استمع إلى الملخص
- دان إنغلهارت، عضو حملة غير ملتزم، لم يقرر بعد لمن سيصوت، لكنه يرفض التصويت لترامب أو هاريس، ويترك خانة التصويت فارغة كاحتجاج على الخيارات المتاحة.
- سليما جيل، متطوعة في حملة حزب الخضر، تعتبر تصويتها لستاين خياراً أخلاقياً، وتهدف ستاين للحصول على 5% من الأصوات لضمان تمويل حكومي مستقبلي.
صوّت مندوبون منتمون للحزب الديمقراطي الأميركي وحملة غير ملتزم، لمصلحة طرف ثالث في انتخابات الرئاسة الأميركية المقرّرة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بسبب الموقف السلبي للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس من العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، بينما قرّر مندوبون آخرون الامتناع عن التصويت من الأساس، أو ترك ورقة التصويت بيضاء، لرفضهم المرشحين دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري وهاريس.
وكشف باحث العلوم السياسية في جامعة كورنيل، عصام برعي، وهو المندوب الديمقراطي في ولاية كونيتيكت، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أنه قام بالإدلاء بصوته مبكراً، وانتخب مرشحة حزب الخضر جيل ستاين، وذلك رغم انتمائه للحزب الديمقراطي، ردّاً على موقف الحزب ومرشحته من الإبادة الجماعية في غزة.
وشارك برعي في مؤتمر الحزب الديمقراطي لاختيار مرشحه أو مرشحته لسباق الانتخابات الرئاسية الأميركية هذا العام، والذي عُقد في أغسطس/آب الماضي (اختار المؤتمر هاريس)، علماً أن برعي هو أحد أعضاء حملة غير ملتزم، التي انطلقت بداية العام الحالي، وأكدت عدم التزامها بالتصويت بداية لجو بايدن، رداً على تماهي الإدارة الأميركية الديمقراطية الكامل مع إسرائيل ودعمها في عدوانها على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
عصام برعي: ستاين مؤهلة في المستقبل لإخراج الناخبين من القبضة الحديدية للنظام القائم في أميركا
تصويت عقابي في انتخابات الرئاسة الأميركية
عدّد برعي أسباب عدم انتخابه هاريس رغم أنه مسجل ديمقراطياً، واختيار جيل ستاين، والتي تعرب عن موقف متضامن مع القضية الفلسطينية وتدعم الحقوق والقضايا التي يهتم بها العرب والمسلمون في الولايات المتحدة أكثر من أي مرشح آخر حالياً، إضافة إلى أنها مرشحة مؤهلة في المستقبل لإخراج الناخبين من القبضة الحديدية للنظام القائم في أميركا والذي يحصر الاختيار بين حزبين فقط، معتبراً أن ذلك النظام "غير ديمقراطي بالمرّة"، وأن تصويته تصويت "عقابي".
وقال برعي: "نحن، باعتبارنا ناخبين أميركيين، لدينا وهم هو أننا نملك حق الاختيار، رغم أن المرشحين يتم فرضهما على الناخبين من قبل النخبة، ومثال كل ذلك، أن معظم الشعب الأميركي لا يريد هاريس ولا ترامب، ولكن أحدهما سيصل إلى البيت الأبيض، ما يجبر الجميع على التصويت لأحدهما، وبالتالي فإن صوتي لحزب ثالث هو استثمار في مستقبل الحرية ورغبة في المشاركة في بناء قاعدة جماهيرية أقوى في المستقبل". وأكد أنه لا يستطيع انتخاب ترامب رئيساً مجدداً، لأسباب كثيرة، منها ألاعيب الأخير السياسية التي يستخدمها في محاولة منه لاستمالة الناخبين المسلمين والعرب.
من جهته، أوضح عضو حملة غير ملتزم في ولاية مينيسوتا، دان إنغلهارت، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنه لم يدلِ بصوته بعد لكنه "لن يصوت لكامالا هاريس و(مرشحها لمنصب نائبها) تيم والز"، مشيراً إلى أنه سيذهب إلى انتخابات الرئاسة الأميركية وسيترك خانة التصويت فارغة أمام مرشح الرئاسة، وأيضاً أمام المرشحة الديمقراطية لمجلس الشيوخ إيمي كلوبوشار، بينما سيصوت لمصلحة المرشحة الديمقراطية في مجلس النواب إلهان عمر.
إنغلهارت أكد في الوقت نفسه أنه لن يصوت في انتخابات الرئاسة الأميركية لترامب، كما أنه بالنسبة للمتنافسين الآخرين، لا يرى أن أحداً قريب من المنافسة، وقال حول ذلك إنه "في الغالب، ولاية مينيسوتا محسومة لكامالا هاريس، ولم أصوت حتى اليوم بل أنتظر الأيام الأخيرة، وفي حال خروج أي استطلاع من استطلاعات الرأي وإشارته إلى تقارب السباق مع ترامب، ففي هذه الحالة سأقرر إذا كنت سأتخذ موقفاً آخر أم لا".
وكشف إنغلهارت أن أعضاء حركة غير ملتزم والمجموعات الأخرى، كان قرارهم بترك الأمر للأفراد ليحدّدوا لمن سيصوتون في هذه انتخابات الرئاسة الأميركية بين المرشحين للمنصب، وأنه ليس هناك اتجاه واضح لتصويت أعضاء حملة غير ملتزم، وإن كان الاتجاه العام الوحيد الواضح تماماً هو عدم التصويت لترامب. وأضاف: "لا نريد ترامب، وبعض الناس يختارون التصويت لجيل ستاين، وآخرون صوتوا لهاريس، والبعض قرّر ترك خانة التصويت فارغة، ومن جهتي، أنا موافق على أي قرار باستثناء التصويت لترامب".
سليما جيل: لن أقع في فخّ التصويت للقتلة بعد الآن
خيار أخلاقي
بدورها، قالت سليما جيل، المتطوعة بحملة حزب الخضر، إنها صوتت مبكراً لمصلحة مرشحة الحزب جيل ستاين. وأوضحت: "أنا ناشطة منذ فترة طويلة، ومدافعة عن حقوق الفلسطينيين منذ أن كان عمري 15 عاماً. بدأ ذلك في المدرسة الثانوية، وأنا أيضاً كاتبة مستقلة، وهذه ليست المرة الأولى التي أصوت فيها لمصلحة مرشح ثالث خارج الحزبين الرئيسيين". ولفتت إلى أنها "صوّتت لمصلحة جورج دبليو بوش، ثم بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، كنت ضد ما فعله في العراق، ثم صوّتت لمصلحة باراك أوباما في المرة الأولى (2008)، ولم أصوت له في المرة الثانية (2012)، ولم أصوت لدونالد ترامب ولم أصوت لجو بايدن الذي كان متحمساً جداً للحروب (الأميركية) غير القانونية في جميع أنحاء العالم". وأضافت: "لا أعتقد أننا نعيش في ديمقراطية. كانت أميركا تتجه في مسار نحو الفاشية لفترة طويلة، وأعتقد أن مجتمعنا بدأ للتو بالاستيقاظ. لكنني سعيدة لأننا وصلنا أخيراً. إنه بالنسبة لي، خيار سهل للغاية".
وتصف جيل أسباب اختيارها لمرشحة الخضر، ستاين، رغم يقينها بعدم قدرة الأخيرة على المنافسة، باعتبار قرارها "خياراً أخلاقياً"، وأنها "لن تصوت للقتلة". وقالت: "لن أقع في هذا الفخ بعد الآن، ويجب على أي مرشح أن يكسب صوتي، ولذا سؤالي هو لأي مرشح: أخبرني لماذا يجب أن أصوت لك؟ إذا كنت تقتل شعبي، لن أصوت لك".
ولا تثق سليما جيل، بوعود ترامب (من وعوده إنهاء الحرب في الشرق الأوسط)، لكنها تعتبر أن حملة المرشح الجمهوري والرئيس السابق، أكثر ذكاء في التعامل مع العرب والمسلمين، فهو يحاول انتهاز الفرص من أجل كسب أصواتهم في الوقت الذي تفرض فيه المرشحة الديمقراطية لقاءهم أو السماح بوجود تمثيل لهم. وأوضحت الناشطة الأميركية: "ترامب كاذب وهو يتملق المسلمين، ولكن كامالا هاريس، حتى التملق لم تفعله، وتجاهلتنا، وهي تطرد العرب والمسلمين من تجمعاتها". وشدّدت على أن "الإبادة الجماعية خط أحمر لنا، ولن نساعدها أو نساعد ترامب في الفوز بانتخابات الرئاسة، وفي حال فوز ترامب، فسنقاومه، وإذا اتخذ قراراً بحظر المسلمين (حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة)، فأنا أفضل أن يكون هناك مسلم محظور على قيد الحياة في مكان ما، ولا يكون أن يكون ميتاً ومدفوناً تحت الأنقاض".
هدف ستاين الفوز بأصوات 5% من الناخبين، للحصول على تمويل حكومي لدورة الانتخابات المقبلة
من جهتها، أوضحت مديرة حسابات التواصل الاجتماعي لحزب الخضر في ماساتشوستس، سيدة مهام الرافعي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنها انضمت لحملة ستاين، للمساعدة في تنظيم الحزب من الداخل، لافتة إلى أنها لم تقم بأي نشاط سياسي قبل منتصف أكتوبر 2023، لافتة إلى أنها شكّلت هي بنفسها مجموعة لتثقيف الناس قبل أن تنضم للحملة.
ورغم معرفتها بأن مرشحة الخضر لن تفوز بالانتخابات، اعتبرت سيدة أن وجود المرشحة جيل ستاين في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية هذا العام مهم جداً لأسباب عدة، على رأسها الحفاظ على مكانة الحزب في صناديق الاقتراع، إضافة إلى أن المرشحة تحقّق رغبة الشعب الأميركي في عدم الاضطرار إلى الاختيار بين الشرّ المتمثل في الحزبين الحاليين الديمقراطي والجمهوري، لافتة إلى من يعارض الإبادة الجماعية أمامه الفرصة للتصويت لها حتى تكون للجيل المقبل فرصة أفضل في هزيمة الاحتكار الثنائي الموجود حاليا، وفق رأيها.
وأضافت أن هدف جيل ستاين الفوز بأصوات 5% من الناخبين الأميركيين، للحصول على تمويل حكومي لدورة الانتخابات المقبلة، متوقعة أنه في حال حدوث ذلك، فلربما تكون هناك فرصة حقيقية لانتخاب مرشح حزب ثالث في الدورات المقبلة، داعية الناخبين للتصويت على أساس الأفضل وللمرشح الذي لديه مبادئ، بدلاً من استراتيجية التصويت لمن هو الأقل شرّاً.
يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي تترشح فيها جيل ستاين، للرئاسة، بل هي خاضت السباق في عامي 2016 و2012. وحصلت قبل ثمانية أعوام على 1.1% من أصوات الناخبين، وفي 2012 على 0.4%. وستاين طبيبة وأستاذة طب وناشطة بيئية، تتحدر من شيكاغو بولاية إيلينوي، ومقيمة في ماساتشوستس. كما أنها لم تفز في أعوام سابقة بمنصب حاكم ولاية ماساتشوستس.