انبهار إسرائيلي بالضربات الموجّهة ضدّ لبنان

25 سبتمبر 2024
من الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، 24 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الضربات الإسرائيلية وردود الفعل: تعبر الأوساط الإسرائيلية عن انبهارها بالضربات على حزب الله، رغم النتائج الكارثية على لبنان، وتدعو للتواضع لأن الأمور لم تنته بعد.
- التطورات العسكرية والاستراتيجية: نقل مركز الثقل إلى جبهة لبنان، واغتيال قياديين في حزب الله، وتدمير البنية التحتية للحزب، رغم استمرار التهديد الصاروخي.
- الدور الأمريكي والقلق من التصعيد: إسرائيل تسعى لمنع التدهور إلى حرب أوسع بمساعدة الولايات المتحدة، التي تشعر بالقلق من التصعيد وتناشد إسرائيل الامتناع عن هجمات كبيرة.

يواصل جيش الاحتلال قصفه المكثّف لمواقع عدة في لبنان

إسرائيل تستعين بالولايات المتحدة للضغط على إيران

تقديرات أميركية ببضعة أيام أخرى من تبادل الضربات

تعبّر أوساط إسرائيلية كثيرة، سياسية وأمنية وإعلامية وشعبية، في الأيام الأخيرة، عن "انبهارها" بالضربات التي يوجهها جيش الاحتلال لحزب الله اللبناني، ونتائج العدوان الكارثية على لبنان الذي يتخلله قتل وجرح عدد كبير من المدنيين، فيما تدعو أوساط أخرى لـ"التواضع" بشأن ذلك، لأن الأمر لم ينته بعد. وفي غضون ذلك، طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة منع إيران من التدخّل، وفق ما أوردته وسائل إعلام عبرية اليوم الأربعاء، على الرغم من أن طهران لم تعلن عن نيتها بأنها ستكون جزءاً من القتال الفعلي. 

ويواصل جيش الاحتلال قصفه المكثّف لمواقع عدة في لبنان يزعم أنها أهداف وبنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله، فيما يرد الأخير بإطلاق صواريخ، وتوسيع نطاقها تدريجياً. ورغم حالة النشوة لدى الإسرائيليين، ذكرت صحيفة معاريف العبرية اليوم أنه "حتى بعد سلسلة مذهلة من النجاحات العملياتية والاستخباراتية"، فإن أكثر ما يتفوّه به المسؤولون في المؤسسة الأمنية هو كلمة "التواضع"، وفق الصحافي والكاتب بن كسبيت، إذ "لم ينته أي شيء بعد، بل بدأ للتو، وفي أي لحظة يمكن أن يحدث شيء غير متوقع، كسقوط صاروخ في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ، مما سيغيّر الأجواء والشعور".

وأشار بن كسبيت في الوقت ذاته إلى "أهمية التأكيد أن المؤسسة الأمنية هي التي دفعت إلى نقل مركز الثقل إلى الشمال (أي جبهة لبنان)... وحتى في ذلك الخميس، في جلسة الكابنيت (المجلس الوزاري) تلك (التي اتخذ فيها القرار)، فضّل نتنياهو التأجيل، لتمرير المزيد من الوقت غير الضروري في غزة، فيما أعطته حادثة أجهزة الاتصالات الدفعة الأخيرة للموافقة على التحرك شمالاً.. فأن يصل متأخراً خير من ألا يصل".

أكثر ما يتفوّه به المسؤولون في المؤسسة الأمنية هو كلمة "التواضع"

ولفت الكاتب إلى أن "حادثة أجهزة الاتصالات (بما فيها بيجر) المنسوبة لإسرائيل لم تكن مبادرة، بل ظرفاً. وأعقب ذلك اغتيال (القيادي في حزب الله) إبراهيم عقيل، الذي قُتل معه 11 عضواً بارزاً آخر في قوة الرضوان، وكانت هذه بالفعل استراتيجية الجيش الإسرائيلي. الجيش هو الذي يملي الآن وتيرة العمل والسياسة المتّبعة بموافقة من الكابنيت".

وتابع بن كسبيت: "حقيقة أن قوة الرضوان فقدت عدداً من كبار قادتها وقادة أصغر تقلل إلى حد كبير من خطر غزو الرضوان لشمال البلاد. وهذه هي المهمة الأولى على طريق إعادة سكان الشمال إلى منازلهم. وللتأكد من أن أحداث 7 أكتوبر لن تتكرر مرة أخرى. بين الحدود والليطاني لا توجد قوات رضوان تقريباً اليوم. وجرى تدمير معظم البنية التحتية. كما جرى إضعاف قوة النخبة في حزب الله.. وهذا التهديد في طريقه إلى الإزالة"، وفق تقديره.

مع هذا، يقول الكاتب: "لا يزال التهديد الصاروخي قائماً. ويستثمر الجيش الإسرائيلي والقوات الجوية طاقتهما في (التخلص من) التهديد الاستراتيجي: الصواريخ الدقيقة، والصواريخ الثقيلة، وصواريخ أرض- جو التي تهدد تفوقنا الجوي.. وقد تعرض حزب الله يوم الاثنين (الماضي) لأقوى هجوم شنّه سلاح الجو على الإطلاق. وجرت مهاجمة وتدمير أكثر من 2000 هدف. جرى تدمير آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية". ومضى قائلاً في هذا السياق: "في هذا تآكل كبير في قدرة حزب الله، لكن لا يزال الأمر بعيداً عن الهدف النهائي، وعليه نحن بحاجة إلى العودة إلى التواضع هنا"، مضيفاً أن "عدد الطائرات والذخيرة التي أقلعت يوم الاثنين وأسقطت على الأرض غير مسبوقة"، لكنه استبعد تدمير 50% من صواريخ حزب الله الدقيقة والثقيلة.

إسرائيل تستعين بأميركا

في سياق متصل، زعمت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية اليوم، أن "إسرائيل تعمل على منع التدهور إلى حرب أوسع"، رغم عدوانها المكثف على لبنان، و"تستعين بالولايات المتحدة للضغط على إيران ومنعها من التدخل في الحرب.. كما طلبوا في إسرائيل من الأميركيين الاستعداد أيضاً لإحباط هجمات طهران".

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن "ثمة قلقاً كبيراً في الولايات المتحدة من استمرار التصعيد. ويقدّر الأميركيون أن أمامنا بضعة أيام أخرى من تبادل الضربات، ولذلك فإنهم يناشدون إسرائيل الامتناع عن هجمات كبيرة مؤثرة، من شأنها أن تدفع إيران إلى التحرك".

المساهمون