قالت حركة النهضة التونسية إن "ملف التهمة الموجهة إلى قيادات الحركة فارغ، ولا يحتوي على أي مؤيدات تدين قيادات الحركة".
وأصدرت النهضة عشية اليوم الثلاثاء بياناً على خلفية قرار الاحتفاظ بنائب رئيس الحركة ورئيس الحكومة الأسبق علي العريض.
وأكدت النهضة في بيانها على أن "موقفها ثابت ضد التسفير، وترفضه"، وأوضحت أن "العريض هو أول من أعلم بخطر تنظيم أنصار الشريعة في عام 2012، عندما كان وزيراً للداخلية، قبل أن يقوم بتصنيفه كتنظيم إرهابي، ويعلن الحرب ضده".
وقالت النهضة إنه "يُراد اليوم التشفي منه والتنكيل به لإرضاء فئة استئصالية هدفها التفرد بالشعب التونسي عبر إقصاء طرف سياسي كان عامل استقرار طوال الفترة السابقة".
ونبهت إلى أن "محاولات ضرب القضاء تهدف إلى تدجينه وتوظيفه لتيسير تلفيق جرائم ضد الخصوم السياسيين وإثارتها إعلامياً من أجل التغطية والهروب من واقع الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخانقة والتي عجزت حكومة الأمر الواقع عن إيجاد حلول لها".
ووصل عشية اليوم رئيس الحركة راشد الغنوشي إلى مقر مكتب التحقيقات بعد الانتهاء من التحقيق مع النائب السابق عن الحركة الحبيب اللوز.
وأكد المحامي مختار الجماعي لـ"العربي الجديد"، أن النيابة قررت إطلاق سراح اللوز وعرضه غداً على حاكم التحقيق. كما تجمهر عدد كبير من أنصار النهضة خارج المكتب رافعين شعارات تندد بالانقلاب.
وتوقع محامون أن يستمر الاستماع إلى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي عدة ساعات بعد أن حضر حوالي الساعة الـ5 مساءً اليوم الثلاثاء، بمقر الفرقة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب ببوشوشة، مؤكدين أنه يتم الآن الإطلاع على الملف من قبل المحامين.
وكان الغنوشي قد حضر مع انطلاق البحث تفادياً لطول ساعات الإنتظار وتجنباً للإرهاق الذي حصل أمس، حيث وصلت ساعات الانتظار إلى 13ساعة، ودخل الغنوشي مقر الفرقة في الوقت الذي تم إطلاق سراح القيادي في النهضة الحبيب اللوز والموقوف منذ حوالي أسبوع.
وقال اللوز في تصريح لـ"العربي الجديد" إن باحث البداية (التحقيق الأولي) تأكد انه ليس لديه أي علاقة بموضوع التسفير ولهذا تم إطلاق سراحه"، كما أنه "سيمثل غداً أمام حاكم التحقيق".
وتعالت هتافات أنصار حركة النهضة بمجرد خروج اللوز، مؤكدين أن هذا الأمر إشارة جيدة على الإستقلالية، وأن الملف فارغ، رافعين شعارات، "يسقط يسقط الانقلاب" و"لا خوف، لا رعب، السلطة ملك الشعب".
وأكد المحامي مختار الجماعي، في تصريح لـ"العربي الجديد" إنه تعذر سماع الغنوشي أمس بعد ساعات من الانتظار، مبيناً أنه يتوقع أن يطول الاستنطاق نظراً لصفة الغنوشي الاعتبارية والسياسية".
وأوضح الجماعي أن "الملف لا يحتوي مؤيدات كافية وأدلة قطعية ولا إثباتات، ولا مكالمات جدية ولا محجوز ولا وثائق ولا مراسلات، رغم أن سلطة الانقلاب وضعت يديها منذ سنة على كل شيء وعلى جميع دواليب الدولة، ودققت البحث في كل شيء، ورغم محاولة العثور على ما يفيد ارتكاب هؤلاء الأفعال المنسوبة إليهم، إلا أن الملف بقي ضعيفاً، وغبر ثابت" مبيناً أن"الآجال القانونية المخولة لباحث البداية والنيابة تنتهي غداً ولها إما أن تقوم بحفظ الملف وهذا مستبعد، أو تسرح جميع من تعرضوا للبحث، أو تأذن بفتح بحث تحقيقي وإحالة الملف على قاضي مختص وذلك لمزيد من التدقيق ومهما كان قرار النيابة فإن الملف ضعيف، مما يؤكد أنه سيؤول للاندثار".
وقال القيادي في حركة النهضة، نور الدين البحيري في تصريح لـ"العربي الجديد " إن ما يحصل هو تصعيد مع الحركة وقياداتها وللرافضين للانقلاب عموماً، مبيناً أن ما وصلت إليه تونس من عزلة ومن كراهية وتباغض يجعل الانقلاب يستهدف قيادات الحركة.
كما ولفت إلى أن ما حصل أمس في عملية استنطاق علي العريض وإبقاء الغنوشي عدة ساعات في الانتظار هو خرق للإجراءات المعمول بها، وأنه بمقتضى المواثيق الدولية لحقوق الإنسان فهذا مخالف لجميع المواثيق.