قال عضو مجلس شورى حركة النهضة التونسية محسن السوداني إن المجلس الذي اجتمع يوم الاثنين، وانتهى في ساعة متأخرة من صباح اليوم الثلاثاء، سينعقد مرة ثانية خلال هذا الأسبوع، على أن تتولى لجنة داخله إعداد ورقة تقدير موقف حول المؤتمر القادم للحركة، المزمع تنظيمه في أكتوبر/تشرين الأول القادم، ومتابعة التطورات الأخيرة حول وضع رئيس المجلس عبد الكريم الهاروني رهن الإقامة الجبرية، وما قد يعنيه ذلك من تهديد لإنجاز المؤتمر.
وفرضت السلطات الأمنية في تونس، أمس الأحد، الإقامة الجبرية على الهاروني في منزله، قبل ساعات من انعقاد مجلس الشورى، في خطوة وصفتها أحزاب المعارضة التونسية بالتعسفية.
وأغلقت السلطات في 19 إبريل/نيسان الماضي جميع مقار حركة النهضة، غداة اعتقال رئيسها راشد الغنوشي، ومنعت اجتماعات النهضة وجبهة الخلاص الوطني المعارضتين في البلاد اعتباراً من ذلك التاريخ.
وأوضح السوداني لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، أن "مجلس الشورى هو المعني أولاً بانعقاد وتنظيم المؤتمر القادم للحركة"، مضيفاً أن إغلاق المقر المركزي لحركة النهضة، واعتقال قياداتها، ووضع رئيس مجلس الشورى في الإقامة الجبرية، تطرح صعوبات حول انعقاد المؤتمر القادم.
ولفت إلى أن "وضع رئيس مجلس الشورى رهن الإقامة الجبرية كان من أبرز النقاط التي نوقشت في اجتماع المجلس أمس، إلى جانب موضوع مسارات إنجاز المؤتمر القادم".
وحول النقاط الخلافية، ومن بينها ضرورة القيام بمراجعات وتجديد القيادات، رد السوداني بأن "لجنة الإعداد المضموني تولت في وقت سابق عرض بعض الأوراق على مجلس الشورى، والذي أجاز البعض منها، ودعا إلى مراجعة أخرى، منها اللائحة الاقتصادية، والانتقال القيادي، وترتيب العمل، خاصة أن قيادات عدة مسجونة والمقر المركزي مغلق"، مشيراً إلى أن هذه المسائل تمثل صعوبات أمام إنجاز المؤتمر القادم ووقع خلاف في التقدير حول كيفية التعاطي معها.
الونيسي ينفي صحة التسريبات المنسوبة إليه
في غضون ذلك، نفى رئيس حركة النهضة بالنيابة، منذر الونيسي، في فيديو مباشر مساء الاثنين، صحة التسريب بينه وبين الإعلامية شهرزاد عكاشة، والذي أثار ضجة، مؤكدا أنه "مفبرك بتقنيات كبيرة".
وقال الونيسي إن "الخط السياسي للنهضة الداعي للحوار ولمعالجة الأزمات بالحوار والسلمية قد يكون أزعج البعض"، مؤكدا في المقابل أنه كان منذ اليوم الأول صرح بأنه ضد الانقلاب.
وقال إن اختياره لرئاسة الحركة بالنيابة من قبل راشد الغنوشي لم يكن اعتباطيا، وإن حركة النهضة حزب مدني لم يدع يوما للعنف، مؤكدا أن "النهضة عندما تواجه السلطة القائمة تواجهها بكل سلمية وبالنضال المتواصل".
وأوضح رئيس الحركة بالنيابة أن التسجيل المسرب "مفبرك بتقنيات عالية جعلته يشك في أن الصوت صوته"، مبينا أنه "كطبيب ومسؤول في مجال الصحة لا يسمح لنفسه بالحديث بهذا المستوى المتدني، ولكن للأسف البعض مستعد للذهاب بعيدا في الخصومات".
وأكد أن التسريب "تضمن شتما للبعض من ذلك المسؤول الرياضي عثمان جنيح وهو لا يعرفه شخصيا ولم يتحدث عنه ويكنّ له كل الاحترام، وكذلك بعض المسؤولين في حركة النهضة" مؤكدا أنها ليست أخلاقه ولا تربيته.
وتابع أن الدعوة للمؤتمر "شأن نهضوي، والاختلاف مع رئيس الجمهورية سياسي ولكن المقامات محفوظة ومثل هذه الفبركات هدفها بث الفتن، وتعفين الوضع السياسي في تونس ومزيد التأليب على السياسيين"، مشيرا إلى أن المؤتمر قرار سيادي لمجلس الشورى، لا يتدخل فيه بل دوره دعم المؤتمر والدفاع عنه.
ونفى الونيسي، الأحد، صحة "تسريب" مزعوم نسب له، ينتقد فيه عائلة رئيس الحركة المعتقل راشد الغنوشي وعدداً من قيادات الحركة.
ورداً على ذلك، كتب الونيسي في تدوينة له على صفحته في "فيسبوك"، أن صفحة "سيب صالح" "روجت شريطاً مفبركاً حول حديث لي مع الصحافية شهرزاد عكاشة"، مضيفاً: "هذا افتراء لا قيمة له ولا اعتبار له، ومحاولة يائسة للإساءة للحركة".
وأضاف في تدوينة أخرى رداً على ما ورد في التسريب الصوتي: "السيد عثمان جنيح (رئيس نادي النجم الساحلي وشخصية معروفة في مدينة سوسة التونسية)، لك مني ولعائلتك كل التقدير والاحترام. أشهد لله والتونسيين جميعاً أنني لم أرك يوماً لا أنت ولا أي أحد من عائلتك ولم أتصل بك ولم ألتق بك أو بأحد من عائلتك مطلقاً مطلقاً، ولم يدر بيننا أي حديث لا مهاتفة ولا مشافهة حول أي موضوع كان".
وكان جنيح قد هدد بمقاضاة الونيسي على خلفية التسريب.