأحمد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران استهدفت، ليل الخميس/الجمعة، بأكثر من 150 قذيفة وصاروخاً، عدة قرى وبلدات في أرياف: إدلب الشمالي، وحماة الشمالي الغربي، واللاذقية الشمالي الشرقي، تزامناً مع تحليق 4 طائرات استطلاع روسية في أجواء منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).
وتسبب التصعيد الأخير على منطقة إدلب بنزوح عدد من العائلات داخل المدينة إلى المناطق الآمنة نسبياً شمالي سورية. وأجلت "الخوذ البيضاء"، مساء الخميس، عائلة من مدينة إدلب إلى مدينة الدانا عقب القصف المدفعي العنيف، وقالت إن حملات القصف المستمر والمكثّف من قوات النظام تُشكل هاجساً كبيراً لدى الكثير من المدنيين، وخاصةً النساء والأطفال، ما يضطرهم إلى إخلاء منازلهم والبحث عن مكان أقل خطراً على حياتهم.
في غضون ذلك، أعلنت غرفة عمليات "الفتح المبين"، في بيانٍ لها مساء الخميس، عن إصابة طائرتين مروحيتين لقوات النظام السوري، إثر استهداف مطار النيرب، شرقي مدينة حلب، بالصواريخ، وذلك رداً على استهداف المدنيين في منطقة إدلب.
كما أعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير" العاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري"، مساء الخميس، عن تدمير رشاش متوسط من عيار "23" ومقتل طاقمه، إثر استهدافه بصاروخ موجه من نوع "تاو" على جبهة تالا بريف حلب الغربي، شمال غربي البلاد.
وكانت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في منطقة إدلب قد استهدفت، أمس الخميس، مدينة القرداحة، مسقط رأس رئيس النظام السوري بشار الأسد بريف محافظة اللاذقية، ومعسكر "جورين" ومواقع عسكرية أخرى في محيط بلدات شطحة والربيعة بريف حماة الغربي، ومدن معرة النعمان، وخان شيخون، وسراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي، معلنة تحقيق إصابات مباشرة نتيجة الاستهدافات، وذلك رداً على التصعيد الأخير من قبل قوات النظام وروسيا في منطقة إدلب.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الأوقاف التابعة لـ"حكومة الإنقاذ"، الذراع المدنية لـ"هيئة تحرير الشام" في منطقة إدلب، في بيانٍ لها اليوم الجمعة، عن تعليق صلاة الجمعة في المناطق التي تعرضت للقصف يوم أمس الخميس، والاقتصار على صلاة الظهر في المنازل، موضحةً أن ذلك يأتي في إطار الحرص على المدنيين من تصعيد قوات النظام وروسيا.