انتخابات بريطانيا: اتهامات داخل حزب العمال بـ"إعدام اليساريين"

30 مايو 2024
ديان أبوت أول امرأة سوداء يتم انتخابها لعضوية البرلمان البريطاني (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ديان أبوت، أول امرأة سوداء في البرلمان البريطاني، تواجه منعًا من الترشح في الانتخابات المقبلة تحت قيادة كير ستارمر، مما يثير اتهامات بإقصاء اليساريين داخل حزب العمال.
- الخلاف يتسع ليشمل منع فايزة شاهين ولويد راسل مويل، المعروفين بتوجهاتهم اليسارية، من الترشح، ما يعكس توجهًا لإقصاء الأصوات اليسارية ويثير غضبًا داخل الحزب.
- كير ستارمر ينفي منع أبوت ويؤكد على حقها في التصويت، بينما يتوسع الجدل ليشمل جيريمي كوربين الذي أُعلن عن منعه من الترشح عن الحزب، مما يسلط الضوء على صراع داخلي واتهامات بمحاولة "تطهير" الحزب.

اتهمت النائبة عن حزب العمال البريطاني ديان أبوت بتنفيذ "إعدام لليساريين" في حزبها بقيادة كير ستارمر، بعدما تم منعها هي وآخرين من الترشح عن الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة، في الرابع من يوليو/ تموز المقبل، التي يُتوقع أن يتفوق فيها حزب العمال على المحافظين.

وتعهدت النائبة العمالية المخضرمة بالبقاء في منصبها "لأطول فترة ممكنة" بعد انهيار اتفاق تقاعدها من البرلمان. وقالت أبوت الممثلة لمنطقة هاكني نورث وستوك نيوينغتون، في حسابها عبر موقع إكس، اليوم الخميس: "أمر مروع. من صاحب الفكرة الذكيّة التي كانت تقضي بإعدام اليساريين؟". 

وعملت أبوت في حكومة الظل لـجيريمي كوربين وزيرة داخلية الظل منذ عام 2016 حتى عام 2020. وهي أول امرأة سوداء يتم انتخابها لعضوية البرلمان، وقضت أطول فترة لنائب أسود في البرلمان منذ عام 1987.

وتصاعد الخلاف، الذي أثار غضب وإحباط بعض أعضاء البرلمان والموظفين من حزب العمال، اليوم الخميس، بعد منع اثنين من المرشحين اليساريين من الترشّح عن الحزب في الانتخابات العامة. وقالت فايزة شاهين، التي كانت مرشحة حزب العمال في تشينغفورد وودفورد غرين، لبرنامج نيوزنايت في "بي بي سي تو"، إنها تلقت بريداً إلكترونياً بإبلاغها إلغاء اختيارها بعد إعلان القرار لأول مرة في صحيفة "ذا تايمز".

وقالت، خلال المقابلة: "أنا مصدومة حقاً، أخيراً ولدتُ طفلاً وبعدها بستة أسابيع كنت أمام أبواب المنازل في الحملة الانتخابيّة وبذلت جهداً كبيراً، والكثير من الناس يعرفونني، هناك مئات البوسترات المعلقة على نوافذ المنازل لحملتي، تذهب إلى المقاهي وترى منشوراتي. أنا حقاً مصدومة".

وأضافت شاهين، التي نشطت خلال وجودها في البرلمان بمجال المساواة الاقتصادية، وهي ابنة والدين من فيجي وباكستان، خلال المقابلة، مساء أمس الأربعاء، أنها تلقت البريد الإلكتروني قبل ساعة من المقابلة يبلغها بأنها لن تكون مرشحة عن حزب العمال.

كما أعلن لويد راسل مويل، النائب عن مدينة برايتون في منطقة كيمبتاون، أنه تم تعليق عضويته في حزب العمال بعد ظهر الأربعاء ولن يُسمح له بالترشح عن الحزب في الانتخابات. ومعروف عن النائب مويل توجهاته اليسارية في قضايا العدالة الاجتماعية، وخلال الأشهر الأخيرة كانت له مواقف تدعو لوقف إطلاق النار في غزة وشارك بكلمة في إحدى التظاهرات ضد الحرب.

في المقابل، نفى، صباح اليوم الخميس، دارين جونز، كبير أمناء وزارة خزانة الظل، أن تكون هذه قضية حزبية. وعندما سُئل في إذاعة تايمز عن المناطق التي يعمد فيها حزب العمال إلى "تطهير اليسار"، قال: "لا أعتقد أنّ هذا صحيح. أعني أنّ هناك العديد من زملائي في حزب العمال الذين يعرّفون أنفسهم على أنهم من اليسار، وهم مرشحو حزب العمال في دائرتهم الانتخابية". وأضاف: "كل هذا هو أنه بسبب الدعوة إلى انتخابات مبكرة، كان هناك عدد من القضايا العالقة مع بعض النواب، ومن الواضح أن النواب متقاعدون في بعض الدوائر الانتخابية، حيث كنا بحاجة إلى ملء المرشحين بوتيرة سريعة من أجل الوفاء بالجدول الزمني للانتخابات. وهذه هي العملية التي تتكشف هذا الأسبوع".

زعيم حزب العمال ينفي

واضطر زعيم العمال كير ستارمر، أمس الأربعاء، إلى نفي منع النائبة أبوت من الترشح عن حزب العمال بعدما ذكرت "ذا تايمز" ذلك، قائلاً "لقد أعيد لها الحق في التصويت في حزب العمال بهدوء هذا الأسبوع وكانت تستعد لإصدار بيان تعلن فيه اعتزالها في الانتخابات المقبلة". ونقلت صحيفة ذا غارديان أن أبوت تلقت رسالة من كبير مسؤولي حزب العمال ألان كامبل، يؤكد فيها إعادة الحق في التصويت لها ويطمئنها بأنها يمكنها القيام بما وُصف بأنه "خروج كريم". كما قيل إنها عقدت اجتماعاً مع المدير السياسي لستارمر بشأن الاتفاق يوم الأربعاء صباحاً، إلا أنها تشعر بأن قيادة حزب العمال قد تراجعت عن اتفاقها معها بعد الإبلاغ عن منعها.

بدوره، قال عضو اليسار في اللجنة التنفيذية الوطنية لحزب العمال ميش رحمن، إنّ ستارمر "يختبئ وراء الأمور الفنيّة" وأنه يسيطر على الأغلبية في المجموعة. وأضاف لبرنامج "تايمز راديو": "لقد كان يختبئ وراء الأمور الفنية للعملية المستقلة (عملية داخلية في الحزب تتعلق بإجراءات اختيار المرشحين) لفترة، ولكن كما اكتشفنا الآن، انتهت العملية المستقلة في ديسمبر/ كانون الأول. الآن يختبئ وراء اللجنة التنفيذية الوطنية".

وأُعلن، الأسبوع الماضي، عن عدم السماح للنائب المعروف جيريمي كوربين زعيم العمال السابق، بالترشح للانتخابات عن حزب العمال الذي مثّله أربعين عاماً، مما دفعه إلى الإعلان عن الترشح مستقلاً عن نفس الدائرة التي مثلها كل هذه السنوات. ويُتّهم كير ستارمر من قبل العديد من أعضاء حزب العمال بأنه يقود حملة لـ"تطهير" الحزب من الشخصيات المؤيدة للفلسطينيين في مقابل تعزيز تيار أصدقاء إسرائيل داخل الحزب.

في سياق متصل، أُعلن عن إطلاق "الصوت المسلم"، وهي حملة تدعو لتوحيد الصوت المسلم في بريطانيا، للتصويت لمجموعة من المرشحين من دوائر مختلفة منهم مستقلون ومنهم من أحزاب أخرى مثل حزب الخضر والحزب الوطني الاسكتلندي وحزب الديمقراطيين الأحرار لكن دون حزب العمال الذي كان يحظى تاريخياً بغالبية أصوات المسلمين في بريطانيا. وتدعو الحملة إلى تأييد المرشحين الذين "يجسدون قيم المجتمع في مجالات العدالة الاجتماعية والمساواة الاقتصاديّة والشمولية واحتياجات المجتمع المسلم في بريطانيا".