أشارت نتائج استطلاع للرأي العام في إسرائيل، اليوم الخميس، إلى أن 56% من الإسرائيليين يرون أن فشل الاحتلال في مواجهة عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية يفوق فشلها في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، بينما تتعاظم الانتقادات لأداء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته.
وبحسب الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة "معاريف"، قال 84% من المستطلعين إنّ القيادة السياسية تتحمّل المسؤولية عن الفشل في إحباط "طوفان الأقصى"، في حين رأى 94% أنّ الحكومة تتحمّل أيضاً المسؤولية عن انهيار منظومات الدفاع، وهو ما ساعد على تمكين مقاتلي "كتائب القسام" (الذراع العسكرية لحركة حماس)، من التوغل في العمق الإسرائيلي.
ووفق الاستطلاع، فإنّ 56% من الجمهور الإسرائيلي يطالب باستقالة نتنياهو من منصبه فور انتهاء الحرب، في حين يرى 52% أنه يتوجب على وزير الأمن يوآف غالانت الاستقالة. وقال 59% من المستطلعين إنهم لا يثقون بقدرة الحكومة على إدارة الحرب، في حين أقرّ 92% بأنهم يشعرون بالقلق في أعقاب عملية "طوفان الأقصى".
إلى ذلك، واصل المعلّقون الإسرائيليون توجيه انتقاداتهم لرئيس الحكومة وقيادة الجيش بسبب أدائها قبل عملية "طوفان الأقصى" وخلالها.
واعتبر كاتب الرأي إيتي روم أن نتنياهو مسؤول عما سماه "الفشل الأكبر في تاريخ إسرائيل لأنه رئيس الوزراء".
ولفت روم، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، إلى أنّ كلاً من وزير الأمن ورئيس هيئة الأركان هرتسي هيلفي، ورئيس الاستخبارات العسكرية أهارون حليفا، ورئيس المخابرات العامة (الشاباك) رونين بار، أيضاً يتحمّلون المسؤولية عن الفشل، مستدركاً بأنّ نتنياهو يعد المسؤول أيضاً عن فشل هؤلاء والأجهزة التي يقودونها.
وحذر من أنّ نتنياهو والمقربين منه سيعملون كل ما في وسعهم من أجل تبرئته من المسؤولية عبر تحميلها لأطراف أخرى وتحديداً للجيش، مشيراً إلى أنّ نتنياهو نفسه عندما كان زعيماً للمعارضة بعد انتهاء حرب لبنان الثانية في 2006 حمّل رئيس الوزراء في ذلك الوقت إيهود أولمرت أوجه قصور الجيش خلال الحرب.
أما كاتب الرأي رون كوفمان، فوصف حكومة نتنياهو بأنها "ائتلاف الأصفار التي تتظاهر وكأنها حكومة"، مشيراً إلى أنّ أعضاءها، وعلى رأسهم نتنياهو، يلوذون بالصمت على اعتبار أنّ هذا يضمن مستقبلهم السياسي.
وفي تحليل نشرته صحيفة "معاريف"، تساءل كوفمان عن التهديدات التي كان يطلقها نتنياهو وغالانت قبل "طوفان الأقصى" لأعداء إسرائيل قائلين: "يتوجب عليكم ألا تختبرونا فردنا سيكون غير مسبوق".
وأضاف: "لكن ما حدث أنّ قائداً فلسطينياً، مبتور الأطراف ونصف أعمى اسمه محمد الضيف (قائد كتائب القسام)، خطط بشكل دقيق لهذه الحرب ودفعنا إلى فوضى قد تستمر 50 عاماً بواسطة السيطرة على 20 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية".
وأضاف: "حتى لو تمكّنا من جلب جثث قادة حماس الذين في الخارج وأولئك الموجودين حالياً في الأنفاق بغزة، فإنّ الكارثة التي وقعت في منطقة غلاف غزة لن تنسى".
كوفمان: ما حدث أنّ قائداً فلسطينياً مبتور الأطراف ونصف أعمى اسمه محمد الضيف خطط بشكل دقيق لهذه الحرب ودفعنا إلى فوضى قد تستمر 50 عاماً
ولفت إلى أنه بعد 50 عاماً على حرب 1973 تضطر إسرائيل إلى تدشين جسر جوي لنقل العتاد والسلاح من الولايات المتحدة إليها.
من ناحيته، حمّل كاتب الرأي أوري مسغاف أيضاً نتنياهو المسؤولية عن الفشل الذي أفضى إلى نجاح عملية "طوفان الأقصى".
وأمطر مسغاف في تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" نتنياهو بعدد من الأسئلة، قائلاً: "هل تم تحذيرك من قبل رئيس المخابرات المصرية قبل أسبوع من العملية بأنّ هناك عملية يتم التخطيط لها من غزة؟ مع أنه لا يوجد ما يدعو المصريين للكذب، لماذا لم تحرّك ساكناً من أجل إحباط هذه العملية؟".
وأشار مسغاف إلى دور تركيبة الحكومة التي يقودها نتنياهو في الدفع نحو الفشل في إحباط هجوم "كتائب القسام"، متسائلاً: "ماذا خطر ببالك عندما شكلت حكومة اليمين المتطرف مع أتباع التيار الحردلي والكهانية، عندما عينت إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش في مناصب كبيرة، وسمحت لحكومتك باستهداف الفلسطينيين وشجعت المستوطنين على الاعتداء عليهم؟".
وأضاف: "هل رد قوات المشاة وسلاح الجو البطيء كان بسبب عدم قدرتك على العمل؟... لماذا نقلت معظم القوات التابعة لفرقة غزة إلى الضفة لكي يؤمنوا صلاة المستوطنين في حوارة؟".