استأنفت جماعة الحوثيين هجماتها على مدينة مأرب النفطية من عدة محاور، في مستهل جولة عنف جديدة دشنتها أمس الأحد بهجوم دامٍ على قاعدة عسكرية جنوبي اليمن، فضلاً عن هجمات صاروخية في العمق السعودي.
وقال مصدر في القوات الحكومية بمأرب، لـ"العربي الجديد"، إن جماعة الحوثيين دفعت بالعشرات من مقاتليها لتنفيذ هجمات في جبهتي الكسارة وماس غربي محافظة مأرب، وذلك بعد أسابيع من الهدوء النسبي.
وأشار المصدر إلى أن الهجوم الحوثي الذي من المتوقع أن يمتد إلى كافة جبهات مأرب، جاء بعد قيام الجماعة بحشد المئات من العناصر والأسلحة إلى تخوم المدينة النفطية، لافتاً إلى أن الجيش الوطني ورجال القبائل يستعدون جيداً لأي تصعيد.
وأعلن الجيش اليمني، مساء الإثنين، أن المعارك التي دارت في جبهتي ماس والكسارة انتهت بمقتل 23 عنصراً حوثياً، وسط استمرار المواجهات على امتداد مسرح العمليات القتالية.
وذكر موقع "سبتمبر نت"، الناطق بلسان وزارة الدفاع التابعة للحكومة الشرعية، أن مدفعية الجيش الوطني دمرت 3 آليات تابعة للمليشيا الحوثية، فيما دمّر طيران التحالف 3 عربات مدرعة، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها من عناصر المليشيا، وفقاً لبيان رسمي.
وكانت وسائل إعلام حوثية قد حذرت خلال الأيام الماضية من "هدوء يسبق العاصفة في مأرب"، داعية زعماء القبائل إلى التقاط المبادرة التي طرحتها الجماعة لوقف اجتياح مأرب والتي تتضمن 9 نقاط تعجيزية بهدف الشراكة في السلطة والثروات دون قتال.
وتسعى جماعة الحوثيين إلى إرباك القوات الحكومية والتحالف السعودي مع بدء هجومها الجديد، حيث استأنفت أيضاً ضرباتها الصاروخية على القواعد العسكرية في مأرب، بالتزامن مع هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية في العمق السعودي.
وأعلن التحالف، اليوم الإثنين، اعتراض صاروخ باليستي أطلقته مليشيا الحوثي تجاه مدينة جازان، وذلك غداة اعتراض 3 طائرات مسيرة بدون طيار تم إطلاقها باتجاه قاعدة الملك خالد في خميس مشيط، والتي تعد منصة أولى لانطلاق الطائرات الحربية صوب مدينة مأرب.
وكانت ملامح الجولة الجديدة من التصعيد قد بدأت بالظهور أمس الأحد، بعد هجوم دامٍ للحوثيين طاول قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج، وأسفر عن 30 قتيلاً من قوات اللواء الثالثة عمالقة، فضلاً عن 106 جرحى، وفقاً لحصيلة رسمية.
وحذر تحالف الأحزاب الموالية للحكومة الشرعية، اليوم الإثنين، من المخاطر المحدقة جراء ارتفاع وتيرة الهجوم الحوثي في مختلف جبهات القتال، وطالب قيادة "الشرعية" والتحالف الداعم لها بتوفير الدعم اللازم لقوات الجيش الوطني والمقاومة في كافة الجبهات والتحرك بجدية لمواجهة الهجمات الحوثية وكسرهما عسكرياً وهزيمتهم باعتبار ذلك يمثل الخطوة الأولى للسلام.
وشدّد التحالف الوطني على ضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض بشقيه العسكري والأمني والسياسي وفقاً لما نصت عليه بنوده بصورة عاجلة دونما تأخير وعودة الحكومة ومجلس النواب وكافة المؤسسات إلى العاصمة المؤقتة عدن، وتوجيه كافة القوى العسكرية المناهضة للتمرد الحوثي باتجاه المعركة وتوحيد جهود القوى السياسية وتجاوز الخلافات والتباينات فيما بينها من أجل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي.
وفي محافظة شبوة، ذكرت مصادر يمنية أن لقاء جمع محافظ شبوة محمد صالح بن عديو مع قوات إماراتية وسعودية في منطقة بلحاف بشبوة، وذلك بهدف نزع فتيل التوتر الذي نشب جراء استقدام القوات الإماراتية المسيطرة على ميناء بلحاف أكثر 400 عنصر من قوات النخبة الشبوانية التابعة للمجلس الانتقالي، وهو ما جعل القوات الحكومية تطوق المنشأة وتطالب بمغادرتهم.