انتخابات مجلس الشيوخ: الديمقراطيون أمام تحدي الحفاظ على الأغلبية

يخطط الجمهوريون لاستعادة مجلس الشيوخ الأميركي، بفارق مقعد واحد على الأقل أو مقعدين في الانتخابات التي تجرى في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. تتم انتخابات مجلس الشيوخ هذه الدورة، على 34 مقعداً من بينها 23 مقعداً يشغلها ديمقراطيون أو مستقلون يميلون للديمقراطيين. ويضم مجلس الشيوخ الأميركي 100 عضو، بواقع عضوين لكل ولاية من الولايات الخمسين، وتتم انتخابات مجلس الشيوخ كل 6 سنوات على ثلث المقاعد. ويسيطر حالياً الديمقراطيون على المجلس بـ48 مقعدا وثلاثة مستقلين داعمين للحزب الديمقراطي، مقابل 49 مقعداً للجمهوريين، ما يمنح الحزب الحاكم الأغلبية بـ51 مقابل 49 مقعداً.

القاعدة العامة التي تحكم في الغالب انتخابات مجلس الشيوخ الأميركي، هي أنه كلّما كان دفاعك عن مقاعد أكثر، كانت الفرصة أقل في الفوز، خصوصاً إذا كانت هذا المقاعد في ولايات متأرجحة أو ولايات تميل للحزب المنافس. ولذا تبدو فرص الديمقراطيين في الفوز بأغلبية المجلس ضئيلة هذه المرة، إذ يدافعون عن ثلثي مقاعد السباق، وتتجه الأنظار إلى 12 مقعداً غير محسومة لأحد المرشحين بعد، من بينها 10 مقاعد يدافع عنها ديمقراطيون بعضها في ولايات حمراء (تصوت للجمهوريين)، ومقعدان وحيدان يدافع عنهما جمهوريان وهما في تكساس وفلوريدا، الولايتان الحمراوان. وتعد السيطرة على مجلس الشيوخ مهمة ليس فقط لأجندة الرئيس الأميركي التشريعية، بل أيضاً لاختيار جميع المسؤولين رفيعي المستوى الذين يتعين تعيينهم والقضاة، سواء المحكمة العليا أو المحاكم الفيدرالية.

القاعدة العامة في انتخابات مجلس الشيوخ هي أنه كلّما كان دفاعك عن مقاعد أكثر، كانت الفرصة أقل في الفوز

أول خسارة متوقعة في فيرجينيا الغربية

أحد أول المقاعد التي يتوقع أن يخسرها الديمقراطيون، هو مقعد مجلس الشيوخ بولاية فيرجينيا الغربية. السيناتور جو مانشين البالغ من العمر 77 عاما، أعلن في نوفمبر 2023 أنه سيتقاعد، وذلك بعد 14 عاماً عضوا في مجلس الشيوخ، ولن يخوض السباق، وفي مايو/أيار الماضي، أعلن أنه سجل نفسه مستقلا. ويرى الديمقراطيون أنه ساهم كثيرا في تعطيل أجندة الرئيس جو بايدن التشريعية طوال السنوات الماضية.
يتمتع الحاكم الجمهوري جيم جاستيس بشعبية كبيرة في هذه الولاية التي تنتخب جمهوريين في الغالب، في مواجهة غلين إليوت، العمدة السابق لمدينة ويلينغ الذي يترشح بصفته مستقلا يميل للديمقراطيين.

أخبار

التحديثات الحية

هاريس وترامب في سباق الأمتار الأخيرة لكسب الأصوات

فرصة الديمقراطيين تبدأ من مونتانا

أما السباق الأكثر خطورة للديمقراطيين في انتخابات مجلس الشيوخ الأميركي، فهو في ولاية مونتانا، حيث يواجه السيناتور الديمقراطي الحالي جون تيستر، منافسه الجمهوري تيم شيهي، رجل الأعمال وضابط البحرية السابق. يتوقع أن يكون هذا السباق هو الذي يحدّد بشكل كبير من سيفوز بالمجلس، وفضلت هذه الولاية التصويت للرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في انتخابات 2020 بأكثر من 10%.

السيناتور تيستر شغل مقعده لمدة عقدين تقريباً في هذه الولاية ذات الأغلبية الحمراء، غير أن التركيبة السكانية المتغيرة والانقسام على أساس حزبي يجعلان الجمهوريين يشعرون بتفاؤل، خصوصاً أن السباق يصنف على أنه يميل للجمهوريين حالياً. ينافس تيستر (68 عاماً)، الجمهوري تيم شيهي البالغ من العمر 38 عاماً فقط، وهو جندي سابق في البحرية الأميركية ومؤسس شركة إطفاء حرائق جوية.

تيد كروز في سباق متقارب في تكساس

السباق الآخر في ولاية حمراء، هو سباق السيناتور الحالي تيد كروز الذي يدافع عن مقعده في تكساس أمام النائب كولين ألريد. وتشير الأرقام رغم ذلك إلى تقارب بينهما، ويسعى الديمقراطيون في انتخابات مجلس الشيوخ إلى الفوز بهذا المقعد الصعب، والذي ربما يقلّل من خسائرهم.

يبلغ كروز من العمر 53 عاماً، وهو عضو في مجلس الشيوخ منذ عام 2013، بينما يمثل ألريد البالغ من العمر 41 عاما، تكساس في مجلس النواب منذ عام 2018، عندما قلب منطقة الجمهوريين التي احتفظوا بها لفترة طويلة في منطقة دالاس. كان لاعب كرة القدم السابق، يلعب في فريق تينيسي تيتانز، ثم عمل محامٍيا للحقوق المدنية. لم يفز أي ديمقراطي في انتخابات على مستوى الولاية في تكساس منذ عام 1994.

الصورة

سباق انتخابات مجلس الشيوخ في أوهايو

في ولاية أوهايو، يقاتل السيناتور الديمقراطي شيرود براون للاحتفاظ بمقعده الذي فاز به في 2007، في مواجهة رجل الأعمال بيرني موريتو المدعوم من دونالد ترامب، وهو أحد الذين ينكرون فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية السابقة، كما أنه يدعم سياسات منع الإجهاض. يصنف السباق بين المتنافسين على أنه متقارب. براون الذي يبلغ من العمر 71 عاماً، يعد الديمقراطي الوحيد الذي يشغل منصباً على مستوى الولاية في أوهايو، وتتوقف إعادة انتخابه على قدرته على فصل نفسه عن المرشحة الديمقراطية الرئاسية كامالا هاريس وبايدن في هذه الولاية التي فاز بها ترامب بفارق ثماني نقاط في 2020.

ميشيغين: إليسا سلوتكين ضد مايك روجرز

يخشى الديمقراطيون هذا العام من خسارة مقعد ميشيغين

يخشى الديمقراطيون في انتخابات مجلس الشيوخ من خسارة هذا المقعد في ميشيغين الذي كانت تشغله الديمقراطية ديبي ستابينو والتي قررت عدم الترشح هذه المرة. يتنافس على المقعد النائبة الديمقراطية إليسا سلوتكين أمام النائب الجمهوري السابق مايك روجرز. تبلغ إليسا 48 عاماً، وعملت ضابطة في وكالة الاستخبارات المركزية في إدارتي جورج دبليو بوش وباراك أوباما. أما المرشح الجمهوري، مايك روجرز، البالغ من العمر 61 عاماً، فهو من قدامى المحاربين في الجيش الأميركي، وكان عضواً في مجلس النواب لمدة 14 عاما حتى 2015. ورغم أن ميشيغين لم تنتخب أي جمهوري في انتخابات مجلس الشيوخ خلال آخر 30 عاماً، فإن السباق متقارب للغاية هذه المرة.

ماريلاند: لاري هوغان ضد أنجيلا ألسبروكس

العام الماضي أعلن السيناتور الديمقراطي بن كاردين الممثل عن ولاية ماريلاند منذ 2007 أنه سيتقاعد. كانت التوقعات تشير إلى أن بديله سيكون ديمقراطياً لطبيعة الولاية الزرقاء، لكن ترشح الجمهوري طيب السمعة الذي يعارض ترامب، لاري هوغان، الحاكم في المدة من 2015 حتى 2023، أربك حسابات الديمقراطيين. وتتنافس أنجيلا ألسبروكس، البالغة من العمر 53 عاما والمديرة التنفيذية لمقاطعة برينس جورج، ضد هوغان، وستكون في حال فوزها أول امرأة من أصول أفريقية تمثل الولاية في مجلس الشيوخ، ورابع امرأة من أصول أفريقية تخدم في مجلس الشيوخ في تاريخه. أما في حال فوز هوغان، فإنها ستكون المرة الأولى التي يفوز بها جمهوري بمقعد في مجلس الشيوخ بالولاية منذ نحو 40 عاما.

يدافع الديمقراطيون عن ثلثي مقاعد السباق، وتتجه الأنظار إلى 12 مقعداً غير محسومة

بنسلفانيا: بوب كيسي ضد ديف ماكورميك

يسعى السيناتور الديمقراطي بوب كيسي، عضو مجلس الشيوخ منذ عام 2007، إلى الحفاظ على مقعده في مواجهة المرشح الجمهوري ديف مكورميك، الرئيس التنفيذي السابق لأحد صناديق التحوط. تعد قضية الإجهاض واحدة من أهم القضايا في السباق، فتغير رأي الديمقراطي كيسي، الذي كان "مؤيداً للحياة"، إلى إعلان اعتراضه على قرار المحكمة العليا إلغاء حق الإجهاض وتركه للولايات، فيما يعارض المرشح الجمهوري الإجهاض إلا في حالات الاغتصاب أو السفاح أو لإنقاذ حياة الأم. ويصنف السباق على أنه متقارب مع تقدم بسيط لصالح المرشح الديمقراطي.

الصورة

أريزونا... انسحاب يربك حسابات الديمقراطيين

انشقت السيناتورة كريستن سينيما عن الحزب الديمقراطي في نهاية عام 2022، وقررت تسجيل نفسها مستقلة، ما وضع الديمقراطيين في مهمة صعبة للحفاظ على مقعد من المهم الفوز به لحماية حظوظهم في انتخابات مجلس الشيوخ. ويتنافس النائب الديمقراطي روبين غاليجو البالغ من العمر 44 عاما والجمهورية كاري ليك 55 عاما على المقعد. غاليجو هو مشرّع تقدمي وجندي مشاة سابق، انتخب للمرة الأولى نائباً في مجلس النواب عام 2014، أما كاري ليك، فهي مذيعة أخبار سابقة وحليفة وثيقة لترامب، وهي أحد الذين ينكرون نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020.

ويسكونسن: بالدوين ضد هوفدي

تسعى السيناتورة التقدمية تامي بالدوين، أول عضو في مجلس شيوخ من مجتمع LGBTQ+ (مجتمع مثليي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسياً) علناً في التاريخ، إلى الحفاظ على مقعدها الذي تمثله منذ عام 2012، وفازت في 2018 في مقاطعات ريفية بالولاية، فاز بها ترامب سابقا. من جهته، يسعى المرشح الجمهوري ورجل الأعمال إريك هوفدي للفوز في هذه الولاية. السباق بينهما متقارب لكنه يميل حالياً للديمقراطيين.

نبراسكا: ديب فيشر ضد دان أوزبورن

يأمل الديمقراطيون في انتزاع المرشح المستقل دان أوزبورن المقعد من السيناتورة الجمهورية ديب فيشر التي لم تكن تتوقع أن يكون السباق تنافسياً حتى أسابيع قليلة ماضية. تعتمد فيشر على تأييد ترامب لها الذي يصف منافسها بأنه "ديمقراطي متنكر" بينما يتعهد أوزبورن بعدم المشاركة في تجمعات مع الديمقراطيين أو الجمهوريين في مجلس الشيوخ. فاز ترامب بهده الولاية بفارق 20 نقطة في 2020.

نيفادا: جاكي روزن ضد سام براون

تواجه عضو مجلس الشيوخ الحالية جاكي روزن البالغة من العمر 67 عاماً، رجل الأعمال والنقيب السابق في الجيش سام براون، البالغ من العمر 40 عاما، ويصنف هذا السباق على أنه يميل للديمقراطيين.

فلوريدا: ريك سكوت أمام التقدمية موكارسيل باول

الصورة

من المقرر أن يكون سباق مجلس الشيوخ في ولاية فلوريدا بين السيناتور الجمهوري الحالي ريك سكوت ومنافسته الديمقراطية ديبي موكارسيل باول، إحدى أكثر المنافسات التي تتم مراقبتها في انتخابات 2024، وهو أحد سباقين يدافع فيهما الجمهوريون عن مقاعدهم. يسعى سكوت (71 عاماً) إلى ولاية ثانية في مجلس الشيوخ بعد خدمته حاكما لفترتين ويركز على خفض الضرائب والإنفاق الفيدرالي وأمن الحدود، فيما تقدم موكارسيل باول نفسها على أنها تقدمية تركز على الرعاية الصحية والبيئة والمساواة الاجتماعية. موكارسيل بأول، هي ممثلة أميركية سابقة هاجرت من الإكوادور إلى الولايات المتحدة عندما كانت تبلغ من العمر 14 عاماً، ومثّلت الدائرة الانتخابية الـ26 في فلوريدا من عام 2019 إلى عام 2021.

أخبار

التحديثات الحية

مستشار هاريس يلتقي قيادات مسلمين وعرب بأميركا وسط غضب من دعم إسرائيل