استمع إلى الملخص
- أدلى زعماء الإقليم بأصواتهم، مؤكدين على أهمية تشكيل الحكومة بسرعة، مع تشديد على معاقبة الأطراف التي تحاول التلاعب بمصير الإقليم.
- يتنافس 1191 مرشحاً من 136 قائمة على 100 مقعد، مع مشاركة واسعة من الأقليات، وسط تحديات أمنية بسبب أنشطة حزب العمال الكردستاني.
أدلى زعماء الأحزاب الكردية في إقليم كردستان العراق بأصواتهم في انتخابات برلمان الإقليم التي انطلقت، صباح اليوم الأحد، في عموم مدن كردستان لاختيار الحكومة العاشرة التي يسعى الحزبان الرئيسيان في الإقليم للظفر بها، فيما بدت تصريحاتهم متشنجة إزاء المرحلة التي ستلي نتائج تلك الانتخابات، وسط توقعات بصعوبة تشكيل الحكومة الجديدة.
ويجري التصويت وسط تنافس انتخابي بين مختلف قوى الإقليم السياسية، وخصوصاً الحزبين التقليديين، "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود البارزاني، و"الاتحاد الكردستاني" بزعامة بافل الطالباني، إذ يمتلك الأول قاعدة شعبية واسعة في دهوك وأربيل، بينما يمتلك الثاني شعبية في مدينة السليمانية وضواحيها، بوصفها معاقل تقليدية للحزب.
رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني، الذي كان من أوائل المصوتين، قال في مؤتمر صحافي عقده عقب الإدلاء بصوته: "نتمنى أن تتشكل الحكومة عقب الانتخابات بسرعة. من المهم أن تتمكن الحكومة المقبلة من نقل الإقليم من مرحلة إلى أخرى"، مضيفاً أنه "بكل تأكيد ستجلس القوى والأطراف السياسية إلى طاولة لكي يباشر البرلمان الجديد جلساته لتتشكل الحكومة".
أما رئيس حكومة الإقليم، المنتهية ولايتها، مسرور البارزاني، فقد بدا في تصريحه في أثناء الإدلاء بصوته متشنجاً تجاه من أسماهم "الأطراف التي تريد التلاعب بمصير الإقليم". وقال، في تصريح مقتضب لعدد من وسائل الإعلام: "آمل أن يتوجه جميع المواطنين الذين لديهم حق التصويت إلى صناديق الاقتراع اليوم ويقرروا من يمثلهم وحكومتهم المستقبلية".
وأضاف أن "العملية الانتخابية تجري في جو هادئ وبلا مشاكل"، مشدداً بقوله: "آمل من شعب كردستان أن يعاقب تلك الأطراف التي تحاول التلاعب بمصيره وحقوقه". ومن الواضح أن رئيس حكومة الإقليم يؤشر على حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، إذ إن هناك خلافات عميقة بين الحزبين الأكبر في الإقليم.
مقابل ذلك، أدلى عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني نائب رئيس الوزراء قوباد الطالباني، بصوته في مركز اقتراع في السليمانية، ورداً على سؤال عما إذا كان الهدوء سيعود بعد الانتخابات، قال: "لم نقم قط بالتخريب". فيما رجح المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي بيره، صعوبة مرحلة تشكيل حكومة الإقليم الجديدة عقب الانتخابات. وقال بيره، لعدد من وسائل الإعلام، بعد أن أدلى بصوته، إن "مرحلة تشكيل حكومة الإقليم لن تكون سهلة"، مردفاً أن "الدعاية الانتخابية انتهت دون مشكلات". وشدد على أنه "يجب أن تتعاون جميع الأطراف لأن تجري الانتخابات بلا مشكلات".
من جهته، أعرب الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكردستاني، صلاح الدين بهاء الدين، عن أمله في قبول نتائج الانتخابات، وقال في تصريح في أثناء التصويت: "لا بد أن يمضي الناخب بوعي إلى التصويت ويبدي رأيه، لأن الموضوع لا يحتمل أكثر من ذلك، وإن أي تقاعس سيتسبب بأضرار تنعكس علينا جميعاً".
وشدد على ضرورة "المضي نحو تشكيل البرلمان بعد إعلان النتائج، ومن ثم تشكيل الحكومة، لا أن نجلس ونتقاعس حتى تمضي سنة، كما هو معتاد". وبسبب أزمات داخلية عصفت في الإقليم في السنوات الماضية، تقرر تأجيل انتخابات كردستان العراق أكثر من مرة منذ عام 2022.
ويتنافس 1191 مرشحاً على الظفر بالمقاعد الـ100 في برلمان الإقليم، ويمثلون بالمجمل 136 قائمة انتخابية، بينما يتمتع 3.8 ملايين مواطن في إقليم كردستان العراق بحق التصويت، وسيكون هناك 1400 مركز اقتراع بمختلف أنحاء الإقليم، فيما تتصدر أربيل بكونها الأكثر كثافة سكانياً بواقع مليون وربع مليون ناخب، تليها السليمانية ثم دهوك.
ويظهر واضحاً عدد المرشحين من الأقليات الدينية والقومية، المشاركين في الانتخابات بشكل منفرد أو مع الأحزاب الرئيسة، إذ تجاوز عدد المرشحين المسيحيين والتركمان والصابئة عتبة المائة مرشح. وبسبب أنشطة حزب العمال الكردستاني، سيتعين على عشرات آلاف الناخبين العراقيين الأكراد الاقتراع في مناطق نزوحهم، إذ توجد أكثر من 400 قرية خالية السكان غالبيتها حدودية مع تركيا، بسبب المعارك التي تشهدها منذ عامين وأكثر بين مسلحي الحزب التركي المعارض والقوات التركية من الجانب الثاني.