دعا الشيخ الروحي للطائفة الدرزية في محافظة السويداء، جنوبي سورية، حكمت الهجري، إلى مواصلة الاحتجاجات ضد النظام السوري، محذرا من خطط النظام لجر المحافظة إلى العنف، وذلك بعد تسجيل إصابات في حادث إطلاق النار على المحتجين صباح اليوم من داخل مبنى قيادة "حزب البعث" في المحافظة.
وخلال استقباله لوفد من المحتجين عقب حادثة إطلاق النار، في مضافته بمنطقة قنوات، قال الهجري إنه "غير متفاجئ مما حصل.. أعرف أن أي سوء سيصيبنا سيكون بسبب هؤلاء الحزبيين الساقطين"، وأضاف: "هناك مؤسستان لدى النظام السوري، هما مصدر البلاء في هذا البلد، المؤسسة الأمنية، والمؤسسة الحزبية".
وأكد على مواصلة الاحتجاجات قائلا: "الساحات لنا وسنبقى فيها بشكل سلمي يوما يومين، شهرا شهرين، سنة سنتين، ولن نتراجع"، واصفا المليشيات الإيرانية في سورية بأنها "محتلة لأراضينا" داعيا إلى "الجهاد ضدها".
وفي بيان للشيخ الهجري تلاه أحد مساعديه خلال الاجتماع مع وفد المحتجين، قال إن "كل شخص لا يقف مع أهله في هذه الإرادة الشعبية التي هي عنوان للكرامة هو خائن لوطنه"، مضيفا أن "كل من يساند هذا الحزب البائد (حزب البعث)، فهو خارج من القيم والأصول الدينية التي تربينا عليها".
وحث البيان أعضاء مجلس محافظة السويداء على التزام منازلهم، أو الاصطفاف مع المحتجين، وذلك بعد بيان أصدره أمس مجلس المحافظة التابع للنظام طالب فيه قوات الأخيرة بحماية "مؤسسات الدولة" في محافظة السويداء.
وأضاف البيان في حديث موجه إلى أعضاء المجلس: "أنتم منتخبون معينون من هذا الحزب البائد، ولستم منتخبين من قبل الشعب، الزموا الصمت إن كنتم غير قادرين على النطق بالحق".
وأكد بيان الهجري على الالتزام بالحراك الشعبي السلمي، مطالبا الأهالي بالبقاء في الساحات والميادين حتى تحقيق مطالبهم، محذرا من استخدام السلاح لمواجهة الاحتجاجات السلمية لأهالي السويداء، فيما طالب عائلات السويداء بـ"بث التوعية بين أبنائها على اختلاف توجهاتهم، والحذر من الفتنة التي يسعى إليها النظام وأعوانه".
وأصيب 3 أشخاص بجروح صباح اليوم نتيجة إطلاق نار من قبل حرس فرع "حزب البعث" في مدينة السويداء، أثناء محاولتهم إعادة إغلاق مبنى الحزب.
وتعتبر حادثة إطلاق النار الأولى منذ بدء الاحتجاجات في السويداء، والتي انطلقت منذ 24 يوماً.
وذكر مراسل "العربي الجديد" في السويداء، أن المحافظة تعيش بعد الظهر أجواء هادئة نسبيا بعد التوتر الناتج عن حادثة إطلاق النار، فيما شهدت مدينة السويداء وأريافها حالة من الحشد من أجل زيادة زخم الاحتجاجات بناءً على دعوة الشيخ حكمت الهجري باستمرار الاحتجاجات السلمية. ومن المتوقع أن يشهد يوم الجمعة المقبل حضوراً كثيفاً.
ويستمر الحراك الشعبي للأسبوع الرابع على التوالي في السويداء، حيث تجمع العشرات من أهالي المدينة في ساحة الكرامة اليوم الأربعاء، تأكيدا على مطالبهم بالانتقال السياسي، وتنحي رئيس النظام السوري بشار الأسد، عن الحكم، وتطبيق القرار الدولي 2254، وإطلاق سراح المعتقلين.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
