نفت السفارة الفرنسية في واغادوغو، اليوم السبت، ضلوع الجيش الفرنسي في الأحداث التي وقعت أخيراً في بوركينا فاسو، بعد يوم من إعلان إطاحة الرئيس بول هنري داميبا في انقلاب.
وقالت السفارة إنها أصدرت بيانها رداً على تقارير متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
🇫🇷🤝🇧🇫
— La France au Burkina Faso🇫🇷🇧🇫 (@France_au_Faso) October 1, 2022
#⚠️IMPORTANT
L’ambassade dément avec fermeté toute #implication de l'#armée🇫🇷dans les événements des dernières heures,et les #rumeurs selon lesquelles des #autorités🇧🇫auraient été #accueillies ou seraient sous #protection de #militaires🇫🇷. https://t.co/PoWrtH1e50
واليوم السبت، أغلق جنود الطرقات الرئيسية، وسُمعت طلقات رشاشة في عاصمة بوركينا فاسو، فيما دانت قوى دولية ثاني انقلاب هذا العام في البلد الفقير والمضطرب، الواقع في غرب أفريقيا.
وأطاح ضباط في الجيش برئيس المجلس العسكري اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا، أمس الجمعة، مشيرين إلى أنه فشل في التصدي للهجمات الجهادية في البلاد.
وقال شهود عدة، اليوم السبت، إنهم سمعوا دوي إطلاق نار في وسط العاصمة واغادوغو، قام بعده جنود بإغلاق طرقات رئيسية في المدينة، بما يشمل الحي الذي يضم المقر الرئاسي.
وحلقت مروحيات فوق المدينة، وأغلقت المتاجر التي فتحت أبوابها صباحاً.
ودان الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي هذا التغيير في السلطة على غرار جهات دولية عدة أخرى.
وجاء في بيان الاتحاد الأفريقي أن رئيسه "يدعو الجيش للامتناع فوراً وبشكل كامل عن أي أعمال عنف أو تهديدات للسكان المدنيين والحريات المدنية وحقوق الإنسان"، مطالباً بإعادة النظام الدستوري بحلول يوليو/ تموز عام 2024.
The Chairperson of the African Union Commission @AUC_MoussaFaki unequivocally condemns the second takeover of power by force in Burkina Faso.
— African Union (@_AfricanUnion) October 1, 2022
@ https://t.co/g8HWTu6UVT pic.twitter.com/biLIlEqXJH
وأعرب رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد عن قلقه البالغ حيال عودة الانقلابات غير الدستورية، سواء في بوركينا فاسو، أو في بلدان أخرى بالقارة.
من جهته، حذر الاتحاد الأوروبي من أن الانقلاب يعرض للخطر الجهود التي بُذلت لإعادة النظام الدستوري بحلول 1 يوليو/تموز 2024، ودعا السلطات الجديدة الى احترام الاتفاقات السابقة.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، في بيان، إن "الاتحاد الأوروبي يأسف أيضاً لتدهور الوضع الأمني والإنساني في البلاد".
ودانت "المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا" "بأشد العبارات" عملية الاستيلاء الأخيرة على السلطة، واصفة إياها بأنها "غير مناسبة"، بينما كان يجري تحقيق تقدم من أجل العودة إلى النظام الدستوري بحلول الأول من يوليو/ تموز 2024.
في الأثناء، دعت فرنسا، القوة السابقة المستعمرة لبوركينا فاسو، مواطنيها في واغادوغو الذين يقدّر عددهم بما بين 4000 و5000 شخص إلى أن يلزموا منازلهم.
ودعت الولايات المتحدة بدورها إلى "عودة الهدوء وضبط النفس من قبل جميع الأطراف المعنية".
والجمعة، أدى إطلاق نار قبل الفجر في العاصمة بمحيط القصر الرئاسي إلى الانقلاب الأخير.
وقبل الساعة 20:00 بالتوقيتين المحلي وغرينتش، الجمعة، ظهر أكثر من عشرة جنود ببزاتهم العسكرية على التلفزيون والإذاعة الرسميين لإعلان إطاحة سانداوغو داميبا.
وأعلنوا تعيين الكابتن إبراهيم تراوري (34 عاماً) مكانه.
وقالوا "قررنا تحمّل مسؤولياتنا، مدفوعين بهدف أسمى واحد: استعادة أمن أراضينا وسلامتها".
وقال تاجر وناشط يدعى هبيباتا روامبا، السبت، إن "داميبا فشل. منذ وصوله إلى السلطة، تعرّضت مناطق كانت تعيش في سلام لهجمات. تولى السلطة ومن ثم خاننا".
وفي وقت تواجه معظم منطقة الساحل تمرّداً مسلحاً متزايداً، أدى العنف إلى وقوع سلسلة انقلابات في مالي وغينيا وتشاد منذ عام 2020.
وفي يناير/كانون الثاني، عيّن داميبا نفسه زعيماً للبلد الذي يبلغ تعداده 16 مليون نسمة، بعدما اتّهم الرئيس المنتخب روش مارك كريستيان كابوري بالفشل في إلحاق هزيمة بالجهاديين.
دامبيا: "فشل" ومصير مجهول
وفيما يرزح 40 في المئة من البلاد خارج سيطرة الحكومة، قال القادة الانقلابيون الجدد إن داميبا فشل.
وأضافوا أنه "بعيداً عن تحرير الأراضي المحتلة، بات إرهابيون يسيطرون على المناطق التي كانت في السابق تعيش بسلام".
وعلقوا بعد ذلك العمل بالدستور، وأغلقوا الحدود، وحلوا الحكومة الانتقالية والمجلس التشريعي، بينما فرضوا حظراً للتجول من الساعة 21:00 حتى الخامسة صباحاً.
وكان تراوري رئيس وحدة القوات الخاصة لمكافحة الجهاديين "كوبرا" في منطقة كايا شمالاً.
وما زال مصير داميبا غير معروف.
وخلال الصباح، سُمع إطلاق نار في حي "واغا 2000" حيث مقر الرئاسة والمجلس العسكري.
وانقطع بث التلفزيون الرسمي ساعات عدة قبل إعلان الجيش.
ورغم تعهّد داميبا جعل الأمن أولويته لدى توليه السلطة في 24 يناير، ازدادت الهجمات العنيفة منذ مارس/آذار، وفي الشمال والشرق، حاصر متمرّدون بلدات حيث فجّروا جسوراً وهاجموا قوافل الإمدادات.
وكما هي الحال في البلدان المجاورة، أثار متمرّدون على ارتباط بتنظيمي "القاعدة" و"داعش" اضطرابات.
وقُتل الآلاف بينما نزح حوالى مليوني شخص جرّاء القتال منذ عام 2015 عندما امتد التمرّد إلى بوركينا فاسو التي تحوّلت مذاك إلى مركز للعنف في أنحاء منطقة الساحل.
وفي سبتمبر/أيلول الذي كان شهراً دامياً على وجه الخصوص، أقال داميبا وزير الدفاع وتولى المنصب بنفسه.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، هاجم مسلّحون يشتبه بأنهم جهاديون قافلة تحمل إمدادات إلى بلدة دجيبو في شمال البلاد. وذكرت الحكومة أن 11 جندياً قتلوا وفقد نحو 50 مدنياً.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)