تشن قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" منذ ظهر اليوم الإثنين، حملة اعتقالات واسعة في مدينة كريتر في العاصمة المؤقتة عدن، جنوبي اليمن، على خلفية الأحداث التي شهدتها المدينة اليومين الماضيين، بين قوتين عسكريتين واحدة تتبع "المجلس الانتقالي الجنوبي" وأخرى متمردة عليه بقيادة إمام النوبي.
وقال سكان محليون ومصادر حقوقية لـ"العربي الجديد"، إن قوات الانتقالي تشن منذ ظهر اليوم حملة اعتقالات واسعة في أحياء عدة من مدينة كريتر، ترافقها تعزيزات كبيرة تابعة للمجلس من مختلف التشكيلات العسكرية، وتركّزت الاعتقالات على أحياء الطويلة وشعب والعيدروس والقطيع والميدان وغيرها، تحت ذريعة اعتقال أنصار القيادي إمام النوبي.
وقالت المصادر الحقوقية إن المداهمات طاولت العشرات من المنازل، وتجاوزت حتى اللحظة 40 منزلاً في المدينة، وشوهد عشرات الناس ممن اعتقلتهم "قوات المجلس الانتقالي"، وهم ينقلون إلى جهات غير معروفة، بتهمة مساعدة القيادي إمام النوبي الذي خاص المواجهات ضد "الانتقالي". وبحسب المصادر نفسها فإن من بين المعتقلين أطفال، ومدنيون، وموظفون حكوميون وفي القطاع الخاص، وباعة متجولون وأصحاب بسطات على الأرصفة، وبعض ممن ينتمون إلى محافظات شمالية، أو جنوبية تسيطر عليها الشرعية، فضلاً عن رجال دين ومرتادي بعض المساجد. كما أفادت المصادر باعتقال معارضين ونشطاء مدنيين شاركوا في الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، التي شهدتها عدن احتجاجاً على تردي الخدمات، ولا تربطهم أي صلة بالنوبي، بل إن بعضهم ممن عارض النوبي وتعرض للاعتقال أو الملاحقة من جانبه.
وتجري الاعتقالات والمداهمات بشكل عشوائي في أغلبها، بحجة البحث عن إمام النوبي وأنصاره، بصفتهم من المطلوبين للأمن بسبب الأحداث التي شهدتها المدينة، وحسب شهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد" فإن الاعتقالات والمداهمات التي تشهدها مدينة كريتر لا تستثني أحداً، وإذا لم يتم إيجاد المطلوب؛ يُعتقل أولاده أو أقرباء آخرون له.
وتشير المعلومات إلى أن الكثير من الناشطين والمشاركين في الاحتجاجات غادروا منازلهم، أو نزحوا مع عائلاتهم إلى أحياء أو مناطق أخرى من عدن وخارجها، هرباً من ملاحقات قوات "الانتقالي".
ودفع "الانتقالي" بتعزيزات جديدة إلى مدينة كريتر، التي حدّت بشكل كبير من الحركة في المدينة أو إمكانية الوصول إليها. وبدأت المداهمات والاقتحامات في المدينة بعد اجتماع لهيئة رئاسة "المجلس الانتقالي الجنوبي" ووزرائه في حكومة المناصفة، وتحذيره كل من يتستر أو يؤوي إمام النوبي وأنصاره.
ويتهم الكثير من الناشطين في عدن؛ الانتقالي بمحاولة إخفاء فشله في عدن، من خلال هذه الاعتقالات والمداهمات، والسعي لتغطية آثار الحرب الكبيرة في المدينة المزدحمة سكانياً، والتي تضررت فيها بشكل كبير منازل المواطنين وممتلكاتهم.