لاقت تغريدة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم السبت، التي حاول من خلالها التقليل من خطورة الهجوم الإلكتروني الواسع الذي استهدف وكالات حكومية، انتقادات كبيرة، ولا سيما ما اعتُبر محاولة منه لإبعاد الشبهة عن موسكو بالوقوف وراء الهجوم.
وتوقفت تقارير إعلامية أميركية عند مخالفة ترامب لموقف حتى وزير خارجيته، مايك بومبيو، الذي أيد الجمعة شكوك خبراء أشاروا بأصابع الاتهام إلى موسكو.
وقال بومبيو: "كانت محاولة كبيرة للغاية، وأعتقد أنه يمكننا الآن أن نقول بشكل واضح جداً إن الروس انخرطوا في هذا النشاط".
وكتب ترامب في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر": "الهجوم الإلكتروني أكثر أهمية في الإعلام الزائف مما هو في الواقع". وأوضح أن "كل شيء تحت السيطرة. روسيا روسيا روسيا هذه أول لازمة تتردد عند حصول أي شيء"، مضيفاً: "قد تكون الصين (هذا محتمل!)".
The Cyber Hack is far greater in the Fake News Media than in actuality. I have been fully briefed and everything is well under control. Russia, Russia, Russia is the priority chant when anything happens because Lamestream is, for mostly financial reasons, petrified of....
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 19, 2020
ولقيت تصريحات ترامب تنديداً من رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب عن الحزب الديموقراطي، آدام شيف، الذي كتب على "تويتر": "إنها خيانة مشينة جديدة لأمننا القومي من قبل هذا الرئيس"، مضيفاً: "إنها تغريدة أخرى غير نزيهة كان من الممكن أن يكتبها الكرملين. إشارة إذعان جديدة (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
Another day, another scandalous betrayal of our national security by this president.
— Adam Schiff (@RepAdamSchiff) December 19, 2020
Another dishonest tweet that sounds like it could have been written in the Kremlin.
Another obsequious display towards Putin.
And yet another reason that Trump can’t leave office fast enough. https://t.co/ILNh3KnfbT
ومن جانب الحزب الجمهوري، رأى السيناتور ماركو روبيو أنه يتبين "بوضوح متزايد أن الاستخبارات الروسية قادت أخطر اختراق إلكتروني في تاريخنا"، قبل أن يضيف: "يجب أن يكون ردنا متناسباً ولكن مهماً".
Increasingly clear that Russian intelligence conducted the gravest cyber intrusion in our history
— Marco Rubio (@marcorubio) December 19, 2020
The process of determining its extent & assessing the damage is underway
Remediation will take time & significant resources
Our response must be proportional but significant
وفي تعليقها على تغريدة الرئيس الأميركي، اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن اختيار ترامب عدم إدانة الكرملين على الأنشطة التي يخوض فيها في المجال الإلكتروني، وإذعانه للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هما السمة المميزة لفترته الرئاسية.
وأضافت أنه اختار لمرات عدة الوثوق في كلام بوتين بدل الاعتماد على التقييمات التي كانت تعدها أجهزة الاستخبارات الموضوعة رهن إشاراته، بما في ذلك الخلاصات التي توصلت إليها بشأن الحملة التي خاضتها موسكو للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
White House officials had drafted a statement to be released Friday accusing Moscow of carrying out the cyber intrusions in a months-long campaign, but they were blocked from doing so, said a senior administration official https://t.co/X9E1iwVLOd
— The Washington Post (@washingtonpost) December 19, 2020
من جهتها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه مع بقاء 30 يوماً على وجوده في البيت الأبيض، جاءت تغريدات ترامب المقللة من خطورة الهجوم لتوضح أنه لن تبذل إدارته أي جهود حقيقية لمعاقبة روسيا على الاختراق الإلكتروني. وأضافت أن خبراء الأمن القومي شبه متأكدين أن الرئيس المنتخب، جو بايدن، هو من ستتولى إدارته عملية الرد والتعامل مع أي تداعيات محتملة.
Hours after Mike Pompeo told a conservative radio host that “we can say pretty clearly that it was the Russians” behind the vast hack of the federal government and U.S. industry, President Trump contradicted him and sought to muddy intelligence findings https://t.co/chezC0InHM
— NYT Politics (@nytpolitics) December 19, 2020
وكانت وكالة "أسوشييتد برس" قد قالت، الثلاثاء الماضي، إن بعض أعمق الأسرار الأميركية قد تكون سُرقت في عملية منظمة امتدت أشهراً، نُسبت إلى نخبة من قراصنة الحكومة الروسية، متسائلة: هل يمكن أن يكون القراصنة قد حصلوا على أسرار نووية؟ بيانات لقاح كورونا؟ مخططات أنظمة أسلحة الجيل التالي؟ وقالت الوكالة إنه قد يتطلّب أسابيع وربما سنوات في بعض الحالات، للحصول على إجابات.
ولفتت إلى أن الواضح أن هذه الحملة، التي يقول خبراء الأمن السيبراني إنها تعرض تكتيكات وتقنيات جهاز الأمن الاستخباراتي الخارجي الروسي، ستصنّف بين أكثر الحملات المثمرة في سجلات التجسس الإلكتروني.