يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي محاولاته لحصد نتائج سنوات مشاركته في الصراع الدائر باليمن، وذلك عبر فرض نفسه قوة سياسية وعسكرية تمثل جنوب البلاد لفرض خياراته السياسية على الأرض.
واستغل المجلس الظروف السانحة له، بفضل تمكّنه من استقطاب العديد من الجنوبيين من مختلف المكونات وضمّهم إلى صفوفه وتوسيع التمثيل داخله جغرافياً وسياسياً واجتماعياً وإيديولوجياً وحتى عسكرياً وأمنياً، وأصدر الكثير من القرارات منذ بداية مايو/ أيار الحالي.
وتمكّن "الانتقالي" بفضل خطواته وقراراته الأخيرة من خفض أصوات المعارضين له في الجنوب إلى مستوى لم يكن متوقعاً لدى خصومه، وينتظر نتائج اجتماع الجمعية الوطنية، الذي من المقرر تنظيمه في مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، لأول مرة، في ظل أحاديث أنصار المجلس عن "مفاجآت جنوبية قادمة".
وفي سياق هذا الحراك، أصدر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، مساء أمس الخميس، قرارات جديدة في إطار تحديث المجلس، ركزت على الهيئة السياسية وعلى مركز البحث ودعم صنع القرار، إلى جانب قرارات تنظيمية داخلية، وإعادة تشكيل هيئاته المحلية في بعض المحافظات، لا سيما محافظة المهرة شرقاً، عند الحدود مع سلطنة عمان.
القرارات التي طاولت مكونات من محافظات جنوبية أخرى، مثل مكونات "شعب الجنوب" المشارك في الحوار الوطني، ومن حزب المؤتمر الشعبي العام إلى جانب الحزب الاشتراكي، شملت تعيين شخصيات من هذه المكونات لتعزيز صفوف "الانتقالي".
ووفق القرارات، دخل إلى الهيئة السياسية في المجلس كل من خالد إبراهيم أحمد بامدهف نائباً لرئيس الهيئة السياسية، وعبد الله أحمد محمد عبد الصمد مساعداً لرئيس الهيئة السياسية، ونظير حسان محمد صالح مقرراً للهيئة السياسية.
كما تم تعيين أعضاء في مركز البحوث ودعم القرار في المجلس، منهم محمد جعفر ابن الشيخ ومحمود محمد عبد الرب اليزيدي، ومريم محمد علي قائد العفيف، وفضل علي حسين الشاعري، وعبد الحكيم محمد العراشي، وسامي أحمد عبد الله، وقاسم داود علي العمودي.
ووفق مصادر في "الانتقالي" تحدثت لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، فإنّ المجلس يسعى لبناء مؤسساته ودوائره من خلال هيكلة شاملة لا تقف عند حد معين بل تتوسع لتتماشى "مع الإنجازات التي تحققت في طريق استعادة الجنوبيين دولتهم، والاستفادة من كل الخبرات الجنوبية من دون استثناء، من أجل المشاركة في تحديد هوية المستقبل ومصير الجنوب وشعبه وقضيته، باعتباره يشمل كل الشعب في الجنوب".
وأجمعت المصادر على أنّ أهم الدوائر التي يعطيها المجلس أهمية هما الدائرة السياسية ودائرة صنع القرار، واللتان سيكون لهما انعكاس على الخطوات المقبلة في المفاوضات لإنهاء الحرب في اليمن، والتي يؤكد "الانتقالي" أنه لن يتم إلا بحل قضية الجنوب وحقه في تقرير مصيره.
وأصدر الزبيدي قراراته الأخيرة بعد وصوله إلى المكلا، عاصمة حضرموت، شرقي اليمن. وقال مقربون وعدد من أنصار "الانتقالي" إنه يسعى لتوجيه رسالة للجميع بأنّ حضرموت جنوبية، كما أنّ "الانتقالي" يضم أبرز قادة هذه المحافظة من سياسيين وعسكريين وغيرهم، وهي مثلها مثل باقي محافظات الجنوب تحت سيطرة المجلس.
وسيجري الاجتماع الرسمي السنوي لـ"المجلس الانتقالي" للمرة الأولى خارج عدن، وهي الدورة السادسة لـ"الجمعية الوطنية الجنوبية"، في 21 مايو/ أيار المقبل، تاريخ الإعلان من حضرموت في 21 مايو/ أيار 1994 فك ارتباط الجنوب مع الشمال بسبب الحرب التي اندلعت بعد أربع سنوات من الوحدة.